وجود مساحات للإبداع أمر مطلوب وهام لكل شاعر يريد أن يقدم المبدع في كتابة النص الشعري الراقي، ومن هنا فإن التفكير أمر مرتب بالإبداع ويؤدي إلى ظهور أفكار جديدة يتم وضعها في النص الشعري، بمعنى أن يكون هناك جديد غير السائد من تقليدية الطرح والفكرة المألوفة عند أغلب الشعراء، ولذلك فإن التفكير الإبداعي أمر ضروري لدى الشاعر أو الكاتب يعكس صورة الشعر أو الكتابة. وعلى أن وجود التفكير الإبداعي كفيل بظهور كتابة راقية تستحق المتابعة، فإن الإبداع متعدد الأوجه والجوانب، ينظر إليه من خلال الفرد المبدع ، فالإبداع يعني المبادأة التي يبديها الشخص في قدرته على التخلص من النسق العادي للتفكير، ومن هنا فإن كتابة الشعر إذا ظهرت بفكر شاعر مبدع، فإنه سيكون في متناول ذائقة القارئ والمتابع الذي يهتم بجماليات الشعر وروعته. في الشعر الشعبي ومنذ القدم لمسنا تفكير الشعراء وإبداعهم بالرغم من تعليمهم المحدود والمتواضع، فمنهم من لا يقرأ أو يكتب حتى ووجدناه شاعراً ذو فكر ومعاني جميلة تصب في قصائده الشعرية التي لازال أغلبها متداولاً حتى وقتنا الحاضر. ومن الجميل أن نجد كهذا الإبداع في التفكير المنطلق من روعة النسق والتصوير الشعري الذي يرقى للمتابعة حتى لو بعد وقت، كتلك القصائد العذبة التي قالها مبدعو الشعر قديماً والذين فعلاً تركوا لنا إرثاً شعرياً بل وموروثاً شعبياً رائعاً يعانق مساحات الإبداع . وعندما نرى صورة ذلك التفكير الإبداعي، وقد انعكست على مايقال من شعرٍ وكتابة لأدركنا مالها من تأثير على ذائقة المتلقي خصوصاً في قراءة الشعر الذي يهز الوجدان ويجعل القارئ أكثر شوقاً ومتابعة. أخيراً : برد وظلام وهم ودموعٍ بليل كان الشقا يرضيك فيني مايبور راحت سنين وصرت أنا غصنٍ يميل وانكسر منك بعيوني كل نور