شهدت منطقة عسير أول مرة انخراط فتيات مؤهلات للعمل في السوق العقاري في إطار مؤسسي تصدين للتسويق العقاري والتثمين العقاري؛ مبتكرات أساليب في حفظ حقوقهن في عمولة البيع أو الشراء، إلى جانب التزامهن الخصوصية والسرية التامة ما جذب إليهن العميلات الراغبات بالبيع أو الشراء في العقار من داخل المنطقة وخارجها. وقادهن إلى تلك المهنة طموحاتهن في ريادة العمل الحر والاحتكاك بالسوق واكتساب الخبرات والعلاقات التي تؤهلهن مستقبلا لإدارة مشاريعهن الخاصة وتحقيق إرباح مادية مجزية تدعم طموحاتهن العملية. زينة الشهري: الثقة أهم صعوبات التوسع النسائي في التسويق العقاري "الرياض" توجهت إلى المكتب النسائي العقاري والتقت الموظفات في مقر عملهن تعلو على وجوهن ابتسامة تنمى عن تصميم وثقة وتلقى النجاح. في البداية تقول زينة الشهرى عن دور العقاريات في تعزيز دعم مسيرة المرأة المواطنة في تنمية الاقتصاد الوطني؛ أن تزايد حجم استثمار السيدات في مجال العقار مع توفر المحفزات الاقتصادية في الاستثمار العقاري السعودي ما يشير إلى أهمية وفوائد المبادرة في إيجاد مكاتب نسائية عقارية تخدم السيدات في خصوصية تسهل عليهن العثور على العقار المناسب وتزويدهن بالمعلومات عن الفرص الاستثمارية والاستشارة العقارية الملائمة والتعرف إلى آليات التعامل مع البنوك المحلية وتذليل الصعاب والمشاكل التي تواجههن في إجراءات شراء أو بيع العقار. وفى توضيح عن مدى حاجة السيدات للخصوصية في تعاملاتهن في استثمار العقار تقول: "يستقبل المكتب أعدادا من النساء التقينا في رغبة الاستثمار بالعقار واختلفنا في الغرض من الاستثمار منهن من ترغب بادخار أموالها لكون الاستثمار بالعقار يضمن الأمان لممتلكاتها ولا يهلك بمرور الزمن، وأخريات يتجدن في الاستثمار قارب نجاة يقودها إلى الاستقلال المادي بمناي عن استغلال الأزواج إضافة إلى حاجتهن إلى جهة تراعى الخصوصية والسرية التامة في بياناتها الشخصية أو مجرد تملكها العقار. أم طلال: نحرص على حفظ حقنا في عمولة البيع والشراء وعمليات التثمين وتؤكد زينة الشهري على وجود حالات خاصة لأسر تعمل السيدات على أن يحمين أنفسهن وممتلكاتهن من أطماع وجشع ذويهن الذين إن علموا بأمرها قد يرغمونهن قسرا في التخلي عن ممتلكاتهن لمصالحهم أو مشاريعهم الخاصة؛ وعن التعامل مع تلك الحالات تقول: نولي هذه الحالات اهتماما خاصا فبدلا من أن تخرج بنفسها لرؤية العقار إذا تعذر لها الأمر نحضر لها صورا عن العقار نقدم لها الاستشارة المناسبة من اختصاصي نوضح لها كافة الإجراءات، ونزيل اى عواقب تواجها ونتركها دائما على اتصال ودراية على تجارب مماثلة لتجربتها في شفافية تعزز صدقيتنا وثقتها في المكتب، وفى نهاية الأمر القرار لها، مدركين أنها تجلب المصلحة لنفسها، وأنها عنصر بناء في اقتصاد المجتمع. وتشير زينة الشهري إلى المصاعب التي واجهنها أثناء تأدية عملهن، متغلبات عليها بسعة صدر، وصبر، وتقول: نجد أن بعض الرجال من ذوى العميلات يحذرونهن ويشككن في صدقية عملنا ووصفها بأنها حيل للنصب على السيدات إلا أننا نتجاوز هذه الصعوبات بتقديم دعوات