تتساءل الفتيات والأمهات والزوجات عن بعض الوصفات التي أفادتهن في أمراضهن أو مشاكلهن الصحية، ويتبادلن الوصفات دون استشارة طبيب، وبمجرد الذهاب للصيدلية يتم صرفها، وغالبية هذه الوصفات تكون لنواحٍ تجميلية، وتتركز على الكريمات، والفيتامينات، والحبوب، والزيوت، كما أنّ كثيراً من المنتديات العامة والنسائية تتداول وصفات كثيرة، وغالبيتها تكتب أسماء كريمات معينة، للتبييض، أو التخسيس، أو حتى علاج بعض الأمراض المتنوعة التي يشترك فيها الغالبية وتلاقي رواجاً كبيراً، حتى أنّ الكثير من أعضاء هذه المنتديات يكتبون تجاربهم مع استخدام الأدوية والبعض يطرح بدائل الدواء، متناسين اختلاف العوارض والتاريخ الصحي لكل شخص، وجاهلين بالآثار الجانبية التي قد تؤثر على الصحة العامة للمجرب. الإفراط في تناول حبوب التخصيص يترك آثاراً صحية خطيرة حقل تجارب وذكر "سالم علي" أنّ بعض النساء مهووسات بالوصفات الطبية، خاصةً تلك التي يدعي أصحابها أنّها تمنح المرأة الجمال من كريمات، وحبوب تخسيس، وفيتامينات، مبيّناً أنّ زوجته غالباً عندما تقرأ عن وصفة جديدة تحب أن تجربها مهما بلغ سعر المنتج، فالأهم لديها هو التجربة وتطبيق ما جاء بالوصفة المجانية، فيما أفادت "سهى محمد" أنّها تشاهد الكثير من البرامج التلفزيونية، ولكن لم تفكّر في يوم من الأيام بتجربة أي من الوصفات رغم أنّ بعضها قد تكون مغذية للبشرة. وبيّنت "سلمى عبدالهادي" أنّها غير مقتنعة بما يردها من وصفات عن طريق الصديقات والأقارب، معللةً ذلك بأنّ الوصفات يجب أن لا تأخذ إلاّ من خلال الأطباء، مبديةً تعجبها من الفتيات اللواتي يجعلن من بشرتهن حقل تجارب لكل ما يقرأن عنه، من دون النظر لمدى ملاءمة هذه الوصفة لهن من خلال العمر، ونوع البشرة، والحساسية، وغيرها من الأمور التي قد تؤثر على صحتهن. بعض السيدات لديهن هوس شراء الوصفات التجميلية من دون استشارة الطبيب بدائل رخيصة ولفتت "نادية صالح" أنّها تحب أن تجرب أي دواء جديد تسمع عنه خاصة فيما يخص البشرة، والشعر، والأظافر، وذلك لاهتمامها بهذا الجانب وبحثها المستمر عن أفضل الكريمات والمغذيات، مبيّنةً أنّ غالبية الوصفات تأخذها من صديقاتها، وبعض المواقع الصحية، والمنتديات، حيث يكون الترويج لنوعية معينة من المنتجات، مشيرةً إلى أنّ المنتجات التي تكون أسعارها مرتفعة لها بدائل تحمل المركب نفسه وبسعر أقل. وكشفت "زهراء" أنّ بناتها من النوع المهووس بالمنتجات الخاصة بالبشرة والجسم والتنحيف والرشاقة، حيث إنّ مصروفهن يذهب على الكريمات المختلفة الأنواع والأحجام والأغراض، مضيفةً: "جيل هذا اليوم يأخذ النصيحة من بعضه البعض، ولا يكلف نفسه بالذهاب لأخصائي وأخذ الاستشارة المناسبة لنوعية البشرة وتكوين الجسم، ويستخسر ما يدفعه للأخصائي ولا يهتم بما يصرف من أموال في وصفات مجانية قد لا تناسبه". تهاون الصيادلة وأوضح "محسن الشهري" أنّ الوصفات المجانية تساهم بزيادة أرباح الصيدليات، خصوصاً المتعلقة بمنتجات تجميلية، والتي تلقى رواجاً واسعاً بين النساء، كما أنّ هناك بعض الوصفات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية كالمسكنات، والأدوية لبعض الأمراض الموسمية كالأنفلونزا، والكحة، وارتفاع الحرارة، والمغص، مبيًناً أنّ بعض الصيادلة يتساهل كثيراً في هذا الأمر، وبمجرد ما يذكر العميل الأعراض يصرف له الدواء، وقد يعرض هذا الأمر الأشخاص للكثير من العوارض السلبية التي تؤثر على المريض، وقد تفاقم من سوء حالته الصحية، لذلك لا غنى عن وصفة الطبيب حتى لو كرر له دواء موجودا له. ورأى "سليمان الوايل" أنّ الوصفات المجانية يستسهلها البعض لأنّها تأتي بدون تعب، مبيّناً أنّ هناك تساهلا في الأمر خاصةً من الشباب والشابات، حيث يعتمدون على ما يسمعونه من وصفات، ويذهبون مباشرة للصيدلية ويشترون المنتج أو الدواء دون التأكد من نتائجه، مستشهداً بقصة أحد أصدقائه كان يعاني من حب الشباب، وكان يجرب كل دواء يصفه له الشباب؛ مما فاقم حالته سوءًا إلى أن اقتنع أن يذهب لطبيب جلدية. آثار جانبية وقال "مصطفى المصري" -صيدلي-: "هناك وصفات لا تتطلب وصفة طبية، حيث إنّ الآثار الجانبية قد لا تذكر، خاصةً ما يدخل ضمن النواحي التجميلية من كريمات، وحبوب الفيتامينات، ومنها حبوب التخسيس أو التسمين، وكريمات البشرة والتبييض، والمسكنات، والمهدئات، ولكن هناك أدوية لا يمكن أن توصف إلاّ بوصفة طبية يصفها طبيب مختص، حيث إنّ لها آثار جانبية، مبيّناً أنّ هناك بعض المنتجات لبعض الشركات يكون لها اسمها بالسوق وتكون رائجة بسبب التسويق الجيد لها، ولثقة المستهلك بالمنتج والتي تدعم تداوله بشكل كبير، ولكن دائماً نعطي المستهلك البدائل إذا نفدت الكمية أو رأى المستهلك أنّ المنتج سعره مرتفع". وأضاف أنّ من الخطأ أن ينجرف الأشخاص وراء الوصفات التي يسمعون عنها، ويتناولونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المنتديات، لاختلاف الأعراض ونسبة التأثير والتفاعل مع الجسم، فهناك منتجات قد تزيد من حساسية الجسم، وهناك منتجات قد تحتوي على مواد لا تتناسب مع تركيبة الجسم والعمر، وقد تعطي نتائج سلبية على المدى الطويل، ناصحاً الشباب والشابات خصوصاً أن لا يأخذوا بتجارب الآخرين، خاصةً مما يطرح في الإعلانات التجارية أو عن طريق بعض المختصين في البرامج التلفزيونية، لأنّه قد تؤثر على الجسم ولا تتناسب مع أي شخص.