بدأت مساء امس بقصر المؤتمرات بجدة أعمال الدورة 127 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة معالي وزير الدولة للشئون الخارجية بمملكة البحرين غانم بن فضل البوعينين، رئيس الدورة الحالية. وقد رأس وفد المملكة في هذه الاجتماعات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية ، وشارك فيها أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الأعضاء ، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. قلق من استمرار تدهور الأوضاع في سوريا ودعوة لتكثيف الجهود الدولية وعقب انتهاء الاجتماع صدر عن المجلس الوزاري بيان صحفي عبر فيه عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات ، مؤكداً على تسخير الجهود كافة لتحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها. كما بحث المجلس الوزاري تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليمياً. وفي الشئون الاقتصادية أحيط المجلس الوزاري علماً باجتماعات اللجان الوزارية في المجال الاقتصادي، ووافق على وثيقة الاستراتيجية الاسترشادية للحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون ، وقرر رفعها للمجلس الأعلى في دورته القادمة مع التوصية باعتمادها والعمل بها بصفة استرشادية. كما وافق المجلس على ترسية إعداد استراتيجية شاملة بعيدة المدى للمياه بدول مجلس التعاون على إحدى الجهات الاستشارية. المجلس ينظر التحرك ضد مصالح مليشيات حزب الله بعد تدخلها في سوريا وفي الشأن القانوني اقر المجلس الوزاري عدداً من التوصيات بشأن موضوع الأنظمة والقوانين الاسترشادية الصادرة في إطار مجلس التعاون. ووافق المجلس على إنشاء لجنة لرؤساء الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد وحماية النزاهة بدول مجلس التعاون على غرار اللجان الوزارية العاملة في إطار مجلس التعاون، كما وافق على عقد لقاء دوري لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء المحاكم العليا والتمييز بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي مجال مكافحة الإرهاب جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره، وأشاد بكفاءة ويقظة الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية ، واكتشافها خليتي تجسس هدفها جمع معلومات عن مواقع حيوية وأمنية سعودية. كما دان المجلس الوزاري التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف أفراداً من قوات الأمن بمملكة البحرين ، عادا هذه الأعمال إرهابية وتتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية كافة. الزياني حاضراً الجلسة (واس) وفي الشأن السياسي جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي شددت عليها البيانات السابقة كافة ، وأكد المجلس في هذا الخصوص على دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث وعدها جزءً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. وزراء الخارجية اثناء الجلسة (واس) وأعرب المجلس الوزاري عن استنكاره ورفضه للزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون، وآخرها زيارة وفد مجلس الشورى الإيراني إلى الجزر الإماراتية طنب الكبرى، وطنب الصغرى ، وأبوموسى ، بتاريخ 7 مايو 2013، مؤكداً على أن هذه الزيارة تعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، وتقويضاً لكل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي لهذه القضية. وفيما يتصل بالعلاقات مع إيران استنكر المجلس الوزاري تصريحات القيادات العليا الإيرانية ، بشأن مملكة البحرين وشعبها، وأدان المجلس تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، وعدها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وسلوكاً ممنهجاً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار. كما أدان المجلس الوزاري إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس تم العثور عليها في شمال مملكة البحرين ، عادا ذلك عملاً عدائياً يعكس إصرار إيران على التدخل في شئون مملكة البحرين ، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها. وفي الشأن السوري أعرب المجلس الوزاري عن بالغ قلقه لاستمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وتزايد احتمالات تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصا في ظل مشاركة مليشيات حزب الله في قتال الشعب السوري ، مؤكدا على موقف دول المجلس الثابت الداعي إلى مضاعفة جهود المجتمع الدولي، لإيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا، ويوقف نزيف دماء الشعب السوري، ويحقق تطلعاته وآماله، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها. ودان المجلس الوزاري التدخل السافر لحزب الله في سوريا ، وما تضمنه خطاب أمينه العام في الخامس والعشرين من مايو 2013 ، من مغالطات باطلة ، وإثارة للفتن ، مستنكراً وعده بتغيير المعادلة في المنطقة ، ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية، وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه. وأكد على أهمية التزام العراق بوقف التدخلات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية العراقية في الشئون الداخلية لدول المجلس والدول الأخرى . كما أشاد بما تم التوصل إليه من تفاهم بين جمهورية العراق ودولة الكويت بشأن آلية استمرار متابعة موضوع الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى ، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت. ثم غادر أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية والمالية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جدة؛ وكان في وداعهم بمطار الملك عبدالعزيز الدولي عدد من المسؤولين.