اخترقت أسعار النفط حاجز 45دولاراً التي كانت تحوم حوله طيلة الأسبوع الماضي حيث بدأت تعاملاتها الأسبوعية أمس بعد عطلة نهاية الأسبوع بأسعار تجاوزت 30، 46دولاراً للخام الأمريكي الخفيف في أسواق ناميكس. وترجع مصادر نفطية مطلعة هذا الارتفاع في الأسعار إلى تجفيف الفائض من النفط في الأسواق العالمية مع تراجع الامدادات من دول الأوبك اثر تقيد الدول الأعضاء التام في الحصص المقررة في اجتماع المنظمة الأخير في القاهرة وظهور ملامح تخفيض قادم قد تقدم عليه المنظمة في الاجتماع المرتقب في الثلاثين من الشهر الحالي وهو ما أفصح عنه بعض وزراء النفط من خلال تصريحاتهم إبان مؤتمر نيودلهي. ورجحت المصادر ان يستمر هذا التنامي في الأسعار لاسيما ان هناك شحاً في الامدادات في ظل استمرار تعرض المنشآت النفطية العراقية للدمار من قبل المخربين وتوقف انسيابها من جهة الشمال عن طريق ميناء جيهان التركي منذ 18ديسمبر الماضي والتي كانت تتدفق بمقدار 700ألف برميل يومياً بما فيها 500ألف برميل يومياً عن طريق خط الأنابيب إضافة إلى التخوف الشديد من ان يفضي الطقس البارد إلى ابتلاع المخزونات الأمريكية من وقود التدفئة والتي تقل بنسبة 9% عن مستوياتها للعام الماضي خاصة بعد تنبؤات الأرصاد الجوية باحتمال هبوب عواصف ثلجية على الساحل الغربي من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن العوامل التي ساهمت في ارتفاع الأسعار اعاقة الامدادات في بعض أجزاء العالم حيث ان إنتاج بحر الشمال هبط بمقدار 345ألف برميل يومياً عن معدله المعتاد بسبب عوامل الطقس السيئة كما ان إنتاج خليج المكسيك والبالغ 145ألف برميل يومياً لا يزال متوقفاً منذ سبتمبر الماضي بسبب الدمار الذي أحدثه اعصار ليفان للمنشآت البترولية بيد ان الصورة ليست قاتمة كثيراً لمستهلكي النفط فقد تدفق ما يصل إلى 42ألف برميل يومياً من الحقول النيجيرية بعد ان أعادت شركة دتش/شل هذا الإنتاج الجمعة الماضية. وفي الأسواق الأوروبية قفز سعر خام برنت بمقدار 95سنتاً للبرميل ليصل إلى 49، 44دولاراً للبرميل كما ارتفع الخام في أسواق لندن للتعاملات اليومية بمقدار 77سنتاً ليبلغ 95، 43دولاراً للبرميل بينما ارتفع خام وست تكساس إلى 25، 46بارتفاع يقدر بحوالي 83سنتاً للبرميل. وزاد سعر وقود التدفئة بمقدار 5سنتات إلى 31، 1دولار للجالون وتبعته في الارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بمقدار 28سنتاً لتستقر في نهاية التعاملات عند مستوى 28، 6دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.