تفاجأ الشبابيون بالمستويات والنتائج المتواضعة التي قدمها فريقهم خلال مشوار الدفاع عن لقب دوري "زين" السعودي للمحترفين الذي حققه بجدارة واستحقاق في الموسم الماضي، ففي وقت كانت الجماهير الشبابية تُمني النفس بالمحافظة على لقب الدوري والمضي قدماً في دوري أبطال آسيا الذي سينطلق خلال الشهرين المقبلين صُدمت وهي تتلقى خسارة تلو الأخرى ويهدر فريقها نقطة وراء الثانية، ليس كذلك فحسب بل إن تلك الخسائر كانت مقرونة بمستويات سيئة وغياب لأبرز اللاعبين عن مستوياتهم المعهودة. أن تخسر ثلاث مباريات وتتعادل في مباراتين في الدور الأول قبل نهايته فذلك يعني بأن هنالك ثمة خللا في الفريق يجب أن تعالجه حتى توقف نزيف النقاط، وعندما تستقبل شباكك 19هدفا في 12مباراة فذلك يعني بأن دفاعك ليس على مايرام وهو بحاجة ماسة للترميم. برأيي أن الشبابيين دفعوا ضريبة تخليهم عن المدافع البرازيلي تفاريس الذي كان يشكل ثقلاً كبيراً في المنطقة الخلفية، ومع التفريط الشبابي في تفاريس وقفت الإدارة موقف المتفرج إذ لم تتعاقد مع بديله المناسب نظراً للفارق الفني الكبير بينه وبين المدافع سياف البيشي وهو ماجعل شباك الفريق تستقبل عددا كبيرا من الأهداف. المدير الفني البلجيكي برودوم يتحمل جزءاً من المسؤولية من خلال بعض قناعاته الغريبة كاللعب بمحور دفاعي واحد في كل المباريات وبغض النظر عن الخصم وقوة وسطه وهجومه إذ دفع ثمن ذلك أمام الفتح والهلال عندما تلقت شباكه سبعة أهداف، قناعات برودوم "الغريبة" لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى عدم قناعته بأفضل لاعب آسيوي في العامين الماضيين لاعب الوسط الأوزبكي جيباروف الذي ظل حبيساً لدكة الإحتياط تارة وخارج قائمة ال 18 لاعباً تارة أخرى، ومايحسب على برودوم أيضاً تجاهله بعض الأسماء الشابة القادرة على صناعة الفارق وإعتماده كلياً على أسماء محدودة بالرغم من تراجع مستوياتها وخير دليل على ذلك الحارس وليد عبدالله الذي يشهد مستواه تراجعاً ملحوظاً، وما زاد الطين بلة أن الإدارة الشبابية قصرت في محاسبة برودوم والجلوس معه ومناقشته في أخطائه وقناعاته الأمر الذي جعله يظن بأنه أكبر من أن يحاسب، والصحيح أن برودوم مدرب قد يصيب ويتألق مثلما فعل الموسم الماضي وقد يخطئ مثلما حدث هذا الموسم في أكثر من مرة ويتعرض للنقد والمحاسبة. لاعبو الشباب لايمكن إغفال دورهم في ماوصل إليه فريقهم كون عدد كبير منهم ظهروا دون مستوياتهم المعهودة وظهروا خلال عدد من المباريات بلا روح ولا هدف وكأن طموحاتهم توقفت عند حد تحقيق لقب دوري "زين" في نسخته الماضية. دوري "زين" لايزال متاحاً لجميع الفرق وبإمكان الشباب أن يحافظ على لقبه شريطة أن تبدأ الإدارة بخطوات تصحيحية وأولى تلك الخطوات تدعيم المنطقة الخلفية من خلال التعاقد مع مدافع أجنبي له وزنه وثقله، أما الخطوة الثانية فهي الجلوس مع اللاعبين وعقد اجتماع مصارحة معهم لكشف أسباب تدهور نتائج ومستويات الفريق، وثالث الخطوات مناقشة برودوم في كل صغيرة وكبيرة والاجتماع معه دورياً لمناقشته في كل مايخص الفريق.