ظهر رئيس ريال مدريد الإسباني فلورينتنو بيريز في مؤتمرٍ صحفي بملعب سنتياجو بيرنابيو وأعلن أن مجلس إدارة النادي قرّر فضّ الشراكة مع مدرب الفريق البرتغالي جوزيه مورينهو على الرغم أن العقد المبرم بينهما ينتهي في 2016 وقال بيريز: "مورينهو كان مدرباً رائعاً وأوجد فريقاً حقيقياً ينافس على جميع البطولات، وقرار الإبعاد أفضل للنادي والمدرب مورينهو الذي قدم صيف 2009". وأكد المليارديرالإسباني بيريز عن أن إقالة مورينهو أتى بعد موسم كوارثي أخفق فيه الفريق الأبيض في الحفاظ على لقب الدوري الإسباني بينما سقط بشكل مخجل في نهائي كأس الملك قبل أيام قليلة أمام توأم العاصمة أتليتكو مدريد فيما أتت القشة التي قصمت ظهر الريال الخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد بروسيا دورتموند الألماني الذي ألحق العار بالفريق الملكي الباحث عن لقب الأبطال الأوروبي منذ اثني عشر عاماً. مورينهو البالغ من العمر خمسين عاماً نخرت سوسة المشاكل جسد العلاقة الرائعة بينه وبين نجوم الفريق أمثال: رونالدو، كاسياس، راموس، وبيبّي. وبعد أن كانت تجمعهم صداقة كبيرة داخل الملعب وخارجه، تحولت الصداقة إلى عداء وباتت العلاقة جافة للغاية منذ منتصف الموسم وبشكلٍ علني، ويبدو أن خبر إقالة مورينهو كانت هدية ثمينة لعيد ميلاد الحارس الدولي كاسياس الذي احتفل مساء يوم الاثنين الماضي بعامه الثاني والثلاثين وبخبر إقالة مدربه.. وتوتّرت العلاقة بين الطرفين بعد أن اتهم مورينهو لاعبه كاسياس بتسريب أخبار الفريق الملكي عبر خطيبته المذيعة سارا كاربوتيرا والتي تعمل لصالح قناة إسبانية تدعى تيليسينكو، وعانى كاسياس طوال الشهور الخمسة الماضية من مرارة طعم دكة الاحتياط، إذ لم يصدّق مورينهو نبأ إصابة كاسياس في مباراة ريال سوسيداد في شهر يناير وسارع لشراء حارس بديل من إشبيلية يدعى ديجو لوبيز الذي أصبح حارساً أساسياً ونجماً لامعاً فيما بعد. مورينهو ومن الأسباب التي عجّلت برحيل مورينهو، كمية الكراهية التي كانت تحيطه من قبل أعضاء الفريق والتي لم تمكّنه من العمل بكل أريحية، فالبرتغالي رونالدو أصبحت علاقته معه سيئة للغاية ولم يتبادلا الأحاديث منذ أربعة شهور وفي مباراة ملقا ضمن منافسات الدوري وجّه رونالدو كمية لا بأس بها من الشتائم تجاه مدربه بعد تسجيله هدفاً ثانياً، وأكدت صحيفة الآس أن رونالدو قال بعد الهدف: "أنت غبي، أنا هنا وأسجل دائماً.. تباً لك". وذكرت صحيفة الماركا المدريدية أن مورينهو والملقّب ب "السبيشل ون" انفطر قلبه بعد أن شعر بالخيانة، فقد ساند منذ مجيئه مواطنه المدافع بيبّي أمام الحكّام ووسائل الإعلام وكان يشركه في التشكيلة الأساسية، إلا أن الأخير تحدث لإحدى القنوات وقال: "الحارس كاسياس يستحق المزيد من الاحترام". وهذا ما جعل مورينهو يستشيط غضباً ويحبس بيبّي في دكة الاحتياط ويشرك المدافع الشاب الفرنسي فاران الذي نال إعجاب الجميع. وتحدث الرئيس السابق للريال لورنزو سانز عن رحيل مورينهو فقال: "أنا بصراحة أعتقد أن مدريد كبير جداً على مورينهو، وأنا لا أعتقد أنه سيتذكره الناس، على الرغم من المُدّة القصيرة التي قضاها مورينهو في الريال، لكنه سيدخُل تاريخ النادي". وأضاف مدير الكرة السابق في النادي تيكسيكي: "مورينهو يعرفنا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا، عندما يأتي هنا يعرف الفريق والجمهور والملعب وكل شيء". ورغم قضاء المدرب العنيد لثلاث سنوات في العاصمة الإسبانية؛ إلا أن مورينهو لم يجد في نهاية مشواره من يسانده سوى أربعة لاعبين: "لوكا مودريتش، ديجو لوبيز، رافايل فاران، مايكل إيسيان". وفقد مورينهو السيطرة أكثر من مرة في المؤتمرات الصحفية أمام الصحافيين الإسبان