يقول وليم شكسبير:(يولد البعض عظماء، والبعض يحقق العظمة، والبعض يسبغ عليه الناس ثوب العظمة وهو يستحقها). عندما نتأمل هذه العبارة قد يتبادر للذهن بعض الأمثلة عن كل حالة لكن من النادر أن تجد رجلاً جمع أوجه العظمة الثلاثة معا! إلا أن النادر يتحقق أمامنا في شخص الأمير سلمان بن عبدالعزيز فهو الرجل الفريد الذي جمع أوجه العظمة الثلاثة سويا! ولد الأمير سلمان عظيماً كابن لأحد أعظم رجالات العرب في العصر الحديث وتعلم في مدرسة أبيه ذات التاريخ الطويل ثم التحق بمناصب عدة نجح فيها نجاحاً باهراً مما أكسبه ثقة كل ملوك المملكة وحقق مجداً وعظمة بمجهوده وبعد نظره ثم أضاف وجهاً ثالثاً للمجد فكان كل من عرف أو التقى بالأمير سلمان أسر لبّه بشخصية سلمان وحسن بيانه. عندما نكتب عن سلمان فإننا نكتب عن بحر شاسع مليء بالجواهر والصفات! فعندما نتكلم عن سلمان القائد فإننا نتكلم عن رجل دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى! حسب تعريف توماس كارليل عام 1845 للرجل العظيم (هو الرجل صاحب التأثير الذي تتحلى شخصيته بالكاريزما الخاصة والذكاء والحكمة وهو الرجل صاحب المهارات السياسية الذي يستخدم قدرته لكي يترك بصمة مؤثرة في التاريخ ) فكان التعريف فصلاً على صفات سمو الأمير سلمان –حفظه الله- انظروا للرياض وكيف نمت وترعرعت بين يدي الأمير سلمان بل لننظر إلى وزارة الدفاع والقفزات الهائلة التي حدثت بها رغم الوقت القصير منذ تولي سموه له. وقد ذكر في تعريف كارليل للرجل العظيم كلمة (التاريخ)وعندما يذكر التاريخ يذكر سلمان! نحن لا نتكلم عن قارئ جيد للتاريخ بل إننا نتكلم عن مدرسة في التاريخ وهناك إجماع عندما تذكر مصادر التاريخ في العالم العربي فإن مدرسة سلمان تذكر بالمقدمة. ومجلس الأمير سلمان هو مدرسة عملية لكل من قابل أو عمل مع سمو الأمير. أما شخصية الأمير سلمان الإدارية الفذة فهي تجمع بعد النظر والاتزان والاستراتيجية بعيدة المدى وبين معرفة بالتفاصيل وترتيب الوقت بكفاءة! يعرف عن أبي فهد-حفظه الله- انه رجل اتخاذ القرارات والحسم! فقد كان يبت بمئات القضايا والقرارات التي تعرض عليه في اليوم الواحد بكل حكمة وكفاءة عندما كان أميراً للرياض ومن فضل الله عليه أن حباه بذاكرة حديدية مما جعلنا نحن أهل الرياض نعجب بهذه الصفة. وللأمير سلمان فراسة في معرفة الرجال وقراءة الوجوه ويعرف ما تريد أن تقوله قبل أن تنطقه لكنه يفضل إعطاء الفرصة فهو مستمع جيد. يقول الرئيس الأمريكي كالفن كولدج: أنت تحتاج لرجل عظيم لكي يكون مستمعاً جيداً!. رغم تميز الأمير سلمان وقدرته على قراءة الشخصيات وفهم ما وراء الأحداث إلا انه لا يحب إشعار من حوله بالفارق بل يشعر كل من حوله بأهميتهم وكما هي عادة الرجال العظماء يشعرون الآخرين ويدلونهم لكي يكونوا مميزين أيضا. أما قصة سلمان والرياض فهي تشبه الحكايات الأسطورية لكن أحداثها حقيقية يستحيل أن يحب أحد الرياض إلا أن يحب سلمان فهما توأمان! منذ أن وعينا على الدنيا وسلمان هو أبونا وأخونا وأميرنا نحن أهل الرياض فكلما احتجنا شيئاً كان قلبه وبابه مفتوحاً لنا ولا زال سكان الرياض يرددون مقولتهم الشهيرة (إذا كان لك حق رح لسلمان يعطيك حقك)! لا تجد أحداً من أهل الرياض إلا ويذكر لك قصة وحكاية وقعت له عن حكمة وعدل سلمان ولولا انه كما يقال (المجالس أمانات) لكنت ذكرت بعض هذه القصص! أما وان تكلمنا عن سلمان الإنسان محب الخير راعي الأيتام صاحب القلب الكبير أو صاحب القلبين! يقول جبران خليل جبران (للرجل العظيم قلبان قلب يتألم وقلب يتأمل!). فإن أبا فهد أو كما يطلق البعض عليه أبو الأيتام هو المؤسس والداعم الأول لجمعيات ومؤسسات رعاية الأيتام وكان نعم الأب لكل يتيم ومكلوم! أينما وجهت نظرك في منطقة الرياض وغيرها ستجد بصمات الأمير سلمان الخيرية. عندما نكتب عن الأمير سلمان فإن مجلدات لا تكفي لكن رؤية سلمان البعيدة للأمور واتساع أفقه وحكمته تبهرنا في كل حادثة وموقف (وما كل ما يعرف يقال) لكن شكراً سيدي على مواقفك النبيلة معي كما هي عادتك وتذكرت في هذا الموقف بيت المتنبي فكأنه يصف حكمتكم بقوله: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم