نقلت تقارير أمنية إسرائيلية عن مصدر نووي روسي قوله أن هناك بعض القطع الخارجية في مفاعل بوشهر الايراني الذي أشرفت روسيا على بنائه، تحركت من مواضعها بشكل خطير. وبحسب الموقع الامني الاسرائيلي «تيك دبكا» فان هذا الخبر سربه مكتب رئيس هيئة الطاقة النووية الروسية سيرغي كرينكو الذي أشرف بنفسه على اقامة المفاعل في بوشهر الايرانية. وذكرت مصادر الموقع أن موسكو وطهران تعملان حالياً على اعادة تشغيل هذا المفاعل بأسرع وقت ممكن، بعد أن تم ايقاف العمل به منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي خوفاً من انفجاره. وقد تمت ملاحظة هذه القطع التي تحركت من مكانها بسبب عدم تثبيتها بشكل جيد، عندما بدأت تنزلق أسفل قضبان الوقود النووي بشكل يهدد عمل المفاعل. وبحسب خبراء ومهندسين ايرانيين وروس في موسكو فان المفاعل كان معرضاً للانفجار في أي لحظة، وقد تكتمت موسكو وطهران على هذا الموضوع طوال الفترة الماضية. غير أن مصادر الموقع المخابراتية أكدت أن تقديرات القيادة الروسية كانت تشير الى هناك احتمالاً كبيراً أن ينفجر المفاعل الايراني، وان هذا الانفجار سيؤدي الى مقتل مليون ايراني، وتضرر مئات الآلاف في دول الخليج العربي من الاشعاعات النووية.-على حد قول الموقع الإسرائيلي- وبحسب الموقع المذكور فقد وصل الهلع في موسكو لدرجة أن الرئيس بوتين أمر بتشكيل فرق طوارئ وانقاذ روسية للتعامل مع الكارثة المتوقعة في ايران، وبالفعل وصلت فرق الانقاذ والسيطرة الروسية الشهر الماضي الى بوشهر تحسباً لأي حادث. وأكد مصادر الموقع أن الطريقة الوحيدة لمنع انفجار مفاعل بوشهر كانت بايقافه فوراً عن العمل، وسحب قضبان الوقود ال 163 التي تشغله واعادة تثبيت القطع التي انزلقت اسفلها. وتساءل الموقع الامني الإسرائيلي قائلاً «هل صحيح بأن تحرك قطع خارجية - بحسب ما ذكره المصدر الروسي - من مكانها كان السبب وراء كل هذا الارتباك في موسكو، أم أن هذه القطع التي يدور الحديث عنها موجودة في مكان آخر أكثر خطورة. مصادر «تيك ديبكا» المخابراتية ذكرت أن هناك احتمالين وراء هذا الارتباك الروسي الايراني، الأول هو أن ما جرى كان بسبب عملية تخريب من داخل المفاعل، والثاني هو عودة الفايروس «ستاكسنت» الذي هاجم برامج مفاعل بوشهر في صيف العام 2010 للعمل من جديد، وبسببه حدث هذا الخطأ. وفي السابع عشر من اغسطس/آب الماضي اوقف الايرانيون مفاعل «فوردو» الواقع تحت الأرض بالقرب من ميدنة قم بعد أن اندلعت النيران في عدد من أجهزة الطرد المركزية بسبب انفجارات غامضة في كوابل الضغط العالي التي تمد المفاعل بالكهرباء. ولم يستأنف العمل في المفاعل بعد هذا الحادث الا في آواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن فشل الايرانيون في معرفة المسؤول عن هذه الانفجارات. وهذه الحادثة هي التي جعلت الايرانيين والروس يشكون في أن الحادث في بوشهر مدبر أيضاً. وفي يوم الجمعة الماضي، قبل ساعات فقط من اعلان موسكو عن «القطع الخارجية المتحركة» نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «مهر ، ونقلت اذاعة «بي بي سي» البريطانية باللغة الفارسية عن رئيس المركز الايراني للحوادث والطوارئ الطبية غلام رضا ماسومي قوله «نحن نؤمن بضرورة تدريب جميع أجهزة الطوارئ في ايران لتكون مستعدة لمواجهة الحوادث النووية». الا أنه وبعد وقت قصير تم ازالة هذا الخبر من موقع وكالة «مهر» ومن جميع وسائل الاعلام الايرانية. ويبدو أن القيادة الايرانية خشيت أن يربط الايرانيون الذين يعرفون ما حدث في مفاعل بوشهر بما قاله ماسومي حول ضرورة الاستعداد لكوارث نووية متوقعة.