تتجاهل شركة الكهرباء في المنطقة الشرقية، الأخطار الصحية التي تسببها خطوط الضغط العالي الهوائية، وتتباطأ في تنفيذ قرار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، بتحويل هذه الخطوط إلى أرضية. وجاء توجيه أمير المنطقة إلى شركة الكهرباء في القطاع الشرقي بتحويل خطوط الكهرباء الهوائية إلى خطوط أرضية، حفاظًا على الأرواح، اذ اكد سموه أن حياة الناس وصحتهم هي الأهم، وهو ما تحرص عليه الحكومة الرشيدة. وشدّد سمو الامير محمد على تطبيق أقصى العقوبات والغرامات بحق المخالفين لأنظمة السلامة، للحد من الأخطاء التي تتسبب في وقوع الكوارث، التي تعود بالضرر على الأرواح والممتلكات، وجاء توجيه الأمير محمد، متماشيًا مع مطالب الاهالي الكثيرة التي شكت من هذه الخطوط وتأثيراتها الصحية عليهم، وعلى أبنائهم، وللحد أيضًا من الحوادث، وتذليل المعوّقات التي قد تعيق مسارها، خطوط الضغط العالي. كارثة عين دار وبالامس البعيد، وقعت كارثة في بقيق (عين دار) التي راح ضحيتها عدد من المدعوّين في أحد الأعراس، الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم أرادوا أن يعيشوا لحظات سعادة في العرس الذي أقيم في أحد الأحواش، وشاء الله أن تصيب طلقات أحد أسلاك الضغط العالي، التي انقطعت، وسقطت على معازيم العرس من النساء والأطفال، فصعقت البعض منهم، بمن فيهم الرجال الذين حاولوا إنقاذ ذويهم. دراسات وأبحاث تشكّل أعمدة الكهرباء الهوائية خطورة على حياة الناس، لما تحمله هذه الاعمدة من اشعاعات كهرومغناطيسية، وتصيب الناس بالأمراض السرطانية، وفقدان المناعة لدى الاطفال، بالإضافة الى التلوث البيئي، اذ اثبتت الدراسات العالمية والصحية التي أعدها معهد بحوث السرطان البريطاني، والمعهد القومي الأمريكي للسرطان ومعهد كارولينسكاي السويدي قبل عدة سنوات، حول خطورة التعرض او السكن بالقرب من خطوط الكهرباء أو محوّلات الطاقة الكهربائية. وخلصت الدراسات التي أجريت على هذا الأمر، الى أن هناك علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بسرطان الدم والعديد من الأمراض الخطرة. وافادت الدراسات أن التعرّض للتلوث الكهرومغناطيسي، يصيب الإنسان بأمراض القلب وتدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم وتكسير حامض DNA مما ينتج عنه تدمير الخلايا، وبالتالي يعتبر سببًا كافيًا للإصابة بالسرطانات المختلفة والتأثير على صحة الأجنة، وسرطان الثدي للنساء، وتعطيل وظائف الخلايا، وقد يؤدي ذلك ايضًا الى اضطراب إفراز الأنزيمات واضطراب معدّلات الكالسيوم في الجسم واضطراب الدماغ، وتصيب الانسان ايضًا بالشعور بالخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل، اضافة الى الإرهاق والشعور بالتعب». حلول عاجلة ودعا علي القرني الطالب بجامعة البترول والمعادن شركة الكهرباء لإيجاد حلول عاجلة لخطوط الضغط العالي، مشيرًا إلى أن «هذه الأعمدة الكهربائية ذات الجهد العالي الهوائي، القابعة ضمن نطاق الاحياء السكنية، تشكّل خطورة على أهالي الاحياء الذين يعيشون بالقرب منها مطالبًا شركة الكهرباء بإعادة هيكلة هذه الاعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي، ومحاولة