للعميلات لزيارة موقع العمل وإبراز مستندات رسمية للمكتب وشرح لطبيعة عملنا. وتضيف الشهري مؤكدة على أهمية زيادة وعى المجتمع بطبيعة عملهن وتقول "أن لخطانا السبق في مجال التسويق للعقار بالمنطقة وانه بمثابة اختراق يحتاج إلى شجاعة ومواجهة تحديات تزول مع وعى المجتمع بحاجته لخدمات المكاتب العقارية النسائية مؤكد إلى حاجة المنطقة لمواكبة النمو المتسارع في باقى مناطق المملكة معتمدات على العمل الجاد واثبات قدرتنا وتعزيز كفاءتنا على تقديم الخدمات الملائمة للسيدات". وعن دور الأهل في تقديم الدعم النفسي لمواجهة هذه الصعوبات تقول الشهري: "ساعدنا بشدة على تخطى الصعوبات تشجيع الأهل ودعمهم لنا بخبراتهم خصوصا أنهم من رواد العمل في المجال العقاري ويملكون خبرة عملية في هذا المجال، فمن خلال والدي تعرفت إلى المصطلحات العقارية، وأسماء المخططات والأحياءو ومميزات وأنواع العقار". ومن جهتها توضح الموظفة أم طلال طبيعة عملهن أثناء الزيارات بقولها: "نقدم نماذج تسجيل تحتوى على البيانات الشخصية ومواصفات العروض حسب الغرض من العقار إذا كان شراء أو بيع ونقوم بتسجيل بيانات ذلك العقار ونوعه، ومن ثم نوجه لقسم الرجال زيارة العقار المذكور وتسجيل الملاحظات واستشفاف مدى عدالة القيمة المطلوبة. وعن طريقتهن في حفظ حقوقهن تقول أم طلال: "نحصل من المكتب العقاري على خطاب بان العقار المذكور هو معروض عن طريق الموظفة لحفظ حقها في العمولة عند إتمام عملية البيع". وتروي أم طلال أن جميع البنوك المحلية أبدت تعاونهم مع المكتب النسائي متمثلا في تثمين العقار بتشكيل لجنة من البنك والمؤسسة في حال احتاجت السيدات إلى تمويل من البنك بينما تقوم الأخيرة باستكمال الإجراءات حتى يتم البيع والإفراغ، وحول المدة الزمنية المستغرقة لتنفيذ الإجراءات أبانت أم طلال أنه يعتمد على حسب توفر الطلب وتساهل البنوك وتوفر المال وتعاون العميلة وذويها فيما يخص التزام المواعيد. وعن مدى آثر العمل في مجال العقار على المستوى الشخصي تقول أم طلال: "العمل في مجال العقار عزز ثقتنا بأنفسنا أطلق طاقاتنا الإبداعية ووسع مداركنا وخروج عن الروتين، واكسبنا مهارات شخصية كالقدرة على القيام بمهام متعددة ومهارة الاتصال، وإتقان فن التفاوض وهى مهارات بالغة الأهمية عند خوض مهنة التسويق عموما" ومشيرة إلى إن الاحتكاك بالسوق ولد ممارسة البحث والاطلاع على المستجدات والأحداث الاجتماعية ومتابعة الصحف اليومية والالتصاق بالشبكة العنكبوتية. ومن جهته دعا رجل الأعمال والخبير العقاري مصلح القحطانى إلى تشجيع الاستثمار النسائي في مجال العقار ومعالجة الاختلال السائد فيما يتعلق بفرص العمل المتاحة أمام النساء بقوله: "كما في مختلف نشاطات الاستثمار والأعمال ينبغي توفير فرص متساوية للنساء المستثمرات فى مجال العقار وإيجاد مزيد من التنوع في أماكن العمل. مشددا على أن الاستثمار العقاري يحتاج إلى إستراتيجية عمل تختلف عن مفهوم الثراء السريع والى تخطيط استثماري صحيح وتوفير بيئة عمل مؤسسية وكفاءة تنظيمية وموارد بشرية مؤهلة ليتواكب مع النمو المتسارع لقطاع العقار في المملكة.