يحتار المرء وهو يتأمل واجهات المساكن من كثرة التخبط الحاصل فيها والانماط التي تحويها، تماما كما هو الحال الذي طرأ على (الشماغ) اذ وحتى كتابة هذه السطور لم يهدأ الحال ولم يستقر على بصمة او نمط معين. واسوأ من ذلك هو ما نشاهده من (لصق) لنمط معين في الواجهه الرئيسية دون غيرها مما يحدث خللاً في اتزان المبنى بكامله. اذ كثيرا ما نشاهد ان الواجهة الرئيسية لبعض الفلل تحوي قناعاً (كقناع الاطفال) الذي يوضع على الوجة لإخافة بعضهم البعض. في مشهد (كاريكاتوري) مضحك، وتبقى الواجهات الاخرى (سلحاء) دون ادنى نمط او جمال. وهو مشهد متكرر وكأن الناس يشاهدون صوراً ذات بعدين اثنين ويلتقطون صوراً (فوتوغرافية) للمبنى تختفي معها الابعاد الاخرى ولا قدرة لديهم على رؤية البعد الثالث الذي ينظر في عمق المبنى من جميع زواياه. ان اهم عنصر في المبنى هو اتزانه بشكل متكامل، وهذا النمط من الواجهات (القشرية) هو ما يجعل تلك الفلل تبدو بشكل غير متزن اذ تصبح الواجهة الرئيسية محملة ب (القشرة) التي ربما تكون من حجر او غيرها من مواد فتصبح تلك الواجهة ثقيلة بما حوته من تلك المواد ولو انها قد تبدو في ظاهرها جميلة ولكن بنظرنا الى جوانبها الخالية والخفيفة يجعل العين تعيد النظر في الصورة الكلية للمبنى وتتراجع عن نظرات الجمال فيه. وعندما اذكر ذلك لا افترض ان تكون الواجهات الجانبية تماما كالواجهة الرئيسية ولكن في المعالجة في نقاط الاتصال بين الواجهة الرئيسية والواجهة الجانبية واحداث توازن في تلك النقاط بالشكل الذي يجعلنا نشاهد صورة متكاملة بدلا من القطع المخل للصورة.