كانت الطائف إلى وقت قريب العاصمة الصيفية للمملكة، كما كانت في يوم من الأيام مقراً للجيش، وفجأة انتقل الجيش إلى مناطق أخرى، ولم تعد الطائف مصيفاً للحكومة اللهم إلا للهيئة القضائية وعلماء الدين، وكان المظنون أن طريق الهدا سيشجع القاطنين في مكة على الاصطياف في الطائف أو حتى التردد عليها ولكن ذلك لم يحدث رغم قيام بعض المواطنين ببناء فلل فخمة في الهدا والطائف ورغم إنشاء فندقين خمسة نجوم في الهدا والطائف وظلت الطائف جنة بدون ناس، على أن المواطنين شرعوا في الاستثمار في منتجعات سياحية فيها وقد وصل حجم الاستثمارات إلى أكثر من مليار ريال، وفي هذا العام قدرت الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة الطائف تكاليف البرامج والنشاطات الترويحية من قبل المستثمرين ورجال الأعمال بمبلغ 26 مليون ريال، على أنه لن تحدث نهضة حقيقية في الطائف إلا إذا تم ازدواج طرق الهدا - مكة، الطائف - الباحة - أبها ومشروع طريق عقبة المحمدية الذي يربط مرتفعات الطائف بساحل البحر الأحمر مباشرة، وهذا الطريق الأخير سيغري الكثير من سكان جدة وأعضاء السلك الأجنبي بقضاء نهاية الأسبوع في الطائف، على أن أهم مشروع يجب أن ينفذ في الطائف هو تطوير مطارها وتحويله إلى مطار دولي وقد كتبت عن هذا الموضوع غير مرة ولن أمل من الكتابة عنه إذ إن ذلك سيحقق هدفين عظيمين أولهما أن يصبح مطار الطائف رديفاً لمطار جدة لاستقبال الحجاج لا سيما وأن إنشاء مطار حديث في جدة لم يتم إلا بعد خمس سنين على الأقل، وإذا تم ازدواج طريق الهدا فإن الحاج القادم إلى الطائف سيصل إلى مكة أسرع من الحاج القادم إلى مطار جدة الحالي ومنها إلى مكة، والهدف الثاني أن الخليجيين سيقبلون على السياحة في المملكة إذا تعددت الرحلات من دول الخليج إلى الطائف، وبإمكانهم إذا تم ازدواج الطرق التي أشرت إليها أن يستأجروا سيارات من الطائف ويتجولوا في الباحة وأبها وبذلك تزدهر السياحة في كل المنطقة، فهل نقهر البيروقراطية وننفذ هذه المشاريع الحيوية؟.