وضع استراتيجية تخطيط المدن التي تمرّ بها هذه الاعمدة الكهربائية، قبل أن يحدث لساكني هذه الاحياء أي كارثة»، مضيفًا: «يجب على شركة الكهرباء أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك لتصحيح مسار هذه الاعمدة». خُطط زمنية ويتساءل المواطن حسن المنيع من سكان حي المنار في الدمام «لماذا لا يتم تحويل الاعمدة الكهربائية ذات الاسلاك المعلقة الى كابلات أرضية، وبالتالي تنتهي مشاكل انقطاع الكهرباء في كل مدن ومحافظات وقرى وهجر الشرقية»، مضيفًا: «هناك بعض الاحياء لا تزال فيها خطوط الكهرباء معلقة، وهذا يشكّل خطورة كبيرة عليهم، مما ينبغي أن تكون هناك خطة مدعمة بجدول زمني من اجل تحويل خطوط الكهرباء الهوائية، واستبدالها بخطوط أرضية، من المفترض أن يقوم بهذا الأمر شركة الكهرباء، خاصة نحن في مجال التوسّع العمراني والتطور الحضاري». تهالك الخطوط ويتابع المنيع: «أعمدة خطوط الضغط العالي تشكّل العديد من المشاكل، منها كثرة انقطاع التيار الكهربائي بسبب تهالك خطوط الضغط العالي، وقلة صيانتها، حيث إنها معرّضة للهواء مباشرة والعوامل الجوية، مما يسبب انقطاعًا دائمًا للكهرباء في ظل الظروف الجوية وعدم استقرار الطقس». وفي السياق ذاته، تحدّث المهندس الكهربائي جمعان الغامدي حول محور القضية، وقال: «أعمدة الضغط ذات الجهد المرتفع ادت الى تشويه منظر المدينة، وجعلتها تحت رحمة التلوث الإشعاعي المستمر» متسائلًا: «كيف إذا تفرّع من الخطوط الرئيسية، خطوط فرعية؟ وقال المهندس آل مجوخ: «تحويل خطوط الضغط العالي الهوائية إلى أرضية جاءت مواكبة لرغبة الاهالي حتى لا يتعرّض الاهالي والممتلكات للخطر». أزمة الكوارث واضاف الغامدي إن «ادارة احتواء الكوارث لدينا مفقود، وبالتالي قد تعيق هذه الاعمدة ذات الجهد العالي من الكهرباء عملية الإنقاذ، وتؤخر وصول الاجهزة المعنية مثل الدفاع المدني أو الشرطة وغيرهما، أثناء عمليات الانقاذ، مستشهدًا في ذلك بكارثة عين دار، موجّها سؤاله الى شركة الكهرباء وهو «متى ستنهي شركة الكهرباء تحويل خطوط الكهرباء الهوائية واستبدالها بخطوط أرضية؟؟
الأهالي : خطوط الضغط العالي تهددنا وتعطل المشاريع التنموية خطوط الضغط العالي تهدد مدن المنطقة الشرقية أعمدة الكهرباء وخصوصًا الضغط العالي تعد عائقًا لبعض المشاريع التنموية المهمة في المنطقة، ولا تزال شركة الكهرباء تستخدمها في حرماننا من بعض مشاريع الطرق المهمة والحيوية حذر سكان المنطقة الشرقية من تأثيرات خطوط الضغط العالي على صحة السكان القريبين منها، مؤكدين أن هذه الخطوط تعكر عليهم صفو حياتهم، وتصيبهم بالأمراض المزمنة، ليس هذا فحسب، وإنما تعطل المشاريع التنموية، التي من المفترض أن الدولة خصصتها لخدمة المواطنين، وأبدوا تخوفهم من الأضرار الناتجة عن خطوط نقل كهرباء الضغط العالي المنتشرة بشكل واسع بين المناطق السكنية في المنطقة، مطالبين شركة الكهرباء بسرعة تنفيذ أوامر صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية بنقل تلك الخطوط الهوائية إلى أرضية، لضمان سلامة سكان الأحياء التي تمر بها تلك الخطوط، وحمّل المواطنون شركة الكهرباء مسؤولية