في الوقت الذي بدأت فيه دول العالم تستجيب للدراسات الطبية التي توصي بإبعاد تيارات الضغط العالي عن التجمعات السكانية لاحتمالية إصابة البشر بأمراض السرطان وخصوصا الأطفال، ما زالت شركة الكهرباء في منطقة جازان تصر على بقاء أعمدة الضغط العالي والمحولات الكهربائية وسط الأحياء والمناطق المأهولة. ويبدو أن الوضع لا يقتصر على وجود هذه الأعمدة بين المساكن، فالأهالي يؤكدون أنها لا تخضع للصيانة ولم يتم إصلاح بعضها رغم بلاغاتهم المتكررة للشركة، فيما تتشابك هذه الخطوط بشكل عنكبوتي فوق رؤوس السكان وبمسافة قصيرة، ويقول محمد عارف إن أحد أسلاك الضغط العالي يمر إلى جوار نافذة منزله في الدور الثالث، ويحمل الشركة مسؤولية إصابته أو أحد أبنائة بأي ضرر نتيجة ذلك. وفي حين لم يتجاوب مدير شركة الكهرباء مع اتصالات «عكاظ» المتكررة لمعرفة موقف الشركة من هذا الوضع، يؤكد استشاري المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد في جازان الدكتور يوسف جهمان أن الدراسات أثبتت تأثر الأطفال بتيارات الجهد العالي في محيط 100 متر، وارتفاع احتمالية إصابتهم بمرض سرطان الدم «اللوكيميا» بنسبة 1,7 مقارنة بمن يعيشون خارج محيط الضغط العالي، ويضيف «المجالات الكهرومغناطيسية التي تتولد من هذه الأسلاك تتفاعل مع الخلايا الحسية للإنسان وقد تلحق بها أضرارا تصل إلى حد الإصابة بالسرطان»، وينصح بإبعاد هذه الأسلاك عن التجمعات السكانية بمسافة لا تقل عن 100 متر على أقل تقدير. ويعود الأهالي للتأكيد على أن معاناتهم مع الكهرباء مستمرة، وخلافا لأخطارها المحدقة بهم، هناك الكثير من مولدات الكهرباء أصبحت مهترئة وتشكل خطورة أخرى عليهم، وخدمات الطوارئ ضعيفة ولا تتناسب مع حجم الأعطال اليومية، ويؤكد علي بركي أن المشتركين يضطرون إلى الانتظار حتى عشر ساعات لإعادة التيار الكهربائي إلى منازلهم في حال انقطاعها لأي سبب، ويضيف «دب اليأس في نفوس الأهالي تجاه الخدمة الكهربائية ونطالب المسؤولين في الشركة بالتدخل لوضع حد لهذه المشكلات».