الذين يحاصرونه بوابل من الأسئلة الاستفزازية، وطرح توماس رونسيرو الذي يعمل في الآس الشهيرة سؤالاً مفخخاً على مورينهو: "الهدايا الثمينة التي تتلقاها من قبل مالك تشيلسي إبراهيموفيتش ستجعلك قريباً من العودة أليس كذلك؟". وكان مالك تشيلسي الروسي الثري إبراهيموفيتش قد أهدى مورينهو قبل شهر ونصف ساعةً ثمينة تقدّر بنصف مليون دولار في محاولة لمصالحة الرجل وإعادته بعد أن أغضبه عام 2007. وفتح الكاتب الصحفي الإسباني الشهير مانويل لاما النار عبر مقالته الأسبوعية، وقال: "لو فاز مورينهو بنهائي كأس الملك لكان صاحب وداعٍ عظيم في مدريد، إنما اكتفى بالفوز بالدوري الإسباني مرة واحدة خلال ثلاثة مواسم". وأضاف لاما: "مورينهو تسبّب هنا بالضرر ولا يمكن إصلاح ماحدث وخلق حالة حرب وانقسامات بين المشجعين وأذل رموز النادي وجعل صورة الفريق في الأرض". فيما قال رئيس النادي بيريز ان مورينهو اشتكاه مراتٍ عديدة حيث أخبره أن المباريات في إنكلترا كانت تنتهي عن الدقيقة تسعين بينما في إسبانيا تستمر لمدة أسبوع (في إشارة واضحة عن المشاكل التي تختلقها وسائل الإعلام). في السياق ذاته أكدت الصحافة الفرنسية طلب المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فسخ العقد مع فريقه بطل الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان للرحيل إلى مدريد بعد تلقيه عرضاً خلال الأيام الماضية لخلافة مورينهو فيما أعلن مالك النادي القطري ناصر الخليفي محاولته ثني قرار المدرب، بينما تشير الديلي ميرور اللندنية أن ملعب ستامفورد بريدج سيشهد عودة حتمّية لمورينهو، بالرغم من الشروط الكبيرة التي وضعها ابن مدينة سيتوبال البرتغالية والتي ستؤخّر الإعلان الرسمي بعضاً من الوقت.. ومن ضمن شروط مورينهو أن يتولى شخصياً الإدارة الفنية للنادي الأزرق وأن يسيطر على فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، فيما على المسؤول الحالي التجديد مع قائد الفريق فرانك لامبارد. مورينهو الذي يعتبره الوسط الرياضي أحد أفضل ثلاثة مدربين حول العالم، لم تداعب قدماه الكرة في عصر الاحتراف إطلاقاً، بينما والده فيليكس مورينهو كان حارس مرمى سابق لفريقي بالينينسيس وفيتوريا دي البرتغاليين، قصة مورينهو التدريبية بدأت مع السير بوبي روبسون عام 1996م، حين أمسك روبسون يد صديقه مورينهو واصطحبه ليكون مساعده في برشلونة وبعد ذلك رحل بوبي روبسون إلى ايندهوفن الهولندي، ولكن قرر مورينهو البقاء في مقاطعة كتالونيا والعمل مع الهولندي لويس فان خال، وترك البرتغالي البرشا مع الألفية الجديدة ليبدأ مشواره التدريبي الخاص في البرتغال. مع بنفيكا كانت البداية ثم رحل منه إلى نادي يونياو دي ليريا قبل أن يحقق المجد مع بورتو عام 2004 حين فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا وقبلها بطولة الدوري وكأس السوبر، ثم درّب تشيلسي وجلب للفريق لقب الدوري الإنكليزي مرتين بعد أن غاب عن خزائنه خمسة وخمسين عاماً بجانب بطولة الكارلينج كاب والدرع الخيرية قبل أن تحدث المشاكل مع إدارة النادي، ويغادر إلى إنترميلان في جنة كرة القدم وحقق الكالشيو الإيطالي مرتين ودوري أبطال أوروبا كذلك كأسي السوبر وإيطاليا، ختاماً فريق مدريد إذ حقق مع الميرنجي كأس ملك إسبانيا وبطولة الدوري "الليغا" وكأس السوبر. يذكر أن مورينهو حقق مرتين جائزة افضل مدرب في العالم من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء وحاز مرتين على لقب أفضل مدرب أوروبي ومثلها في البرتغال وإنكلترا بينما لم يستطع نيل لقب أفضل مدرب في إيطاليا إلا مرة واحدة، فيما سخرت صحيفة الموندو على طريقتها وذكرت أن رحيل مورينهو من إسبانيا يعتبر لقباً جديداً لفريق برشلونة.