أبدى عدد من طالبي وطالبات العمل استياءهم من معارض التوظيف التي تنظمها بعض الجهات الحكومية أو الخاصة وتشارك فيها العديد من القطاعات بهدف توفير فرص عمل للعاطلين، مؤكدين ل"الرياض" تحول الشركات المشاركة إلى الإعلان والترويج لانشطتها. وتطرح الشركات خلال المعارض عددا من الوظائف الشاغرة التي يتقدم لها طالبو وطالبات العمل في كل معرض دون أن يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل أو مقابلة على الأقل، لافتين إلى أن معارض التوظيف بلا وظائف حقيقية. وطالبت أحلام القرني الجهات المنظمة لمعارض التوظيف بالتأكد من الشواغر الوظيفية في المؤسسات المشاركة أو الأيام المفتوحة للتوظيف في بعض الجامعات، لافتة إلى أن بعض الشركات تكون مشاركتها لأهداف إعلانية وترويجية، عدا صورة المسؤولية الاجتماعية للشركة أمام الرأي العام، من دون تحقيق نتائج تذكر في مجال توظيف السعوديين. فيما أكدت نهلة الموسى أن زياراتها المتكررة خلال السنتين الماضيتين إلى معارض التوظيف في الرياض، لم تسفر عن نتيجة، حيث تقدمت بطلب التوظيف لعدة مؤسسات حكومية، لكن دون جدوى ولم يتصل بها أي جهة لإجراء مقابلة توظيف، متسائلة عن طبيعة المشاركة في ظل عدم وجود شواغر وظيفية. ويشير عبدالرحمن الشمراني الى معاناته في البحث عن وظيفة منذ سنوات، حيث اعتاد خلال الأربع سنوات الماضية زيارة معارض التوظيف، فضلا عن تقديمه طلبات التوظيف في شركات مختلفة في القطاع الخاص لكنه لم يجد. وأضاف أن معظم الشركات المشاركة في المعارض تشترط على طالبي العمل إتقان اللغة الإنجليزية على الرغم من أن الوظيفة لا تتطلب ذلك كما أن بعضها الآخر يطلب خبرات عملية لا تقل عن خمس سنوات ما يعني أن تلك الشركات لا تملك فرصا وظيفية حقيقة للشباب بعد أن تحولت المعارض إلى فعاليات للعلاقات العامة والخدمات الإعلانية واثبات المشاركة. مجموعة من الشباب يملؤون استمارات توظيف ودعت منظمة معرض التوظيف آلاء عبدالرحيم الشريف إلى الثقة بهذه المعارض، مؤكدة مصداقية الجهات المشاركة فيها وجديتها في عرض الشواغر الوظيفية التي تحظى بمتابعة بعد نهاية المعرض من قبل المنظمين والمنظمات للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة. وأرجعت سبب عدم توظيف عدد كبير من طالبي وطالبات العمل خلال هذه المعارض إلى عدم دقة المعلومات التي يكتبونها إلى جانب عدم الجدية أحيانا في العمل مؤكدة أن نسبة الذين يتم توظيفهم من خلال المعارض تبلغ 40٪ وينسحب منهم أو يعطي بيانات غير صحيحة ما يقارب 30٪. وارجعت المتخصصة في الموارد البشرية سارة الفهد سبب تكرار تواجد طالبي وطالبات العمل في أكثر من معرض دون الحصول على وظيفة إلى التخصص الذي يحملونه، فمعظم زائري المعارض من حملة الوظائف التعليمية إلى جانب عدم جدية والتزام بعضهم في العمل، فبعضهم يتوظف فترة ثم يترك العمل. وبررت ما يحدث داخل معارض التوظيف من ترويج للشركات بفكرة المعارض التي تقوم على مبدأ تقديم الفرص الوظيفية لمن يستحق مقابل الحصول على خدمات إعلانية مع الاستفادة من كل العلاقات التي تتواجد في مكان واحد خلال أيام المعرض. من جانبه، قال المتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب العنزي: الوزارة تعمل حاليا على إعداد تقرير تفصيلي لإيضاح ما تم إنجازه من خلال معارض التوظيف تمهيدا لمحاسبة المنظمين.