منذ مطلع الأسبوع والاشتباكات في طرابلس هي الأعنف في دورتها ال13 التي أعقبت كمين «تلكلخ» الذي وقع فيه 15 شابا من أبناء المدينة بالإضافة الى 3 شبان سوريين لم يتأكد بعد عدد القتلى منهم.وبالرغم من الوساطة التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مع السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي فإن السلطات السورية لم تسلّم جثث الضحايا بسرعة بعد، ما جعل الأوضاع الأمنية تتفاقم علما بأن المعلومات المعلنة أشارت الى أن الدفعة الأولى من تسليم الشبان ستبدأ اليوم السبت لكن مصدرا طرابلسيا مسؤولا قال ل»الرياض»:»إنه لا معلومات دقيقة عن هذا الموضوع بعد». وشهدت محاور التبانة - القبة - جبل محسن - الريفا - البقار - المنكوبين والحارة البرانية إطلاق القذائف / ب 7/ و/ب 10/ واينرغا بشكل كثيف ومتقطع وحصدت قتلى وجرحى كانوا لغاية يوم أمس 9 اشخاص واكثر من 70 جريحا موزعين على مختلف مستشفيات المدينة بالإضافة الى الأضرار المادية الفادحة واقفال المؤسسات التجارية والتربوية بشكل تام. وبالرغم من قيام الجيش اللبناني بإعادة الانتشار في مختلف الخطوط وتسييره لدوريات مؤللة إلا أن الأوضاع الأمنية مرشحة للتفاقم، وقد قام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإلغاء رحلة الى «نيس» حيث كان مدعوا الى حضور مؤتمر عن «الشرق الأوسط»وعاد الى بيروت لمتابعة مجريات الأمور في طرابلس من السراي الحكومي. وعلمت «الرياض» من أوساط طرابلسية عليمة حصول» محاولة لاقتحام «جبل محسن» من جميع الجهات، جرت بعدها عملية قصف للمدينة وتشرح هذه الأوساط أن « ما يجري هو محاولة لربط طرابلس بالحوادث السورية إلا أن للأمر امتداداته الخطرة في أكثر من منطقة لبنانية وأولها عكار». من جهة ثانية، واستنكارا لتهديد مفتي طرابلس مالك الشعار ونصحه بالبقاء خارج البلاد، عقد المجلس المدني لمدينة طرابلس اجتماعا في مقر دار الفتوى، وقرر الدعوة إلى مؤتمر صحافي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في دار الفتوى «استنكارا لتهديد مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار وتغييبه عن المدينة، وتعمد الفلتان الأمني في طرابلس، وترويع الناس، وقتل الابرياء، وإثارة العواطف الثأرية والتحريضية، وبث الشائعات الترهيبية، وتعطيل الحركة الاقتصادية، مع اقتراب فترة الأعياد، الامر الذي ترفضه الاكثرية الساحقة من المواطنين». كما سيدعو المجلس «المجتمع الأهلي والمدني بأسره وعموم المواطنين للاعتصام امام السرايا الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين المقبل لمطالبة الدولة بتحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن في المدينة، وضرب العابثين بأمن المدينة واستقرارها بيد من حديد، وتعبيرا عن رفض المجتمع واستيائه من هذه الحال التي يجمع أهل البلد على عدم قبول استمرارها».