تسلمت أول من أمس الثلاثاء مديرية الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو (120 كلم شرق العاصمة الجزائر) من سفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر 4469 مصحفا شريفا مترجمة معانيه إلى اللغتين الأمازيغية، لسان حال سكان المنطقة، وإلى الفرنسية التي يجيدها عدد كبير من الجزائريين الأمازيغ مقابل صعوبة كبيرة يجدها هؤلاء في الحديث باللغة العربية أو قراءتها بالأخص كبار السن الذين لم يدخلوا المدارس النظامية. وتم تسليم كمية المصاحف بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور سامي بن عبدالله الصالح وأعضاء عن مديرية الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو على رأسهم مديرها السيد صايب محند. وحظيت المصاحف المترجمة معانيها إلى اللغة الأمازيغية بحصة الأسد في العدد الإجمالي من الكمية التي انتقلت أمس إلى مساجد بلاد القبائل حيث بلغ عددها 2960 مصحفا شريفا، فيما بلغ عدد المصاحف المترجمة معانيها إلى الفرنسية 1500 مصحف. ولا تعد هذه المبادرة الأولى من نوعها بل سبق للولاية نفسها حسب سفير المملكة الدكتور سامي بن عبدالله الصالح أن استفادت لمرات عدة منذ العام 2008، تاريخ صدور أول نسخة من القرآن الكريم مترجم إلى الأمازيغية عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، بحصص متنوعة من المصاحف الشريفة المترجمة معانيها إلى الأمازيغية والفرنسية وهذا استجابة لحاجة سكان المنطقة البالغ عدد مساجدها 856 مسجدا، حسب الرقم الرسمي الذي كشف عنه مدير الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو السيد صايب محند. وحسب سفير المملكة الدكتور سامي بن عبدالله الصالح فإن المبادرة " تندرج في إطار اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بشؤون المسلمين في العالم " وأكد سفير المملكة في تصريح ل " الرياض " على هامش عملية نقل كمية المصاحف من السفارة إلى مساجد تيزي وزو أن العملية تمت ب " موافقة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وفي شفافية تامة " وأنها تأتي " استجابة لحاجة عبرت عنها " مديرية الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو. ومن المنتظر أن تشارك سفارة المملكة في الجزائر شهر أبريل المقبل في فعاليات " قافلة الخير " المزمع تنظيمها بولاية تيزي وزو، وحسب السفير الصالح فإن مشاركة المملكة ستتمثل في دفعة جديدة من المصاحف المترجمة معانيها إلى اللغة الأمازيغية بما يسهم في " إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من سكان المنطقة من التمتع بقراءة القرآن وتلاوته باللغة التي يجيدونها ويفهمونها ".