حدوث كوارث بشرية قد تلحق بهم في أية لحظة، بسبب خطوط الضغط العالي، نظرًا لقوة التيار الذي تحمله، وخطورة الاشعاعات الصادرة منها، كما حمّل بعض المواطنين شركة كهرباء الشرقية مسؤولية تعثر بعض المشاريع التنموية في المنطقة، نظرًا لوقوع خطوط الضغط العالي حجر عثرة أمام انجاز تلك المشاريع. أصوات منتصف الليل ويقول عبدالله المانع، وهو من سكان حي أحد في مدينة الدمام: «أعمدة الضغط العالي تمر بالقرب من طريق عمر بن الخطاب المعروف بشارع «الضغط العالي»، وهو طريق مليء بالمتاجر والعمائر السكنية»، مضيفا «أقطن بالقرب من هذا الطريق منذ أكثر من ستة أعوام، وقد لاحظت طوال تلك السنوات سماع صوت أزيز أو طنين عال جدًا، يرتفع أكثر بعد منتصف الليل ومصدره أسلاك الكهرباء الموجودة في شارع الضغط العالي، وقد سمعت أن هذه الأصوات هي ذبذبات كهربائية قد تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض العصبية والمتعلقة بالقلب، وهناك العديد من الدراسات والأبحاث التي اتضح منها أن تلك الذبذبات المنبعثة من أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي تسبب أمراضا خطرة على السكان القريبين منها ، كما أنه ينبغي على سكان الأحياء التي تحوي مثل هذا النوع من الخطوط الكهربائية أن يكون لهم فحص دوري للتأكد من عدم اصابتهم بأي أعراض صحية ناتجة عن الاشعاعات أو الذبذبات المصاحبة لخطوط الجهد العالي. الذبذبات الكهرومغناطيسية وقال المانع: «لا شك في أن الذبذبات الكهرومغناطيسية تمتلك القدرة على احداث أضرار بالغة على صحة من يتعرض لها، ويعتمد مقدار هذا الضرر على عدة عوامل، من أهمها مدى قوة هذه الذبذبات، والمسافة التي تفصلنا عن مصدر هذه الموجات وأيضا طبيعة جسم الإنسان الذي يتعرض لها والعمر والوزن والاستعدادات الوراثية للأمراض. وذكر المانع أن الكثير من دول العالم المتقدم اتخذت إجراءات صارمة للحد من مخاطر التلوث الكهرومغناطيسي، ومن أهمها منع تمديد أسلاك الجهد الكهربائي العالي في المناطق السكنية أو بالقرب منها، وإذا تعذر تنفيذ ذلك لبعض الأسباب التقنية والفنية، فإنه يتم دفن تلك الأسلاك في باطن الأرض مع استخدام مواد فائقة العزل ومع وضع اشارات تحذيرية مناسبة . أيضا فقد حددت بعض الدول مسافة الحرم الصحي التي يجب التقيد بها ،التي تعتمد بالدرجة الأولى على مقدار التيار الكهربائي المار في تلك الأسلاك والكيابل و الأبراج و محولات الطاقة ، كما تعتمد على طبيعة المناخ في تلك المنطقة. لبِست حاضرة الدمام ثوبها الجديد بعد استكمال العديد من المشاريع الإستراتيجية العملاقة، وميزانية الخير للعام المالي الجديد ستكون خيراً على المنطقة من خلال مشاريع جديدة سيتم تنفيذها خطوط الكهرباء من جهة أخرى، طالب المواطن أحمد الغامدي شركة الكهرباء بسرعة نقل أعمدة كهرباء الضغط العالي الواقعة في حي الربوة والتي لا تبعد عن منازل الحي سوى أمتار معدودة. وقال: «تشكل خطوط الكهرباء خطورة كبيرة على سكان الحي وعلى المارة من تحت تلك الأعمدة المخيفة التي تنبئ بحدوث كارثة كبيرة، نظرًا لكثافة كمية الأسلاك وارتفاع الجهد الكهربائي الموجود فيها، ونحن لم ننس كارثة بقيق وما تسببت