مع موجة الرسائل التي تحذر من "الفالنتاين" أو عيد الحب، وكثافتها وانتشارها بشكل رهيب في أدوات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة، وردت في ذهني فكرة: "ماذا لو كنا نحارب الكراهية بنفس قوة الحرب على الحب"؟! بالتأكيد ستكون حالنا أفضل. ليس شرطاً أن نضع لنا عيداً للحب، أو أن نحتفل بهذا اليوم أو ذاك، المهم أن تكون حماسة البعض لمحاربة الحب، بنفس حماسته لمحاربة الكراهية. الكره هو أساس الخطيئة وهو وقود الحقد، وما مواقف بني آدم من بعضهم التي تريق الدم، إلا أحد تجليات هذا التضخم في الكراهية والنفور. وما أجمل ما قاله مارتن لوثر كنغ الابن: "لا يمكن للظلام إنهاء الظلام، فالنور فقط يمكنه ذلك. ولا يمكن للكراهية إنهاء الكراهية، فالحب وحده يمكنه ذلك". لذلك أتعجب بالطاقة المبذولة من قبل بعض الإخوة لمحاربة أي مظهر للحب! تقول الصحافة إن بعض الراغبين في إحياء يوم الحب الراحل، وجدوا صعوبة في توفير ورود حمراء في الرياض. ليست المشكلة أن نشتري وردة، أو أن يحتفل الزوج مع زوجته في عيد الحب، المشكلة أعمق من ذلك وترتكز على أساس موقفنا من الحب نفسه! هل نحن نحب أكثر مما نكره؟! الغريب هذا التركيز على الإرث المسيحي ليوم "الفالنتاين"، مع أن المسيحيين والمسلمين بينهم مشتركات كثيرة على مر التاريخ وكانوا ملاصقين للمسلمين في مساكنهم على مر التاريخ. بآخر السطر، رحل يوم الحب، ولكن.. لماذا لا نجعل من أيامنا أيام حب للآخرين، وألا نتعلّق فقط بمتاريس المعركة في يوم واحد بين من يؤيد الاحتفال ومن يعارض، لنصنع أيامنا بالحب، لنلتفت يميناً وشمالاً ولنبحث عن رياح الحب وعن أشباح الكره ولنفكّر أيهما أكثر؟! وقبل أن أختم أخشى أن يكون واقعنا بحثاً عن الأسهل، إذ ان من السهل أن تكره ومن الصعب أن تحب. هكذا تسير الأمور. الأمور الجيدة كافة يصعب تحقيقها، والأمور السيئة يسهل الحصول عليها"، كما يقول كونفوشيوس.