حذّر أمين عام وزارة "البيشمركة" في حكومة إقليم كردستان العراق الفريق جبار ياور أمس من أن يؤدي أي خطأ صغير الى وقوع كارثة إنسانية في المناطق المتنازع عليها مع بغداد، في إشارة الى احتمال وقوع مواجهة مسلّحة بين قوات الحكومة الاتحادية وقوات حرس الحدود الكردية. وذكر بيان صادر عن وزارة حرس الحدود الكردية (البيشمركة)، أن ياور قال خلال اجتماعه مع مدير مكتب الأممالمتحدة في أربيل سوكول كوندي، إن "خطأً صغيراً في المناطق المتنازع عليها قد يؤدي الى كارثة، لوجود ما يقارب من مليوني شخص يعيشون في تلك المناطق، ويجب على الأممالمتحدة أن تقوم بدور أوسع لمنع وقوع كارثة إنسانية". وأضاف أن "إقليم كردستان على قناعة تامة بأن حل المشاكل يتم عن طريق الحوار، وأن الإقليم يبذل كل مساعيه من أجل هذا الهدف، ونأمل من الحكومة الاتحادية أن تلتزم بالدستور والقانون العراقي، وأن تحترم الإتفاقيات المبرمة بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع الاتحادية". من جانبه، أوضح مدير مكتب الأممالمتحدة في إقليم كردستان، بأن المنظمة الدولية تراقب بدقة الأوضاع و"نحن نرى بأنه يجب حل المشاكل عن طريق الحوار". وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني زار أول أمس الاثنين ناحية ليلان التابعة لمحافظة كركوك وتفقد قطاعات قوات البيشمركة فيها، ما أثار ردود فعل غاضبة من بعض النواب. ووصف النائب عن (القائمة العراقية) عن محافظة كركوك عمر الجبوري زيارته ب"الاستفزازية"، واعتبرها رئيس (كتلة الجبهة التركمانية) أرشد الصالحي بأنها لن تحل الأزمة بين المركز والإقليم، فيما وصف ياسين مجيد، القيادي ب(ائتلاف دولة القانون) الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، الزيارة بأنها "زيارة إعلان حرب". وترفض بغداد وأربيل الى الآن سحب قواتهما المحتشدة في المناطق المتنازع عليها وبخاصة في كركوك، مما يثير مخاوف من أن تؤدي أي شرارة الى تفجير مواجهة عسكرية بين الجانبين في أي لحظة. وكانت الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل نشبت على خلفية تشكيل الأولى قيادة قوات دجلة التي أناطت بها مهام إدارة الملف الأمني في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين التي تضم مناطق توصف ب"المتنازع عليها"، أعقب ذلك اشتباك مسلّح بين هذه القوات وقوة تابعة لحرس الحدود الكردية (البيشمركة) في قضاء طوزخورماتو جنوب كركوك منتصف الشهر الماضي أسفر عن مصرع مدني وجرح 11 آخرين بعضهم من البيشمركة. وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة أجرى الجانبان أخيراً جولتي مباحثات في بغداد، إنتهت الى طريق مسدود، فيما حمّل كل منهما الآخر مسؤولية فشل تلك المباحثات.