به خطوط تمديد الكهرباء من ازهاق الأرواح البريئة التي راحت ضحية الصعق الكهربائي، فمنذ ذلك الحين وأهالي حي الربوة متخوفون من انفلات أحد الأسلاك المشحونة بالكمية الكهربائية المدمرة لمن في محيطها ، مع العلم أن الموقع لا يوجد به أي لوحة إرشادية تحذر من الاقتراب نحو أعمدة كهرباء الضغط العالي». وطالب أحمد ب»التدخل السريع من الجهات المسؤولة في ترحيل الخطوط الهوائية إلى خطوط أرضية بطريقة آمنة ومواصفات عالمية تضمن لسكان الحي زوال تلك الكارثة المرتقبة التي يعانون منها منذ سنوات ولم يجدوا تجاوبًا من شركة الكهرباء في إزالتها». الطرق المهمة ويرى المواطن فيصل القحطاني أن «أعمدة الكهرباء وخصوصًا الضغط العالي منها تعد عائقًا لبعض المشاريع التنموية المهمة في المنطقة» وقال: «تسببت الطريقة القديمة التي لا تزال شركة الكهرباء بالمملكة تستخدمها في حرماننا من بعض مشاريع الطرق المهمة والحيوية داخل المنطقة الشرقية على سبيل المثال لا الحصر مشروع طريق الملك فهد المتقاطع مع طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي اعتمدت أمانة الشرقية إقامة جسر يوصل الجنوب طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الضغط العالي) بالجهة الشمالية منه، فقد كان العائق من إتمام مشروع الجسر وجود خطوط كهرباء الضغط العالي الممتدة أعلى الموقع ، ما جعل المسؤولين في الأمانة يصرفون النظر عن إكمال ذلك المشروع ، وكلنا نسمع ونرى ما آل إليه مشروع دائري مدينة الدمام والتأخير الذي تسببت فيه أعمدة الضغط العالي». ويضيف فيصل: «آن الأوان لإزالة خطوط الضغط العالي من المناطق السكنية والحيوية في المنطقة، لما تشكله من خطورة شديدة على المساكن المحيطة بها». شركات الاتصال وأكد راشد المري، وهو أحد السكان المطلعين على النشرات الطبية العالمية، أن الكثير من سكان الأحياء التي توجد بها أبراج الضغط العالي يعلمون أن هناك أضرارا صحية قد تضرهم، ولكن الغالبية منهم لا يعلمون مدى خطورتها وما الآثار المستقبلية منها. ويقول: «قرأت الكثير عن الموجات الصادرة من خطوط كهرباء الضغط العالي ومن أبراج شركات الاتصالات واستنتجت من بعض الدراسات أنها تشكل خطرًا على الإنسان وتؤثر عليه جسديا وعقليا ونفسيا ، كما أنها تتسبب أيضًا في إصابة الأطفال بسرطان الدم والعديد من الأمراض المتعلقة بالتفكير والإدراك وأمراض القلب، كذلك التأثير على صحة الأجنة وتشوههم، وسرطان الثدي، وكل هذه الأمراض الخطيرة تتسبب بها موجات كهربائية منتشرة بين المناطق السكنية وغير مغطاة بعوازل تمنع من انتشار تلك الموجات الخطيرة». وأضاف قائلًا: «تمسك شركة الكهرباء بالمملكة على طريقة نقل التيار الكهربائي هوائيًا نابع من مفهوم اقتصادي وهو التوفير على حساب سلامة المواطن وصحته، ومن المعروف دوليًا أن طريقة دفن خطوط الكهرباء في الأرض من أكثر الطرق السليمة والمسؤولون بشركة الكهرباء يعلمون ذلك جيدًا . وطالب المري شركة الكهرباء بسرعة تنفيذ قرار أمير المنطقة الشرقية الذي ينص على نقل الطرق الهوائية الخطرة إلى الطرق الآمنة وهي دفنها تحت الأرض». خطوط الضغط العالي ملاصقة للمنازل
