أذكر أنني قد كتبت هنا قبل زمن طويل لا أذكر متى تحت عنوان "الواشي الاليكتروني" وقت كانت المنتديات في الشبكة العنكبوتية في أوج نشاطها وإقبال المستخدمين من كافة الأعمار عليها. معظم ما كان يكتب في تلك المنتديات طروحات سطحيّة تكتبها أشباح اليكترونية إن جاز التعبير، ورغم ذلك شكّلت وما يُنشر فيها هاجساً بل قلقاً لدى البعض سيّما لم يك حينها أي قانون ينظّم شرعيتها ويجرّم من يتجاوز فيها على الأشخاص بالقذف أو الشتم والتشهير. وتساءلتُ آنذاك هل يمكن اعتبار ما يُطرح في تلك المنتديات يعبر عن رأي عام؟ وهل يمكن أخذه بعين الاعتبار أم هي موضة أو موجة ركبها من ركب؟ ثم أول ما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات الفيس بوك وتويتر تكرر نفس السلوك بل تجاوز كل الحدود في التشهير والقذف وإثارة الفتن كتبت واصفاً سعادة الشيطان بما يدور فيها وكأنه مسنتر هُناك يتابع بكل فرح كيف أن البعض كفّاه مهمة بعض أدواره في خلق العداوات ونشر الكراهية والعنصرية القبليّة والمذهبية مما أدى إلى قلق الأجهزة الرسمية فسارعت وزارة الثقافة والإعلام بوضع بروتوكول ينظم علاقة المستخدم بتلك الوسائل وربما يتعرض المسيء للمساءلة والمحاكمة ومن ثم العقوبة. حتى لا يعتقد أحد بأنني في هذا السرد أُخفي النية أو أعلنها بطلب الحجر على العقول أو تكميم الأفواه أقول أبداً فأنا أستخدم تلك الوسائل ومعها تماما بعدما أصبحت جزءاً من صناعة وتشكيل الرأي العام ولكنني قطعاً ضد كل ما يُثير الفتن ويؤدي إلى شرخ اللحمة الوطنية ويخلق الكراهية والعداوات كما أنني ضد نشر الإشاعات والأكاذيب التي تخلق البلبلة بين الناس وتربك حياتهم ومصالحهم. الشيء الذي تغير منذ بدأت الناس تتعلق بالانترنت ومنتدياتها وحتى زمن موقع التويتر ورفاقه أن المتلقي أصبح أكثر وعياً وبدأ يفرّق بين الغث والسمين ويعرف الكذبة (من حجمها) رغم محاولة البعض تقليد الثعالب في روغانها بعد قول حلو الكلام المغشوش أو المضروب.