من المعروف أن جامعاتنا الحكومية ليست إلا مدارس ثانوية، وهذا بدون ريب السبب في البطالة التي يعاني منها خريجو هذه الجامعات، وبالتالي السبب في فشل السعودة، وهذه حقيقة أثبتها الخريجون من كلية سلطان ومن كلية عفت الذين حصلوا على وظائف برواتب لا تقل عن ثمانية آلاف ريال في الشهر، ولهذا ولكي نرتفع بمستوى التعليم العالي فإننا بحاجة إلى المزيد من الجامعات الأهلية وخاصة الجامعات الأجنبية وهذا ما حرص الدكتور عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار على تأكيده من خلال خبر نشرته صحيفة الوطن العدد رقم 1794 الصادر بتاريخ 8/6/1426ه أوضح فيه رؤية الهيئة التعليمية في استقطاب المستثمرين من القطاع الخاص لتأسيس جامعات وكليات متخصصة في المملكة لإعداد الشباب السعودي لتلبية متطلبات السوق المعاصرة، وفي هذا الإطار التقى مع عميدة كلية لندن للأعمال لورا تايسون ، مؤكداً حرص السعودية على توفير أفضل مناهج التعليم للمراحل الدراسية التأسيسية، أي أن جذب المستثمرين لا يقتصر على التعليم العالي بل يمتد إلى التعليم في المراحل الأولى، وهذا يعني تكوين جيل من المبدعين يعتبرا رافداً لدخل البترول لأن الاستثمار في القوى البشرية هو أعظم استثمار على الإطلاق، على أنه يجب أن يكون هناك طلبة في كل المراحل قادرون على دفع تكاليف هذا التعليم، وقد سبق أن طالبت البنوك بإعطاء قروض لخريجي المدارس الثانوية يسددونها حين ينتظمون في العمل وهو عمل مضمون لأنهم متخرجون من جامعات رفيعة المستوى وستسارع كل المؤسسات إلى تعيينهم، وقد سرني اليوم أن أقرأ تصريحاً للدكتور محمد السهلاوي مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية أن لجنة تضم الصندوق ووزارتي التعليم العالي والمالية تجري دراسة لمنح قروض تعليمية للمحتاجين من الطلاب في المناطق والقرى النائية بالدرجة الأولى وللطلاب بوجه عام، فعسى أن يتحقق هذا المشروع العظيم الذي سيغنينا عن البترول في المستقبل لأن العقول - كما قلت قبل قليل هي أهم ثروة يمكن أن يملكها أي بلد وهذا ما جعل اليابان التي لا تملك أي ثروات طبيعية من أغنى دول العالم.