إثبات أو نفي أضرار الضغط العالي قيد الدراسة لا تزال شكوك المواطنين والأطباء وعلماء الفيزياء تحيط بالخطوط الهوائية التابعة لشركة الكهرباء ، وتأرجحت تلك الشكوك بين دراسات عالمية تفيد بعلاقة مباشرة للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من بعض الأمراض الخطيرة ولكن تلك الدراسات لم تأخذ صفة القطعية بعد ، وفي المقابل ظهرت دراسات علمية تنفي وجود أضرار مباشرة من خطوط الضغط العالي وهي الأخرى لم تثبت بشكل جازم وقطعي على وجود تلك التأثيرات . وبين ذلك وذاك يقف المواطنون حائرين بين إثبات ونفي وخوف يلازمهم من تلك الآثار الضارة . تقول فاطمة وهي معلمة في إحدى المدارس الواقعة بالقرب من خطوط الضغط العالي إنها متخوفة من الآثار التي قد تنتج عن مكوث الطالبات الصغار لفترة طويلة من اليوم بالقرب من تلك الذبذبات الكهربائية .. وتقول أيضا : لكل جهد كهربائي تأثير حسب القوة الموجودة فيه ، وبما أن الأطباء قد حذروا من التأثيرات الناتجة من أجهزة الهاتف المحمول وهي موجات بسيطة بالنسبة لغيرها ، فكيف بالمجال المغناطيسي المحيط بالكيابل الكهربائية في الضغط العالي ، والتي يُسمع طنينها من مسافة بعيدة . وحذرت فاطمة من تأثر طالبات المرحلة الابتدائية بشكل خاص ، نظراً لصغر سنهم ولعدم اكتساب أجسامهم المناعة الكافية التي تحميهم من بعض الأمراض التي قد تتسبب بها تلك الإشعاعات الضارة . وتضيف فاطمة : لا يقتصر ضرر تلك الإشعاعات على الطالبات فقط ، بل حتى نحن المعلمات نتعرض لنفس الضرر ، خصوصًا أن المنطقة الشرقية تتصدر مناطق المملكة في أعداد المرضى المصابين بالأورام السرطانية . وقالت عضو مجلس إدارة جمعية مكافحة السرطان الدكتورة فاطمة الملحم :إنه توجد أبحاث منذ عقود أجريت على بعض الحيوانات التي تعيش بالقرب من خطوط كهرباء الجهد العالي واكتشفت تلك الدراسات إلى وجود أورام في المخ لدى تلك الحيوانات ، وتم بعد ذلك ربط تلك النتائج بالحالة البشرية ، وقالت الملحم : موضوع الإشعاعات الكهرومغناطيسية ليس بجديد ، كما أن البحوث والدراسات التي أجريت في هذا الموضوع لم تأخذ صفة القطعية في نتائجها بعد وإنما هي دراسات لا يزال العلماء والأطباء يدرسون ظاهرتها ومدى الآثار المترتبة على وقوعها في المناطق المأهولة بالسكان ، وطوال المدة الماضية لم تثبت الدراسات العلمية أي علاقة جازمة في تسبب خطوط الضغط الكهربائي العالي للأمراض السرطانية ، وفي نفس الوقت لم يجد العلماء أيضًا أي علاقة جازمة تنفي هذه العلاقة ، إذاً الأمر لا يزال رهن الدراسات ، كما انه لا يمكن الاستناد على النشرات والدراسات العلمية من دون إظهار المصادر العلمية والمراجع المساندة لإظهار تلك النتائج التي ربما يكون لها آثار سلبية نفسية على المتلقي . وأضافت الملحم أن المجال المغناطيسي ربما يحدث تغييرا بيولوجيا في طبيعة الإنسان لكن درءا للشبهات لا يمكن الجزم في إثبات أو نفي وجود تأثير مباشر في التسبب بأمراض السرطان . وقال الدكتور سعود المبيض إن العديد من الدراسات والأبحاث التي اتضح منها أن التلوث الكهرومغناطيسي المنبعث من أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي قد يسبب أمراضا خطيرة على