استهجن الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل تكرار تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يربط فيها المصالحة بموافقة "حماس" على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على اعتبارها المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام السياسي. وكان عباس جدّد في كلمة له خلال افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الاستشاري لحركة "فتح" تأكيده على أن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في غزة والضفة المدخل الحقيقي لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام السياسي بين حركتي "حماس" و"فتح". وقال البردويل في تصريحات صحافية أمس "إن الوصول إلى المصالحة يتطلب السير بخطوات متتابعة، الخطوة تُسلم التي تأتي بعدها بسلاسة دون القفز على ما قبلها أو بعدها"، مشدداً على أنه لن تكون هناك انتخابات ديمقراطية سليمة قبل تحقيق المصالحة على الأرض وإنهاء كل ما ترتب على الانقسام من إجراءات وخطوات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. وأوضح أن القفز مباشرة على خطوات المصالحة وصولاً إلى الانتخابات قد يعيد إنتاج الانقسام السياسي من جديد على اعتبار أن الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" بدأ فور فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية العام 2006، مشدداً على أن حركته تريد مصالحة تمحو صفحات الانقسام من تاريخ الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الانتخابات التي يريدها عباس ما هي إلا جزء من عملية إعادة ترتيب الأوراق في السلطة الفلسطينية وإدارتها في ظل الاحتلال"، مؤكداً أن إجراء الانتخابات قبل تحقيق المصالحة وصفة خاطئة لن تنهي سنوات الانقسام بمجرد إجرائها. وتابع قائلاً "آن الأوان أن ينظر عباس و"فتح" إلى ملفات المصالحة باعتبارها رزمة واحدة بعيداً عن الانتقائية المزاجية"، مبيناً أن الوصول إلى انتخابات يتطلب مصالحة حقيقية تعيد للشعب الفلسطيني وحدته. وأشار البردويل إلى أن الانتخابات تتطلب تهيئة الأجواء وإطلاق الحريات ووقف الملاحقات والاعتقالات السياسية في صفوف عناصر وأنصار حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي بالضفة الغربيةالمحتلة، موضحاً أن كل ما سبق من الممكن تحقيقه إذا توفرت الإرادات وصدقت النوايا. وأردف "الانتخابات حلقة صغيرة لابد أن يسبقها إعادة صياغة منظمة التحرير والاتفاق على برنامج سياسي استراتيجي يضمن الحفاظ على الثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة". وعما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد انطلاقة كبيرة في ملف المصالحة، أوضح البردويل أن حركته جاهزة في أي وقت لإتمام المصالحة وتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني، مبيناً أنه لا يتوقع تحركاً في ملف المصالحة خلال الفترة الحالية. ونوه إلى أن "حماس" تفاءلت في الأجواء الإيجابية التي أعقبت انتصار المقاومة في غزة و"الإنجاز المنقوص" الذي حصلت فلسطين من خلاله على عضوية غير كاملة في الأممالمتحدة لكن تفاؤلها لم يستمر، موضحاً أن تصريحات صدرت من قيادات في حركة "فتح" تبرهن على عدم جدية حركتهم في إتمام المصالحة بالإضافة إلى إعادة الأوضاع الميدانية في الضفة إلى ما قبل عودة العلاقات بين الحركتين.