لا يمكن للزائر لمدينة حائل إلا أن يتزود بثلاثة أشياء تؤكد فعلا زيارته للمدينة، هي: الكليجا، والفلفل (الحبحر)، والنعناع. وهذه الأشياء الثلاثة أكثر المنتجات الحائلية طلبا، خصوصا من خارج حائل. ورغم أن أهالي حائل يعرفون جيداً من أين يحصلون على هذه المنتجات الثلاثة الجيدة بحكم أنها مدينتهم، إلا أن هناك سوقا لبيع المنتجات الشعبية في حائل يشبه مخزنا ضخما للأطعمة، حيث تستقبلك رائحة الفلفل الأحمر والبهارات المنبعثة من (البسطات) التي تتحلق حولها سيدات كبيرات السن. تقول أم علي (صاحبة مبسط)، عن مكونات الكليجا الحائلية، ولماذا لا يتم تصنيعها بشكل أكبر ثم تباع في الأسواق والمحلات الكبيرة؟، إن الكليجا في حائل لا أحد يعرف مكوناتها وطريقتها إلا عدد قليل من النساء في المدينة، وهناك في الأسواق كليجا تصنع في مصانع الحلويات، ولكنها ليست بمثل نكهة الكليجا التي تباع في المحلات والمهرجانات الموسمية، وأيضا ليس عليها إقبال لأن أكثر الناس يريدون شراءها من عندنا طازجة. وللمعلومية الكليجا الحائلية هي نوع واحد فقط، فليس لها أشكال أو نكهات أخر. وتضيف أم علي أن أوقات الاجازات هي الأفضل بالنسبة للمبيعات، حيث يأتي الناس لزيارة أهاليهم في حائل وعندما يريدون العودة يأتون ويشترون كميات كبيرة لهم ولإهدائها لأصحابهم، حيث بدأت تشتهر الكليجا الحائلية وأصبح من هم من خارج منطقة حائل يسألون عنها ويطلبونها. وعن أفضل الأوقات لتناولها تقول أم علي أن هناك أناس يفضلون تناولها في الصيف، وهناك من يحبون تناولها شتاء، لكن بالنسبة لنا يزيد بيعنا للكليجا في الشتاء بنسبة قليلة عن الصيف، لكن عموما سوقنا هو في موسم الاجازات. وتؤكد أم علي أن الكليجا معروفة في الأصل لدى حائل، وهي قد سبقت كليجا القصيم بمراحل، وهي تتميز عن كليجا القصيم بطعمها وشكلها. وعن أسعار الكليجا تقول أم عبد الله (بائعة أخرى) أن سعر الكليجا ثابت فالتنكة (العلبة التي توضع فيها الكليجا) ب50 ريالا، لكن أوقات شرائها متباعدة وأكثر الأوقات كسادا، شهر رمضان، حيث لا يشتري منا أحد نظرا لأن الشهر الكريم له مأكولاته وطبخاته الخاصة. وتوضح أن الكليجا تتكون من الطحين البر، والحبة السمراء، والباكينج باودر، والحبة الحلوة، والسمن والزيت، والماء والخميرة والسكر والخميرة. وتنتظر منتجات حائل الشعبية الكليجا والحبحر والنعناع، دورا من القطاع الخاص لتسويق هذه المنتجات داخل وخارج المملكة، خاصة وأنه بالإمكان توفير فرص عمل للنساء في مصانع مصغرة في حائل وبإشراف صحي يضمن الجودة والمحافظة على النكهة المتميزة. وهنا يرى متعب الرمالي وهو من مرتاتدي الأسواق الشعبية، أن هذه المنتجات تعبر عن المدينة، وهي توفر دخلا جيدا للنساء، مطالبا بإيجاد طرق تسويقية لعرض منتجات نساء حائل، وأنه لم ير إلا قليل من هذه المنتجات خارج المدينة في مهرجان الجنادرية السنوي لكنه لا يمكن الاعتماد عليه كمنذ تسويقي. ويؤيده بالرأي عادل الغالب الذي يؤكد أن كثيرا من أصدقائه يطلبون منه بين فترة وأخرى ارسال الكليجا والحبحر بأي طريقة كانت، مبينا أنه بالإمكان لو كان هناك جهات تستطيع تسويق هذه المنتجات لأصبحت ذات دخل ومردود لكثير من الأسر في حائل.