السكان القريبين منها ، ومن أهمها دراسة مشتركة أعدها معهد بحوث السرطان البريطاني ، والمعهد القومي الأمريكي للسرطان ، وقد خلصت الدراسة إلى وجود خطورة كبيرة على الإنسان إذا ما تعرض أو سكن بالقرب من أسلاك الكهرباء ، أو أبراج الاتصالات ، أو محولات الطاقة الكهربائية . وأثبتت الدراسة وجود علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بتكسير حمض ( دي إن آي ) الذي ينتج عنه تدمير خلايا الجسم ؛ وهو ما يعتبر سببًا كافيا للإصابة بالسرطان ، وبالأخص سرطان الدم. وأكدت أيضا الدراسة أن التعرض للتيار الكهرومغناطيسي العالي يضاعف من إمكانية حدوث سرطان الدم، وأشارت إلى أنه يجب ترك 50 مترًا كحد أدنى حول خطوط الضغط الكهربائي العالي كمنطقة أمان خالية . وذكر المبيض أن هناك دراسة من معهد بحوث أمراض العيون بالقاهرة انتهى فيها الباحثون إلى أن خطوط الضغط العالي للكهرباء تؤثر على المواد البروتينية الموجودة في عدسة العين ؛ فتسهم في حدوث التهابات مزمنة ، ويتفق العلماء الذين انتدبوا لدراسة وبحث هذه المسألة على أنه ليس من شك في أن الأشعة الكهرومغناطيسية تؤثر على الإنسان جسديا وعقليا ونفسيا . كما خلصوا إلى رصد جملة من الأمراض الناتجة عن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسي ، وهي : أمراض القلب ، والتأثير على صحة الأجنة وتشوههم ، و تسبب في انتشار سرطان الثدي ، وتدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم. اللواء الخشمان : الهيئة العليا للأمن الصناعي هي الجهة المشرفة على منشآت الكهرباء ومن جهته صرح اللواء عبدالله الخشمان مدير إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية أن الهيئة العليا للأمن الصناعي التابعة لوزارة الداخلية هي الجهة المشرفة و المسؤولة عن إجراءات السلامة والإطفاء بشكل رسمي على المنشآت الكبرى والهامة في المملكة والتي من ضمنها منشآت شركة الكهرباء السعودية وخطوط الضغط العالي التابعة لها ، وقال أيضا :إن شركة الكهرباء السعودية لديها دراساتها الخاصة بها في تحديد مواقع الخطوط ، ومدى تأثر المناطق المحيطة بها ، علما أن المديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية تتفاعل بشكل سريع في المساندة بفرقها حال وقوع أي حادث لتلك المنشآت ، كما نوه الخشيمان إلى أنه يوجد خط بلاغات مشترك بين الجهات ذي العلاقة.
شركة الكهرباء: نعتذر عن الرد لضيق الوقت من جهة اخرى قام فريق «قضية الأسبوع» بمخاطبة شركة الكهرباء وطرح عددا من الاستفسارات الموجهة للشركة من قبل المواطنين, والتي تضمنت بيان نسبة خطوط الضغط العالي الهوائي ذات الجهد المرتفع بحاضرة الدمام والمنطقة الشرقية, اضافة الى الفترة الزمنية التي سيتم خلالها استبدال خطوط الضغط العالي بكيابل أرضية وعن المشاريع التي نفذتها الشركة في المنطقة الشرقية وما هو نصيب خطوط الضغط العالي لتحويلها الى كيابل ارضية وبيان أبرز معوقات تحويل مشاريع الضغط العالي إلى شبكة أرضية إلا ان هذه الاستفسارات لم تجد الرد من قبل مدير الشؤون الإعلامية بشركة الكهرباء والذي أشار بتحويل الاستفسارات الى الجهات المختصة بالشركة مضيفا ان الوقت لا