يصادف قراء الصحف آلاف الإعلانات الباحثة عن مسوقات من الفتيات للأنشطة التجارية والبضائع، وبإمعان النظر في متطلبا ت ا لو ظا ئف المعروضة، يكتشف ﺃنها لا تتجاوز القدرة على الإقناع وقوة الشخصية وغيرها من المهارات الذاتية، دون النظر إلى ما تحمله الفتاة من درجة علمية، حتى ﺃصبح سوق التسويق النسائي، وبحسﺐ وصف خبيرات في هذا المجال "مهنة من لا مهنة لها"، مع ما يعنيه ذلك من استغلال لفتيات غير خبير ا ت في ﺃ عما ل التسويق لمآرب ﺃخرى. والأمر ليس محصورا في السوق السعودية بل يجتاح الأسواق العربية برمتها، لتصبح ا لمسو قة ضحية للاستغلال من قبل ﺃرباب العمل والنظرة الدونية من قبل العملاء، فيجدن ﺃ نفسهن بين مطر قة العميل وسندان ﺃصحاب الأعمال. كانت حادثة منع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشرقية المسوقات من التسويق للرجال التي واكبتها "شمس" في معرض العقار والإسكان الثامن الذي اختتم ﺃخيرا بالمنطقة الشرقية مدخلا لفتح الكثير من التساؤلات حول آلية عمل المسوقات والطرق المثلى لممارسة عملهن، دون ﺃن تتعرض المسوقة فيه للمضايقات سواء إدارية ﺃو اجتماعية، خصو صا بعد إ لز ا مهن بممارسة عملهن وفق ﺃطر معينة وجديدة في عالم التسويق. تقول وفاء عبدالعزيز (خريجة تسويق: ) "ما يوجد الآن بالسوق هي نظم تسو يقية لا تقو م على ﺃ سس علمية، بل اجتهادات وشطارة من بعض المسوقات. ولكن بنظرة علمية لا بد للمسوق ﺃن يتبع خطوات معينة من الألف إلى الياء حتى يصل إلى خطة تسويقية صحيحة وسليمة"، مشيرة إلى ﺃنها لاحظت عددا من الشركات لا تعترف بشهادة سماعها من الزبائن يجعل المسوقة تنوي الفكاك من هذه المهنة عندما تسنح ﺃول فرصة. من جانبه ﺃوضح (علي بن محمد علي) مدير تسويق في إحدى الشركات العقارية ﺃن التسويق النسائي حاليا دون المستوى؛ معللا ذلك بأنه لا يزال يخطو خطواته الأولى في السعودية، ويحتاج إلى وقت كي يطور ويخضع كادره للتدريﺐ المقنن، مشيرا إلى ﺃن ا فتقا ر ا لفتا ة لثقا فة سوق العمل إلى جانﺐ عدم معرفتها الحقوق والواجبات التي تقتضيها ا لمهنة يجعلها عر ضة للاستغلال المشين من قبل ضعاف النفوس، لافتا إلى افتقاد المناهج التعليمية لاتجاهات سوق العمل التي من شأنها تخريج ﺃعداد من الطلبة يفتقدون الأساسيات التي يحتاج إليها الطالﺐ كي يكون مؤهلا لدخول السوق. وﺃشار إلى ﺃهمية تقنين التسويق النسائي وفق ﺃطر علمية مدروسة من خلال إعطاء الفتيات فكرة مبكرة عن ﺃبجديات العمل في السوق ضمن المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية، إلى جانﺐ تأسيس معاهد متخصصة للتسويق بإشراف هيئات متخصصة في هذا الجانﺐ بأن تتبنى الغرف التجارية هذا الطرح. وﺃضاف: "لا بد من توسيع فرص عمل التسويق النسائي بحيث تخصص للنساء فقط عبر مكاتﺐ نسائية بحتة وتسوق من خلا لها منتجا ﺃ و سلعة معينة للنساء". مشيرا إلى ﺃن قطاع العقار السعودي مقبل على طفرة كبيرة بعد ﺃن يقر نظام الرهن العقاري الذي سيحتاج إلى كوادر مؤهلة في ا لتسو يق من ا لجنسين، وسيكون هناك طلﺐ على التخصصات الإدارية والتسويقية، معتبرا إياها دورة اقتصادية جديدة للسعودية وﺃن المرﺃة جزء من هذه الدورة.