بحث المرأة عن الرشاقة والجمال يدفعها دائماً للاعتناء بمظهرها وتكوينات جسدها، ومن ذلك الاستعانة بأدوية إنقاص الوزن المنتشرة في عدد من الصيدليات، ومنافذ البيع الشعبية في الأسواق. وفي هذا الموضوع أكد نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء د. صالح باوزير أن معظم أدوية إنقاص الوزن «أدوية التخسيس» المنتشرة في الأسواق هي أدوية غير آمنة صحياً وتسبب لمستخدميها أمراضاً مستعصية وبالغة الخطورة تصل إلى الإصابة بسرطان القولون وأمراض القلب وغيرها. وقال في حديثه ل»الرياض» ان معظم هذه الأدوية تدخل إلى المملكة بطرق غير نظامية عبر التهريب أو تجار الشنط، مؤكداً أن الهيئة تنسق مع وزارة الشؤون البلدية والجهات المسؤولة لتطهير السوق من هذه المنتجات الخطرة، وتعقب الموردين والمندوبين الذين يسوقونها في الصيدليات ومحلات العطارة، مشيراً إلى قيام الهيئة بسحب بعض المنتجات الخطرة مؤخراً كالدواء الذي يحتوي على هرمون الغدة الدرقية «فايركسين» وكذلك الأدوية التي تحتوي على «ريدكتيل». ويأتي تحرك الهيئة؛ وسط تنامي ظاهرة البحث عن الرشاقة بسبل ووسائل سريعة خاصة في الأوساط النسائية والشبابية بعد تفشي ظاهرة السمنة في المجتمع لتصل إلى 52 % عند النساء، خاصة بعد أن انتشرت تلك الأدوية في محلات العطارة والصيدليات التي تقوم بالتسويق لها بشكل ملفت ومغر خاصة للنساء اللواتي أصبحن مهووسات بسبل الرشاقة والتخلص من الوزن الزائد. «تجار الشنطة» يروجون حبوبا متنوعة لتخفيف الوزن بهدف الكسب المالي ابتعدوا عنها! أخصائية العلاج الطبيعي هلدا نادر لا تنصح بتناول حبوب خفض الوزن بشكل عشوائي، أو حتى الاستماع إلى النصائح المجانية من قبل أخصائية التغذية غير المؤهلة علمياً، أو من خلال الصيدلي المسوق لمادة الدواء؛ خاصة وأن الكثير من تلك الحبوب أضرارها كبيرة على الكلى والمعدة والشعر، مما يستوجب أن تكون تحت إشراف طبي، وذلك لمعرفة نوع الحبوب وطريقة استخدامها. لاسيما بأنها تسبب ضرراً بالغاً وغيرها من الآثار الضارة، مشيرة إلى التهور الذي يتصف به الكثير من النساء من الإلحاح على أخصائية العلاج الطبيعي والتغذية من وصف حبوب لتخفيض الوزن حتى تتناولها وتساعدها على إنقاص وزنها بشكل كبير، ولذلك فكثير من أخصائيات التغذية وتلافيا لأضرار حبوب خفض الوزن يقمن بوصف بعض الأعشاب الطبيعية التي قد تساعد على الحرق كالشاي الأخضر أوالمرمية أو غيرها من الأعشاب الطبيعية غير الضارة والتي تحتاج إلى وقت طويل لجدوى فاعليتها على الوزن، ولذلك فإن غالبية المراحل العمرية المقبلة على حبوب خفض الوزن هن من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن من 20 حتى الثلاثين، واللواتي يلجأن إلى استخدام الحبوب من أجل البحث عن النتائج السريعة في خفض الوزن، وذلك إما لقرب حفلة زفافها أو لأنها تبدو أكثر رشاقة في حفلة مدعوة لها، أو ربما رغب البعض منهن في المحافظة على وزنهن، ولذلك فإن أفضل السبل لخفض الوزن هي ممارسة النشاط الحركي وتقنين كميات الطعام، والبعد عن جميع الطعام