تضافرت عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية والأمنية خلال اليومين الماضيين لدفع أسعار المعادن النفيسة والأساس إلى معدلات قياسية جديدة، ما جعل أسعار النفط تتجاوب مع هذا التوجه الصاعد لجميع أسعار السلع العالمية الأساسية ويرتفع إلى مشارف 125 دولارا للبرميل لخام برنت القياسي خلال الجلسة الصباحية من تداول أسواق الطاقة العالمية ليوم أمس الجمعة. وأذكت الاضطرابات المالية وتسارع وتيرة معدلات التضخم في الدول الأوروبية بالإضافة إلى أحداث الشرق الأوسط المتمثلة في الممارسات الإجرامية الإسرائيلية في قطاع غزة والحرب الدائرة في ليبيا والتهديدات الإيرانية لأمن منطقة الخليج العربي، أسعار الذهب في الأسواق العالمية إلى تسجيل معدلات قياسية جديدة من خلال الصعود بنسبة 6% لتصل إلى 1470.79 دولار للأوقية كما ارتفعت الفضة إلى 40 دولارا للأوقية. حيث قفزت حيازات صندوق مؤشرات مدعوم بالفضة إلى أعلى مستوى على الإطلاق فيما ارتفعت حيازات أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب إلى أعلى مستوى منذ منتصف مارس إذ يهدد ارتفاع أسعار النفط وغيره من السلع الأولية بزيادة معدلات التضخم المرتفعة بالفعل. ويتطلع المستثمرون إلى احتمال انخفاض أكبر للدولار في أعقاب قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 2008. وعزز من ارتفاع النفط إلى قرب 125 دولارا التصريح الذي صدر عن صندوق النقد الدولي يوم الخميس الماضي والذي أشار فيه إلى أن الاقتصاد العالمي يدخل مرحلة من ندرة النفط وأن مشكلات العرض والطلب قد تتسبب في ارتفاعات في الأسعار تنافس ما حدث في عام 2008 عندما صعد النفط إلى مستوى 147 دولارا للبرميل ما زاد من مخاوف الحكومات في مختلف بلدان العالم بسبب الآثار السلبية المحتملة على الاقتصاد مع ارتفاع تكاليف الغذاء والمواد الأولية وهو ما قد يفاقم من مشكلة التضخم ويعرقل من التنمية المستدامة. وتأثرت أسواق الطاقة بعد أن قالت الأوبك بأنها لا تستطيع السيطرة على الأسعار بسبب أن هناك أحداثا سياسية تلعب دورا محوريا في دفعها إلى أعلى، بيد أن معلومات أكدت بأن المنظمة قد خفضت شحناتها من النفط خلال شهر مارس الماضي إلى 22.98 مليون برميل يوميا نتيجة إلى انهيار إنتاج النفط الليبي نتيجة إلى الحرب إلى حوالي 250 ألف برميل يوميا، وأشارت نشرة "أويل تنكر موفمنت" أن تراجع إنتاج بعض أعضاء دول المنظمة أدى إلى هبوط شحنات النفط الخام إلى أسواق الطاقة وهو أحد المحفزات لتنامي أسعار النفط. وكانت أسعار برنت القياسي قد استهلت تعاملاتها ليوم أمس الجمعة بالصعود إلى 124.17 دولار للبرميل فيما ارتفع سعر خام ناميكس إلى 111.15 دولار للبرميل وتبعه خام وست تكساس إلى 110.30 دولار للبرميل، كما زاد سعر وقود التدفئة إلى 3.25 دولار للجالون. غير أن أسعار الغاز الطبيعي هبطت إلى 4.04 دولار لكل الف وحدة حرارية بريطانية بسبب تراجع الطلب على الغاز.