يعاني بعض سكان حي النهضة شرق العاصمة الرياض من خوف متواصل جراء محولات الشركة السعودية للكهرباء الضخمة والتي وضعت منذ سنوات طويلة ملاصقة لجدران منازلهم وبعضها دون غطاء خارجي في مشهد يتطلب تدخلا عاجلا من شركة الكهرباء لإزالة مثل هذه الأخطار التي عكرت صفو قاطني المنازل. العواجي: الموضوع مثار جدل ودراساتنا تثبت عدم وجود أَضرار سكان الحي والذين تحتضن جدرانهم محولات الكهرباء يرقبون الخطر المحدق الذي تشكله هذه الكتلة الكهربائية الجاثمة على قلوبهم ففي أي لحظة ربما تصطدم سيارة لتستقر وسط الكهرباء لتحل على قاطني ومرتادي الحي كارثة كبيرة – لا سمح الله – فالأطفال بتعليمات صارمة من أولياء أمورهم ابتعدوا عن اللعب والمرور من أمام التيار الكهربائي المتعري في الهواء الطلق إضافة إلى ما تحدثه هذه المحولات والكابلات من أخطار على الصحة العامة والإصابة بأمراض السرطان. يذكر الدكتور فواز القاسم – استشاري دم وأورام أطفال ورئيس قسم أورام الأطفال بمجمع الملك سعود الطبي- أن هذا الموضوع من القضايا الشائكة وأن هناك دراسات بينت أن التيار الكهربائي العالي قد يسبب الإصابة بالسرطان في المخ أو الدم وهناك دراسات أخرى نفت علاقة وجود رابط في ذلك، وأنا أرى أنه من الضروري ابعادها عن مكان تواجد البشر فنحن في المستشفى تأتينا حالات متعددة لأشخاض مصابين بالسرطان ونذكر من بين الأسباب تعرضهم لتيار كهربائي ذي قدرة توليدية عالية لفترة طويلة. في الجانب الآخر دافع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء الدكتور صالح العواجي عن صحة هذه الدراسات ويؤكد على أن الثابت علميا هو عدم وجود أثر للخطوط والمحولات الكهربائية وأرجع رواج مثل هذه الاعتقادات إلى أخذ البعض لمبدأ الاحتمالية فيما يدعون وهذا الموضوع مثار جدل وقد كانت هناك دراسة بحثية من مستشفى الملك فيصل التخصصي قبل عدة سنوات نفت أي أضرار متوقعة. وأوضح العواجي إلى ضرورة تواجد مثل هذه المحولات داخل الأحياء لما تقوم به من دور في تقديم الخدمة للسكان ولضمان توزيع الجهد بالطريقة الفنية المناسبة التي تتواءم مع المعايير المطبقة، مشيرا إلى أن شركة الكهرباء تحرص أن تكون المحولات الكهربائية بين قطعتي أرض في منطقة آمنة وهذا أفضل تطبيق يمكن أن يوضع لكن الخطورة تتجلى عندما يكون في مرفق عام كالمسجد والحديقة لأنه يصبح مكشوفا للسيارات والأطفال. وأمام رأي الفريقين في إثبات وإنكار الأخطار المتوقعة يقف المواطن في حيرة من أمره متأملا المحولات الكهربائية في صباحه ومسائه آملا في إيجاد حل ناجع يبعدهم عن هم لازمهم لسنين طويلة أخذت مخاطره في تقدم مع تزايد السكان.