بدأت مساء أمس بقصر المؤتمرات بجدة أعمال الدورة 127 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية بمملكة البحرين غانم بن فضل البوعينين، رئيس الدورة الحالية .وقد رأس وفد المملكة في هذه الاجتماعات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية , وشارك فيها أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الأعضاء ,ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وعقب انتهاء الاجتماع صدر عن المجلس الوزاري البيان الصحفي التالي: عقد المجلس الوزاري دورته السابعة والعشرين بعد المائة ، يوم الأحد 23 رجب 1434ه الموافق 2 يونيه 2013م، في مدينة جدة ، برئاسة معالي وزير الدولة للشئون الخارجية بمملكة البحرين غانم بن فضل البوعينين رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الأعضاء ، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.استعرض المجلس الوزاري مستجدات العمل المشترك وعبر عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات ، مؤكداً على تسخير الجهود كافة لتحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها .كما بحث المجلس الوزاري تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليمياً، وذلك على النحو التالي : التعاون المشترك : الشئون الاقتصادية : أحيط المجلس الوزاري علماً باجتماعات اللجان الوزارية في المجال الاقتصادي، ووافق على وثيقة الاستراتيجية الاسترشادية للحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون ، وقرر رفعها للمجلس الأعلى في دورته القادمة مع التوصية باعتمادها والعمل بها بصفة استرشادية .كما وافق المجلس على ترسية إعداد استراتيجية شاملة بعيدة المدى للمياه بدول مجلس التعاون على إحدى الجهات الاستشارية. الشؤون القانونية: اقر المجلس الوزاري عدداً من التوصيات بشأن موضوع الأنظمة والقوانين الاسترشادية الصادرة في إطار مجلس التعاون.وافق المجلس على إنشاء لجنة لرؤساء الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد وحماية النزاهة بدول مجلس التعاون على غرار اللجان الوزارية العاملة في إطار مجلس التعاون, كما وافق على عقد لقاء دوري لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء المحاكم العليا والتمييز بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. مكافحة الإرهاب: جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره . أشاد المجلس الوزاري بكفاءة ويقظة الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية ، واكتشافها خليتي تجسس هدفها جمع معلومات عن مواقع حيوية وأمنية سعودية . أدان المجلس الوزاري التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف أفراداً من قوات الأمن بمملكة البحرين ، عادا هذه الأعمال إرهابية وتتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية كافة . دان المجلس الوزاري التفجير الإرهابي الذي وقع بتاريخ 11 مايو 2013م ، واستهدف بلدة الريحانية في جنوب تركيا، على الحدود مع سوريا ، وراح ضحيته العشرات من الأبرياء بين قتيل وجريح، عادا ذلك يتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية كافة ، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. الجانب السياسي: الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة: جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي شددت عليها البيانات السابقة كافة ، وأكد المجلس في هذا الخصوص على التالي: دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث وعدها جزءً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. التعبير عن الأسف الشديد لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. عد المجلس الوزاري أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث. النظر في الوسائل السلمية كافة التي تؤدي إلى إعادة حق الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث. دعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. أعرب المجلس الوزاري عن استنكاره ورفضه للزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون، وآخرها زيارة وفد مجلس الشورى الإيراني إلى الجزر الإماراتية طنب الكبرى، وطنب الصغرى ، وأبوموسى ، بتاريخ 7 مايو 2013م، مؤكداً على أن هذه الزيارة تعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، وتقويضاً لكل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي لهذه القضية . العلاقات مع إيران: استنكر المجلس الوزاري تصريحات القيادات العليا الإيرانية ، بشأن مملكة البحرين وشعبها، وأدان المجلس تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، وعدها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وسلوكاً ممنهجاً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار . كما أدان المجلس الوزاري إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس تم العثور عليها في شمال مملكة البحرين ، عادا ذلك عملاً عدائياً يعكس إصرار إيران على التدخل في شئون مملكة البحرين ، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها. البرنامج النووي الإيراني : عبر المجلس الوزاري عن أسفه لعدم تحقيق تقدم في المباحثات التي جرت في كازاخستان بتاريخ 5 أبريل 2013م ، بين مجموعة دول 5 + 1 وإيران، مؤكداً على ضرورة استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي، بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة . الشأن السوري : أعرب المجلس الوزاري عن بالغ قلقه لاستمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وتزايد احتمالات تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصا في ظل مشاركة مليشيات حزب الله في قتال الشعب السوري , مؤكدا على موقف دول المجلس الثابت الداعي إلى مضاعفة جهود المجتمع الدولي، لإيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا، ويوقف نزيف دماء الشعب السوري، ويحقق تطلعاته وآماله ، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها . دان المجلس الوزاري التدخل السافر لحزب الله في سوريا , وما تضمنه خطاب أمينه العام في الخامس والعشرين من مايو 2013م ، من مغالطات باطلة ، وإثارة للفتن ، مستنكراً وعده بتغيير المعادلة في المنطقة ، ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية، وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه . وفي هذا الصدد فإن دول المجلس تطالب الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عن القتال في سوريا وعليه قرر المجلس الوزاري النظر في اتخاذ إجراءات ضد أية مصالح لحزب الله في دول مجلس التعاون . رحب المجلس الوزاري بنتائج اجتماع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ، الذي عقد بإسطنبول في نهاية شهر مايو 2013م ، مؤكداًَ دعمه لموقف الائتلاف بشأن مؤتمر جنيف 2 وضرورة تحقيق إرادة الشعب السوري الشقيق ومطالبه المشروعة . استنكر المجلس الوزاري الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية، داعياً مجلس الأمن الدولي للتحرك العاجل لعدم تكرارها، عادا ذلك انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية، محذراً من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة. استنكر المجلس الوزاري الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية، داعياً مجلس الأمن الدولي للتحرك العاجل لعدم تكرارها، معتبراً ذلك انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية، محذراً من تداعياتها على أمن واستقرار المنطقة. الشأن اللبناني : تابع المجلس الوزاري مستجدات الوضع اللبناني، وبارك اختيار النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة، متمنياً له التوفيق في تشكيل حكومة تترجم إرادة الشعب اللبناني وتخلق بيئة آمنة ومستقرة، مشددا على أهمية التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس بشأن الأزمة في سوريا، مجددًا دعمه لأمن لبنان واستقراره ووحدته الوطنية. الشأن اليمني : رحب المجلس الوزاري بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بمشاركة مختلف القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية، مشيداً بالروح الإيجابية التي تسود أعماله، متمنياً أن يحقق المؤتمر ما يصبو إليه الشعب اليمني نحو البناء والتنمية والمحافظة على وحدة اليمن واستقراره . رحب المجلس الوزاري بالقرارات التي أصدرها فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في إطار إعادة هيكلة القوات المسلحة وتوحيدها وتعزيز دورها في حماية اليمن والمحافظة على استقراره، معتبراً ذلك خطوة مهمة على طريق إكمال عملية إعادة الهيكلة، وتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وذلك تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. الشأن العراقي: استعرض المجلس الوزاري تطورات الأوضاع في العراق، وما يشهده من احتجاجات واعتصامات، مؤكداً أهمية الحوار وتوافق مكونات الشعب العراقي الشقيق، بما يؤدي إلى حفظ أمن واستقرار العراق ووحدته. وأدان حوادث التفجيرات الآثمة المتكررة في عدد من المدن العراقية، التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء، معتبراً ذلك عملاً إجرامياً يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والقيم الإنسانية كافة. أكد المجلس الوزاري على أهمية التزام العراق بوقف التدخلات التي تقوم بها بعض الأحزاب السياسية العراقية في الشئون الداخلية لدول المجلس والدول الأخرى واحترام مبادئ حسن الجوار وذلك من أجل بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة . رحب المجلس بتعاون العراق في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وخاصة الانتهاء من صيانة العلامات الحدودية وفقا لقرار مجلس الأمن 833/1993 والتوقيع على مذكرة التفاهم بشأن ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود مع دولة الكويت وأشاد بتوقيع العراق مع الأممالمتحدة بشأن الاتفاق الخاص باستلام مبالغ التعويضات المستحقة للمزارعين العراقيين تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 899/1994 . كما أشاد بما تم التوصل إليه من تفاهم بين جمهورية العراق ودولة الكويت بشأن آلية استمرار متابعة موضوع الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى ، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت . السودان : رحب المجلس الوزاري بنتائج مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور الذي عقد في الدوحة ، خلال الفترة من 7 إلى 8 أبريل 2013م , مشيداً بالجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر من أجل تحقيق السلام وإعادة الإعمار والتنمية في دارفور. مطالباً الجميع بالمشاركة بإيجابية في جهود دعم السلام وما نصت عليه وثيقة السلام الشامل والدائم في دارفور . ميانمار : دان المجلس الوزاري مجددا المجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين من "الروهينغا" في ميانمار ، وما يتعرضون له من انتهاكات واسعة لحقوقهم ، بهدف إجبارهم على ترك وطنهم . وقرر المجلس الوزاري التحرك الجماعي ضمن أطر الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لمعالجة مأساة الروهينغا . وكان أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد التقوا بقصر المؤتمرات بمدينة جدة أمس , نظيرهم اليمني أبو بكر القربي ، وذلك على هامش اجتماعات المجلس الوزاري لمجلس التعاون في دورته ال127 برئاسة مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس. وبحث الاجتماع المستجدات والأحداث والتطورات على الساحة اليمنية ، خاصة ما يتعلق بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المُّزمنة وما توصل إليه الحوار الوطني في المرحلة الأولى ،كما تم استعراض ما تم بشأن دعم اليمن والمبادرة الخليجية ومسار تنفيذها .