بلا شك الكل يبحث عن مساحات للإبداع الكتابي الذي يستطيع أن يصل به إلى ذائقة القارئ، وهذه ركيزة أساسية من ركائز الكتابة الراقية في صياغة الشعر، لابد من توافر أسس كتابته بالشكل الجميل والمبدع، وهذا لن يأتى بالطبع إلا في ظل وجود إبداع، إلا أننا وفي نفس الوقت سنبحث عن ذلك الإبداع لتكتمل الصورة. ليس الكل مبدع، وليس الكل أيضاَ غير مبدع، ولكن وجود التفكير الإبداعي كفيل بظهور كتابة راقية تستحق المتابعة، على أن الإبداع متعدد الأوجه والجوانب، فيمكن النظر إليه من خلال الفرد المبدع والإنتاج والعمل والبيئة، فالإبداع يعني المبادأة التي يبديها الشخص في قدرته على التخلص من النسق العادي للتفكير باتباعه نمطا جديدا من التفكير، والإنتاج هو أن ذلك الإبداع عبارة عن ظهور لإنتاج جديد نابع من التفاعل بين الشخص وما يكتسبه من خبرات، وبالتالي فإنه سيكون عملية تتضمن معرفة دقيقة بالمجال وما يحتويه من معلومات أساسية، ووضع الفروض، واختيار صحة هذه الفروض، وإيصال النتائج إلى الآخرين، أما البيئة فهي التي تساعد وتهيئ إلى الإبداع جميع العوامل والظروف المحيطة بالفرد التي تساعد على نمو الإبداع. لذلك فإن وجود مساحات للإبداع أمر مطلوب وهام في نفس الوقت لكل شاعر يريد تقديم المبدع خصوصاً في كتابة النص الشعري الراقي، وعندما يكون التفكير مرتبطا بالإبداع فإن الأمر يهدف إلى ظهور أفكار جديدة يتم وضعها مثلاً في النص الشعري، بمعنى أن يكون هناك جديد غير السائد من تقليدية الطرح والفكرة المألوفة عند أغلب الشعراء، وعليه فإن التفكير الإبداعي أمر ضروري لدى الشاعر أو الكاتب للظهور برؤى جديدة وتطلعات جديدة ترتقي بالذائقة القرائية في زمن الكتابة. أخيراً : على كثر الظلام ... يسولف الريح .. وليلٍ يعقد حجاجة .. تصدقين انك حدودي .. ما انتهت فيني حدودك ..