أدى تجدد الآمال بانتعاش كبير سيشهده الاقتصاد العالمي بعد البيانات التي تشير لتعافٍ ملحوظ في الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم بالإضافة إلى الارتفاعات المتئدة في الطلب الآسيوي على مصادر الطاقة طيلة الأشهر المنصرمة، الى انتعاش في حركة تجارة النفط ومعدلات انسيابه إلى الأسواق العالمية خلال الأسابيع الماضية، حيث تشير الإحصائيات إلى استمرار ارتفاع شحنات النفط الخام التي تمر عبر الخليج العربي إلى اسواق الاستهلاك خلال شهر مارس الحالي بنسبة 1.4% لتصل إلى 17.4 مليون برميل يومياً. وتوقعت نشرة "أويل موفمنت" التي ترصد حركة النفط المنقول بحرا في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه أن ترتفع معدلات نفط دول الأوبك المنقول بحرا بمعدل 300 الف برميل يوميا أي بنسبة 1.3% ليصل إلى 23.75 مليون برميل يوميا حتى 31 مارس الحالي منها 17.4 مليون برميل يوميا عبر الخليج العربي وسوف تذهب معظم هذه الكميات إلى الأسواق الغربية التي طفقت تتعطش إلى النفط الخام بعد عودة المصافي إلى كامل طاقتها الإنتاجية بعد فترة صيانة دامت عدة اسابيع. وعكست البيانات التي قدمتها النشرة عبر احصائيات مستمدة من طلبات النفط وحركة الملاحة حجم الخام الذي يتجه إلى أسواق الطاقة في شتى أنحاء العالم، حيث تظهر البيانات أن معدل النفط المحمول في ناقلات النفط العملاقة يصل إلى 469 مليون برميل بارتفاع بنسبة 2.3% عن معدلاته في الفترة الماضية، بالإضافة إلى كميات مخزنة في ناقلات ترسو في عرض البحر تستخدم لمناولة الخام في حالة الطالبات العاجلة. إلى ذلك رجحت "ماركت ووتش" أن تشهد الفترة القادمة تناميا في أسعار خام ناميكس القياسي في الأسواق الأمريكية ليتجاوز 95 دولار للبرميل نتيجة إلى تحسن الأداء في بعض القطاعات التنموية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بيد أن استمرار تنامي أسعار البترول والغاز يعتمد بصورة رئيسة على معدلات التضخم ومستوى أداء القطاعات التي تؤثر في حركة التنمية. وفي ظل هذه الأنباء ارتفعت العقود الآجلة لمزيج برنت القياسي متجاوزة 109 دولارات للبرميل ليوم أمس وسط اقبال من المستثمرين في عقود النفط، سيما بعد المؤشرات التي تفيد أن هناك تراجعا في مخزونات النفط الخام بالدول الصناعية الكبرى، حيث هبطت المخزونات في "كوشنج كوشن" بحوالي 1.5 مليون برميل وتناغم ذلك مع سخونة الأجواء السياسية في الشرق الأوسط بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الخيار العسكري مازال مطروحا إذا فشلت العقوبات والمساعي الدبلوماسية في كبح الطموح النووي لإيران، فيما ارتفع الخام الأمريكي الخفيف 21 سنتا إلى 93.24 دولارا للبرميل. وطفق بريق الذهب يجذب بعض المستثمرين بعد أن تعززت الآمال في أن يشهد سعر المعدن الأصفر مزيداً من القوة وينهض من كبوة مني بها خلال الأيام الماضية، ويثبت بأنه أداة للتحوط من ارتفاع التضخم والأزمات الاقتصادية، حيث ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية ليوم أمس بنسبة 0.1% إلى 1592.05 دولارا للأوقية، وتأرجح قرب هذه المعدلات حتى كتابة هذا التقرير.