يكفي للرد على استفساراتكم. مشاريع «كهرباء الشرقي» خالية من تحويل الكيابل الهوائية إلى خطوط أرضية اوضح الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المهندس علي بن صالح البراك في الندوة التي عقدتها «اليوم» بتاريخ 13/5/2012 م أن تكلفة المشاريع المشغلة بلغت نحو 3 مليارات ريال، إضافة الى أن أطوال الشبكة وصلت الى 168 كيلو مترا دائريا من الخطوط والكابلات الأرضية على الجهد الفائق في القطاع الشرقي، كما أضافت لشبكة النقل قدرة تحويلية بلغت 4,826 م.ف.أ. وأشار البراك إلى أن عدد المشاريع التي لا تزال تحت التنفيذ بلغت 81 عقداً بقيمة إجمالية 24,174 مليون ريال، حيث تتضمن المشاريع التي لا تزال تحت التنفيذ إنشاء عدد 37 محطة تحويل جديدة، وتوسعة 16 محطة تحويل قائمة، بالإضافة الى 7,364 كيلومترا دائريا من الخطوط الهوائية و150 كيلومترا دائريا من الكابلات الأرضية، وستضاف لشبكة النقل قدرات تحويلية مقدارها 35,655 م.ف.أ. وأوضح البراك أن تكلفة المشاريع خلال عام 2012 بلغت 23 مليار ريال وأضافت للشبكة 1784 ميجاوات، فيما بلغ عدد عقود المشاريع التي لا تزال تحت التنفيذ 21 عقداً بقيمة إجمالية بلغت نحو 30 مليار ريال. مشيرا إن الشركة لا تزال تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع، وتتضمن تلك التي لا تزال تحت التنفيذ إنشاء محطتين جديدتين، وتوسعة 18 محطة قائمة وإنشاء خط وقود بطول 114 كيلومترا. وقال البراك حول المسؤولية الاجتماعية الشركة قائمة على الخدمة الاجتماعية وهدفها الأكبر قائم على إيصال الكهرباء الى كافة القرى والهجر ومن خلال مسئوليتها الاجتماعية تم إيصال الخدمة إلى أكثر من 12500 قرية وهجرة، بالإضافة الى أن الشركة تدفع 400 مليون ريال لا توجد فيها أي ربحية لقلة الاستهلاك في تلك القرى، وذلك من مسئولية الشركة تجاه المجتمع. تناول البراك معطيات وظروف عمل الشركة موضحا أنها لم تغفل الجانب البيئي، فمنذ بدء أعمالها وهي تعمل على المحافظة على البيئة وجعلت ذلك ضمن أغراضها الواردة في نظامها الأساسي، بالاضافة الى أن الشركة وضعت في معظم محطاتها جهازا حديثا حيث تمت الاستعانة بجهاز (FGD) ويقوم هذا النظام الحديث على حماية البيئة من العوادم الناتجة عن تشغيل المحطة، وتبلغ قيمته مليار ريال بالإضافة الى أن البنوك العالمية لا تمول الشركة إلا بوجود هذا النظام كمطلب أساسي لتأمين التمويل. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء الى أنهم يعملون على إعادة هيكلة الشركة لما لذلك من أهمية لاستمرار واستقرار النظام الكهربائي، وقال «هدفنا من إعادة الهيكلة تهيئة سوق الكهرباء ليصبح تنافسيا ما يسهم في رفع الانتاجية وكفاءة التشغيل وتحسين الخدمة، كما نهدف الى جذب الاستثمار لتلبية معدلات النمو الكبيرة في الطلب على الكهرباء». وأضاف «بدأنا جذب الاستثمارات من خلال برنامج الانتاج المستقل بحيث يتم طرح بعض المشاريع للمستثمرين الداخليين والخارجيين على أن تكون الشركة شريكا لهم فيها، على أن يتم تمويلها من قبلهم وتقوم الشركة بشراء الكهرباء منهم وبالفعل تم البدء في هذا البرنامج من خلال 4 مشاريع منتجة الآن بشكل جيد».