انتشرت في الآونة الأخيرة صيحات أدوية التخسيس في الأسواق وفي مواقع الانترنت وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة .. فلم يعد للأعشاب الشعبية دور بارز في موضات التخسيس ولا الأنظمة الغذائية التي ينادي فيها أخصائيو التغذية، وغدت الصرعة والموجات الدعائية تنادي بالتخسيس السريع دون الجهد والعناء عبر منتجات وعقاقير طبية عبارة عن حبوب وكبسولات تقوم بإذابة الشحوم وأخرى تعطيك الإحساس بالشبع .. مما قد تسبب آثارا جانبية خطيرة وقاتلة، فهناك العديد من الأصناف تم منعها في الأسواق السعودية بعد أن ثبتت خطورتها رغم فاعليتها السريعة في التخسيس، وبقية أصناف أخرى تتصارع دعائيا من أجل تسويق منتجاتها .. وهناك العديد من الدراسات الطبية أكدت خطورة تلك الأدوية على صحة الإنسان وأنها تعمل على ترك نتائج عكسية على الجسم، وتنصح الدراسات بأن يكون بتخفيف الوجبات اليومية مع ممارسة الرياضة بشكل يومي للحصول على نتائج مرضية بعيداً عن المخاطر التي يمكن أن تسببها تلك المنتجات .. كما أن هناك العديد من أنظمة الغذاء تعمل على تخفيف الوزن بسرعة خيالية لكنها تحمل بين طياتها آثارا جانبية خطيرة كأمراض المعدة وارتفاع نسبة الكروستول في الدم وغيرها مثل رجيم المسمى ب ( حرق الدهون ) أو ( الرجيم الكيميائي )، وفي هذا السياق تقول مريم العبدالله :" أنعم بجسم مثالي .. ولم أصل إلى هذه النتيجة المبهرة إلا بعد معاناة، فقد كان وزني قبل 3 سنوات 105 كيلوجرامات، وشعرت بضرورة التخلص من الكيلوجرامات الزائدة بسبب حزني عندما أشاهد صديقاتي وهن يتمتعن بأجساد رشيقة وجميلة ويلبسن ما طاب لهن من الملابس .. وجعلني ذلك أحارب تلك الشحوم المتراكمة، فلجأت إلى طبيب مختص، وقمت بعمل التحليلات اللازمة في المستشفى، وبناء عليها بدأ الطبيب المعالج برسم برنامج صحي لمدة 6 أشهر، ولأن الإنسان عجول فقد عمدت إلى اختراع ريجيم للتسريع في التخلص من الوزن الزائد، وبالفعل شرعت بشرب الماء والشوربة فقط لمدة أربعة أيام، إلى أن أغمي عليّ ونقلت للمستشفى، وتبين أنني أصبت بجفاف وهبوط في ضغط الدم وضعف عام.. فاعتقد الطبيب أنني كنت مقدمة على الانتحار، وبعد هذه التجربة المخيفة، قررت الالتزام بالرياضة من تمرينات سويدية إضافة إلى برنامج غذائي صحي لمدة أربعة شهور، والتزمت بإرادة قوية لمدة عامين بإشراف طبيب مختص حتى أصبح وزني 65 كيلوجراماً، والحمد لله أشعر الآن بسعادة غامرة وأصبحت ثقتي بنفسي عالية جداً.."، وفي نفس الموضوع ذكرت أخصائية التغذية فاطمة الوصيفر أن الهدف من أدوية التخسيس وخلافها المكاسب المادية فقط، وعادة يكون لها آثار جانبية مثل الاكتئاب الحاد.. والفضائيات لها دور كبير في تهور المراهقين أو البالغين بصفة عامة، وتسعى الفتاة لجعل جسمها مثاليا وهذا ما تتجاذبه صيحات الموضة والمشاهير، ولدينا ما يثبت بأن بعض متناولي عقاقير التخسيس تم إصابتهم بتسمم دوائي، وآخرون أصيبوا بتلبكات معوية والتهابات مزمنة، أضف إلى ذلك العديد من الآثار الجانبية التي تأثر الكلى والقلب والكبد"، ويشير اختصاصي العلاج الطبيعي والإبر الصينية والتأهيل في أحد المستشفيات الأهلية .. إلى أن بعض تلك المنتجات تسبب أمراضاً عضوية للإنسان في المعدة والكلى والكبد وغيرها.. إضافة إلى الإسهال الشديد والجفاف والصداع علاوة على اصفرار الوجه، وذلك لأن أغلبيتها تفتقر للعناصر الغذائية مما يعمل على اختلال في توازن الجسم وبالتالي يفقد الجسم التعادل بين تلك المواد وبين الأجزاء الداخلية للجسم، ويرى الدكتور استشاري أمراض الباطنة أشرف العجان أن هناك بعض الحبوب والعقاقير الطبية والأعشاب لم تخضع للتجريب والتحقق من مفعولها، وقال في معرض حديثه :" يجب أن تستخدم تلك المنتجات بعد استشارة الطبيب بعد عمل تحليلات وفحوصات يتم على أساسها صرف الدواء المناسب .. وهنا أريد التأكيد على ضرورة الاستشارة وعدم اللجوء لأدوية مجربة من قبل صديق أو قريب، فلكل إنسان تركيبة جسدية داخلية مختلفة، والجسم العربي يختلف عن الجسم الإفريقي، وهكذا.. وأود الإشارة إلى كريمات إذابة الشحوم وغيرها فمعظمها تسبب حساسية الجلد وتعمل على إغلاق مسامات العرق.. وهذا يشكل خطورة كبيرة ويمكن أن يؤدي للسرطان.."