تسابق الولاياتالمتحدة الزمن لتضع اللمسات الاخيرة لعناصر استراتيجيتها الخاصة بسوريا اذ ترسم خطوات جديدة لتشكيل وتعزيز المعارضة التي لا تزال متشرذمة فيما تلوح مؤشرات على أن البلاد تتجه الى نقطة الحسم في الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ 20 شهرا. وبعد أن واجهت اعتراضات في مجلس الأمن من جانب روسيا والصين ومخاوفها من تزايد نفوذ الاسلاميين المتشددين في الثورة السورية مارست ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ضغوطا لاعادة تنظيم المعارضة السورية في ائتلاف واسع جديد. وتأمل في أن يتمكن الائتلاف الجديد من تحقيق الاستقرار بعد ما يعتبره مسؤولون أمريكيون سقوطا محتوما لحكومة الاسد. لكن مع تطور الاحداث بسرعة في ساحة المعارك وتحذير زعماء العالم للاسد من اللجوء الى مخزوناته من الاسلحة الكيماوية كملجأ أخير يقول محللون دبلوماسيون ان الازمة السورية قد تخرج عن نطاق السيطرة قبل تطبيق خطة انتقال السلطة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. ويقول ستيفن هيدمان المتخصص في الشأن السوري في معهد السلام الامريكي :الافق أمام النظام أقصر تماما مما كنا نظن حتى قبل ثلاثة أشهر ولا أعتقد أن تطور المعارضة سار بنفس الوتيرة. ولتسريع الخطط ستجتمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع حلفاء وممثلين عن المعارضة في مدينة مراكش المغربية الاسبوع المقبل. ومن المتوقع أن تعلن اعتراف الولاياتالمتحدة بالائتلاف الجديد باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري في اعتراف رمزي بكيان تأمل الولاياتالمتحدة أن يتحول الى حكومة انتقالية. ومن المتوقع أيضا أن تعرض واشنطن تقديم المزيد من المساعدات غير القتالية للمعارضة بينما تدرج واحدة من أكثر الجماعات المقاتلة تشددا وهي جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة على قائمتها للمنظمات الارهابية. ويقول مسؤولون أمريكيون ان الخطوة تهدف الى تحديد موقف الولاياتالمتحدة بوضوح من العناصر الاكثر تطرفا في المقاومة الاسلامية. لكن تقديم امدادات من السلاح الامريكي لمقاتلي المعارضة ليس أمرا مطروحا على الطاولة في الوقت الحالي ما يعكس استمرار احجام واشنطن عن التدخل مباشرة في الصراع .