أثبتت المرأة نجاحها وظيفياً في مجالات عدة، يأتي أبرزها التسويق الالكتروني والمباشر، إذ تمكنت بجهدها أن تتغلب على قلّة تأهيلها في المجال، وتفوقت على قدراتها، وفرضت نفسها في مجتمع دأب -البعض- فيه على التقليل من شأنها ك»مسوّقة»، ولم يعِقها ذلك فكراً وممارسة، وإنما كان بذرة نجاح أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أن الفكر يفرض نفسه متى ما مُنح فرصة لاستخدام إمكاناته، إلاّ أن نجاحها زاد من تسليط الضوء على جوانب سلبية تلك المهنة، ما يتطلب إيجاد بيئات عمل تتيح التطور والتدريب، إلى جانب إعادة تقنين العوائد المادية لها دون ربط المرتب بالعمولة، أو الاكتفاء بالأخيرة فقط دون مرتب، إضافة إلى رفع وعي المجتمع تجاه مهنتها، لاسيما أن عملهن يمثل تقليلاً لنسب البطالة المرتفعة، ويسهم في الإفادة من طاقاتهن بما يدعم مسيرة التنمية. رواتب محبطة في البداية، انتقدت «هبة» -موظفة تسويق- حصر التسويق في العمل الميداني وخلطه مع مهنة المبيعات، واقتصار العائد المادي في بعض الشركات على العمولة فقط بدون مرتب شهري، والأسوأ من ذلك هو ربط الحصول على الراتب بتحقيق نسبة من المبيعات، مبينة أن هذه العوائق أحبطت المسوّقات في هذه المهنة المجهدة والتي تتطلب تواصلاً دائماً مع العملاء والبحث عن آخرين جدد، موضحة أن أصعب ما تتعرض له المسوقات هي مضايقات وتعليقات سيئة من عملاء كثر -من الجنسين-؛ مما شوّه متعة العمل ككل، حتى وصل الحال لدى البعض أن يُشبّهون المسوّقات ب»تجار الشنطة»، دون أن يعرفوا مهامهم الفعلية، إلى جانب أن المقربين منهن ينظرون إليهن بدونية وتقليل، وغالباً ما تكون الحوارات للإقناع بجدوى العمل وعائده المادي والمعنوي على الموظفة غير مجدية، بل تتضاعف أصابع الاتهام بجرأة موظفات التسويق النسوي، وخلق خيالات سلبية لبيئة العمل أو الممارسات الوظيفية، ناهيك عن إصدار أحكام مُسبقة ومُظلّلة ليست واقعية بل مختلقة من نسج الخيال. وقالت:» اكتسبت من تجربتي كثير من المهارات الاجتماعية والمهنية، فالتسويق مهنة تستهدف جميع شرائح المجتمع وترتكز على مهارة الإقناع وتكوين علاقات ذات انطباع جيد، يسبقها تدريب على كيفية التعامل مع الأنماط الشخصية المختلفة، والإطلاع بشكل مستمر على مستجدات التسويق». فرص أكبر وتزايدت فرص التوظيف النسوي في مجالات التسويق في خيارات عديدة مثل «خدمة العملاء» و»التسويق الالكتروني» وغيرها، ويبقى المحدد الأهم هو مناسبة الوظيفة للمؤهل والخبرة مع العائد المادي، إلى جانب توفير بيئة عمل تمتع بالاستقلالية والخصوصية، وإيجاد امتيازات محفّزة للعمل في القطاع الخاص، إلى جانب التأمين الطبي، والمواصلات، ومنح دورات تأهيلية متعاقبة، وننتظر المزيد من التوعية بالتسويق وأهميته للفرد، وما يتبع ذلك من تنافس بين الجهات؛ مما يعود أولاً وأخيراً على العملاء، وينعكس على إيجابية الشركات، ويزيد من الوعي الاقتصادي. نحتاج إلى تنمية وعي المجتمع بعملهن ومنحهن دورات تدريبية وحوافز مرضية دون الاكتفاء ب«العمولة» تطوير قدرات وأشارت «بُثينة» إلى أن العمل في التسويق أكسبها مهارات عدة، أبرزها كسر حاجز الخجل ، وزاد من إطلاعها على شرائح المجتمع المختلفة، إلى جانب أنه منحها القدرة على التحدث بطلاقة مع الآخرين، وبناء علاقات جيدة