المشبع بالدهون. النساء الأكثر اقبالاً! ويبدو بأن النساء هن الفئة الأكثر إقبالاً من الرجال على حبوب خفض الوزن رغبة في الرشاقة، وهذا ما أكده "الصيدلي" أحمد سامي الذي لاحظ بأن النساء تطلب نوعيات من الحبوب ذات المفعول السريع التي تنزل من الوزن في وقت قصير، وتصل أسعارها من 160 ريالاً إلى 300 ريال، إلا أن اختيار النوع يعتمد على نوع قابيلة المرأة لتناول الطعام فتحديد الشهية أمر مهم في تحديد الحبوب المناسبة لها. ول اتنكر "سمية العجمي" إقبالها على تناول حبوب تخفيض الوزن والتي تجد بأنها مجدية؛ خاصة مع الأوزان الثقيلة التي تجد صعوبة في خفض وزنها في أشهر معدودة، متحدثه عن تجربتها في الالتحاق بالصالات الرياضية وإتباع الحمية والتي استنزفت منها الكثير من الأموال وساعدت على خفض وزنها، إلا أن الوزن ثبت عند حد معين مما اضطرها إلى تناول حبوب خفض الوزن من أجل تسريع عملية إنقاصه، غير مكترثة لما يتردد حول أضرار تلك الحبوب خاصة بأنها جربت الكثير منها ولم تتضرر. تجربة قاسية وتختلف معها "هيفاء سعد" والتي ترى بأن حبوب التخسيس تحمل الكثير من الأضرار البالغة على الجسم من خلال واقع تجربتها، حيث بدأت البشرة لديها تجف وتصاب بالبهتان، كما أنها بدأت تتعرض لتساقط الشعر الأمر الذي دفعها إلى استخدام الأعشاب الطبيعية من خلال وصفات العطارين مثل: "الليمون والزنجبيل والكمون" والذي ساعد على خفض وزنها، كذلك بعض الأعشاب القديمة والتي وصفها العطار لها حتى بدأت تشعر بالفاعلية التي بدت عليها دون آثار تذكر بخلاف حبوب التخسيس التي تتصف بأنها باهظة الثمن بالإضافة إلى أضرارها الصحية. تنافس وهوس وتدخل الغيرة عند البعض من النساء وهي السبب الكبير خلف ذلك الهوس، ذلك ماقاله "حمد العوضي" حين يروي حكايات قريباته والمهووسات بحبوب خفض الوزن، وكذلك تناول أنواع مختلفة من الأعشاب، حتى يستطعن مجاراة الموضة، وكأن هناك تآمرا على السيدة البدينة أن تدخل عالم الرشيقات بشتى الوسائل وبشكل عاجل؛ حتى بدأت النساء تتسابق على تناول حبوب التخسيس التي لاتبحث عنها في الأسواق المحلية، بل تأتي بها من الدول المجاورة، أو ربما من بعض الدول البعيدة عن طريق المندوبات، وربما أخفت السيدة عن قريبتها أو صديقتها ما تتناوله من حبوب حتى لا تنافسها على سرعة خفض الوزن، حتى أصبح هناك صراع أنثوي ملاحظ في سبل تخسيس الوزن والمستفيد من ذلك الشركات المصدرة لذلك النوع من الحبوب والتي تقف عند حدود خفض شيء من الوزن لا يتعدى " 5 " كيلو والباقي يأتي من الجهد الشخصي والمتمثل في الرياضة وإتباع الحمية الغذائية الصحية. ويعود نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء د. صالح باوزير للتأكيد على أن فاعلية تلك الحبوب ضعيفة وبأنها تقتصر على التخلص من الطعام وبعض الأملاح والماء، وبالتالي يصدق من يتناولها بأنها تساعد على خفض الوزن، وهذه أوهام تباع في الأسواق وفي محلات العطارة والتي أصبح للهيئة دور كبير في السيطرة عليها وضبط مايحدث على مسرحها من تسويق هدفه المتاجرة بالصحة!.