قال الوسيط الدولي بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس بعد اجتماع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف ان روسياوالولاياتالمتحدة ستبحثان عن حل "خلاق" للازمة السورية المتفاقمة. وأبلغ الابراهيمي الصحفيين بعد الاجتماع على هامش مؤتمر في دبلن "لم نتخذ اي قرارات مثيرة." وقال ان الاجتماع الذي لم يكن مقررا من قبل ربما يشير الي ظهور تنسيق جديد بين القوى الكبرى بشأن سوريا بعد اشهر من اختلافات مريرة احيانا. وتابع قائلا "اتفقنا على ان الوضع سيء واتفقنا على اننا يجب ان نواصل العمل معا لنرى كيف يمكننا العثور على سبل خلاقة لوضع هذه المشكلة تحت السيطرة على أمل البدء في حلها." ووصف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية الاجتماع بانه كان "مناقشة بناءة ركزت على كيفية دعم الانتقال السياسي من المنظور العملي." وقال الابراهيمي انه سيسعى الي السلام على اساس إعلان جنيف الذي يدعو الى إدارة انتقالية. ووصف الوضع في سوريا بانه "سيء جدا جدا جدا." وعقدت كلينتون اجتماعا ثنائيا مع لافروف والابراهيمي كل على حدة قبل جلوس الثلاثة معا. وقبل المحادثات أبلغت كلينتون مؤتمرا صحافيا أن الولاياتالمتحدة تحاول العمل مع روسيا لوقف اراقة الدماء في سوريا وبدء انتقال سياسي. واضافت قائلة "الاحداث على الارض في سوريا تتسارع... الضغط ضد النظام في دمشق وحولها يبدو انه يتزايد." وتسابق الولاياتالمتحدة الزمن لتضع اللمسات الأخيرة لعناصر استراتيجيتها الخاصة بسوريا إذ ترسم خطوات جديدة لتشكيل وتعزيز المعارضة التي لا تزال متشرذمة فيما تلوح مؤشرات على أن البلاد تتجه إلى نقطة الحسم في الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 20 شهرا. وبعد أن واجهت اعتراضات في مجلس الأمن من جانب روسيا والصين ومخاوفها من تزايد نفوذ الاسلاميين المتشددين في الثورة السورية مارست إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضغوطا لإعادة تنظيم المعارضة السورية في ائتلاف واسع جديد. وتأمل في أن يتمكن الائتلاف الجديد من تحقيق الاستقرار بعد ما يعتبره مسؤولون أمريكيون سقوطا محتوما لحكومة الأسد. لكن مع تطور الأحداث بسرعة في ساحة المعارك وتحذير زعماء العالم للأسد من اللجوء إلى مخزوناته من الأسلحة الكيماوية كملجأ أخير يقول محللون دبلوماسيون إن الأزمة السورية قد تخرج عن نطاق السيطرة قبل تطبيق خطة انتقال السلطة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. يقول ستيفن هيدمان المتخصص في الشأن السوري في معهد السلام الأمريكي "الأفق أمام النظام أقصر تماما مما كنا نظن حتى قبل ثلاثة أشهر ولا أعتقد أن تطور المعارضة سار بنفس الوتيرة." ولتسريع الخطط ستجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع حلفاء وممثلين عن المعارضة في مدينة مراكش المغربية الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن تعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بالائتلاف الجديد باعتباره "الممثل الشرعي" للشعب السوري في اعتراف رمزي بكيان تأمل الولاياتالمتحدة أن يتحول إلى حكومة انتقالية.