مع العملاء، وانعكست هذه التجربة على مفهوم الجدارة في العمل من خلال تسخير قدراتها ومهاراتها لتنمية القدرات المهنية للموظفين؛ مما أكسب الشركة سمعةً جيدة لدى العميل، منوّهةً أن التفوق النسوي في مجالات العمل جاء بعد إتاحة الفرصة لها للعمل في المبيعات المباشرة والالكترونية وغيرها من مهن خدمية وإدارية. دعم وتدريب وذكرت «أمل» -مسؤولة تسويق» أنها نجحت في التسويق المباشر والالكتروني، واستطاعت تحقيق مكاسب للشركة التي قدمت لها الدعم التدريبي واهتمت بها من ناحية طريقة العمل، مما كان محفزاً لنجاحها، مبينةً أن التحدي أساس النجاح، من خلال الحرص على تطوير القدرات، والإفادة من التجارب السابقة، وتجنب الأخطاء، منوّهة أن الاستمرار في التميز المهني يحتاج دعم جهات العمل بتوفير بيئة ملائمة طوال ساعات العمل، ومنح دخل مادي محفّز، إلى جانب تلمّس ثغرات الأداء المهني التي تحتاج إلى تطوير وتنبيه منذ البداية. وقالت إن هناك تقليلاً من بعض شرائح المجتمع حول مهنتها، إلاّ أنها تتجاهل الوجه السيىء منها، مطالبةً بإبراز دور المسوّقين للشركات دون تفرقة بين الجنسين؛ فالمعلومة هي المحك الأهم للتسويق. نجاحات نسائية وأكد «ناصر طلحة» -متخصص في الموارد البشرية- على أن التجارب الواقعية أثبتت قدرة النساء في النجاح وبتميز في التسويق، حيث تعد هذه الوظيفة من أنسب الوظائف النسوية؛ لما تحتويه من مميزات تناسب البيئة النسائية، إذ يوجد بها استقلال عن الذكور، ومن الممكن أن تعمل المرأة من منزلها، منوّهاً أن المرأة تتم بتفاصيل العمل بدقة كبيرة، وجودة عالية، إلى جانب أن كثيراً من العملاء يُفضلّون التسويق النسائي؛ لسرعة استجابتهن، ومتابعتهن الفورية. وذكر أن أهم المعوقات أمام المرأة في عملها التسويقي، هو إلصاق مهنتها بنظرة دنيوية أنها «امراة» وليست «مسوّقة»، وصعوبة التسويق الميداني، إلى جانب صعوبة المواصلات، متوقعاً مستقبلاً جيداً للمرأة في تلك المهنة، كونها تتطور باستمرار، وتحظى باهتمام كثير من القطاعات، حيث إن تلك المهنة تعتبر العصب الرئيس لترويج المنتجات، ويلاحظ انتشار هذه الوظيفة بين النساء في مجال البنوك، حيث تعد من الدعائم الرئيسة في لتسويق الخدمات البنكية، منوّهاً أن الحاجة ماسة للكوادر النسوية في مجال التسويق. وشدّد على ضرورة خلق بيئة صالحة ومناسبة لموظفات التسويق، ونشر الثقافة التسويقية في المجتمع، من خلال التعليم، وجعل العمل الجزئي متاح في المجتمع؛ حيث إننا نشهد إقبالاً كبيراً، ورغبة مُلحة في الحصول على دخل لدى العنصر النسائي، وهذا ما يمكن توفيره من خلال التسويق النسوي، توفير الخدمات المتخصصة التي تلبي احتياجات المرأة العاملة، إلى جانب محاكاة التجارب الناجحة، وابتكار أساليب وفرص أكبر، لافتاً أنه لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد موظفات التسويق. ودعا إلى الاهتمام بهذا القطاع وتوفير بيئات عمل مناسبة للعنصر النسائي حسب الضوابط الشرعية، منوّهاً أن معظم من يعمل في المجال نفسه من ذوات الدخل المحدود، مما يتطلب تكثيف التدريب للعاملات في المجال، وتوفير أدوات مناسبة لهذه المهنة، خصوصاً إيجاد وسائل مواصلات مناسبة، ومنحهن أماناً وظيفياً أكبر. المرأة نجحت في تجاوز العقبات وتسويق امكاناتها بامتياز ناصر طلحة