العمل في موسم الحج مدرسة يتعلم منها الشباب وغيرهم كيفية الاعتماد على النفس والتعامل مع المجتمع بجميع فئاته وكذلك تعلم بعض اللغات، كما يمثل سوقاً نشطة لآلاف الوظائف والفرص من بيع "السبح" المصنوعة في مكة والمدينة، والعصائر والأكلات المنتجة محلياً، إلى الجزارة والدباغة والخرازة وما بينها من خدمات صغيرة لكنها توفر دخلاً محترماً كبيع الحصى في مزدلفة بعد تمحيصه واختياره بعناية وتكييسه بأكياس بلاستيكية صغيرة تدر هي الأخرى ربحاً لمن يقوم بإعدادها. (الرياض) التقت عدداً من المواطنين والمواطنات والمقيمين الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام، وسردوا انطباعاتهم عن نشاطاتهم الاقتصادية في موسم الحج، ودافعوا عن الاتهامات الموجه إليهم بخصوص نوعية المواد الغذائية وغيرها والتي يبيعونها في موسم، والتي تنوعت ما بين العصائر والفواكه وبعض مستلزمات الحجاج البسيطة. أغذية جيدة ويؤكد عدد من الشباب السعودي والمقيمين الذي أدوا فريضة الحج، عدم صحة ما يروج له بأن بضاعتهم التي يبيعونها للحجاج فاسدة ومنتهية الصلاحية، مبينين أن الحج فرصة للحصول على الحسنيين "الحج والتجارة". وقال عبد الرحمن الحربي، إنه من سكان مكةالمكرمة وظروفه المادية ليست بالجيدة، وأضاف "رغبة مني في تخفيف العبء على والدي وإعانته على تربية إخوتي انتهز فرصة موسم الحج وأقوم بشراء بضائع بالآجل وهي عبارة عن مجموعة من مستلزمات الحاج وأقوم ببيعها حيثما تواجد الحجاج في مكةوعرفات ومنى واجني باليوم الواحد ما يقارب 2000 ريال يومياً وقد تزيد على ذلك في بعض الأحيان". ونفى حصوله على تصريح للبيع بحجة أن هذه الأيام مفتوحة وغالباً ما يتم التغاضي عنه وعن الباعة أمثاله، مشيراً إلى أنه لا يبيع الأطعمة السريعة التلف كالمطهية والوجبات السريعة التلف. أما محمد السلمي، فقال "أنا لا أحاول أن أبيع الأطعمة المطهوة لأنها تتعرض للتلف السريع لذلك جعلت بضاعتي تعتمد على بيع الفاكهة فهي متوفرة بشكل كبير ويحتاج إليها الحاج خاصة الحمضيات في يوم عرفة يكون الطلب عليها كبير لحاجة الحاج لتعويض ما ينقصه من مياه في جسمه بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف "أجد صعوبة في نقل عربتي من مكان لآخر في المشاعر المقدسة ولكن عندما يستقر الحجيج في منى يكون الوضع أفضل فأظل في نفس المكان كل يوم حتى انتهاء موسم الحج". وأوضحت أم أحمد، أنها تأتي من عسير قبل الحج بشهر، وتجلس مع أختها المتزوجة في مكةالمكرمة، وتستعد خلال هذه الفترة بتجهيز عدد من البضائع التي تدر عليها دخلاً لا بأس به، مبينة أنها دخلت هذا العام في بيع بعض أنواع الأطعمة المغلفة الجافة والثلج والماء البارد على الحجاج لتكسب مبلغاً من المال يعينها على الإيفاء بمتطلبات أسرتها، حيث أن زوجها متوفى وتعول خمسة أطفال. ويقول سالم العنزي "آتي ببضاعتي وهي عبارة عن مواد غذائية جافة "بسكويت حلويات، أطعمة خفيفة" من مدينة جدة بعد أن أقوم بتجهيزها في منزل قريب لي في مكةالمكرمة وانتقل بسيارة خاصة لبيعها في يوم واحد ولا أعود إلى منزل قريبي حتى تنفد الكمية التي احملها ومع فجر اليوم الجديد احمل بضاعتي واذهب حيث يكون حجاج بيت الله الحرام". وأضاف "هنا في عرفات أقف مع ضيوف الرحمن لأعيش هذه الروحانية وأعد نفسي بإذن الله أن آتي العام القادم إلى هنا حاجاً فقط .. فالتجارة تلهي بعض الأحيان عن ذكر الله".وعن الأرباح التي يحققها قال "أستطيع أن أقول انني أجني من موسم الحج ما لا اجنيه من عملي في دكاني الصغير في احد حواري جدة طوال عام كامل. فلله الحمد على هذا الرزق الوفير".ويؤكد عبده أحمد "يمني"، أنه مقيم في المملكة منذ أكثر من عشرين عاما، ويأتي في موسم الحج كل عام، لأنه يعتبره فرصة متميزة لكسب المال، مبينا أنه يأتي ببعض البضائع الجافة من جدة ويقوم بتخزينها في مكةالمكرمة قبل الحج، ثم يبيعها على الحجاج، بالإضافة إلى الفواكه الطازجة الجيدة. لم تمنعها حرارة الشمس من التكسّب الحلال احدى البائعات الجائلات بائعة اخرى تفرش بسطتها بانتظار الزبائن