قفز اليوان الصيني إلى أعلى مستوياته في تسعة عشر عاما بعد تحركه دون مستوى 6.28 أمام الدولار، وذلك في ظل تكهنات بقيام صانعي السياسة بدعم النمو في ثاني أكبر اقتصادات العالم. وكانت العملة الصينية قد ارتفعت 0.1% إلى 6.277 مقابل الدولار في نهاية التعاملات في شنغهاى، وذلك في أعقاب بلوغها 6.2761 الذي يعد أعلى نقاطها منذ عام 1993. ويأتي هذا الارتفاع إلى مستوى قياسي جديد ليكون أعلى بنسبة 0.09% بالمقارنة مع السعر المرجعي الذي قام البنك المركزي بتعينه امس عند 6.3391، في الوقت الذي تكون فيه العملة لها حرية التحرك صعودا وهبوطا حول هذا المستوى في حيز لا يتجاوز 1.0%. ويرى بعض المحللين أنه يبدو مفاجئا أن يتحرك اليوان بهذا الشكل، بينما لم يصل زخم نمو وتيرة الصادرات إلى وضعه المعتاد بعد، حيث من غير المألوف ان يتم رفع سعر صرف اليوان أمام الدولار بينما الأخير مرتفع في الأسواق العالمية. ان ذلك يبدو متعارضا مع محاولات الصين لخفض العملة المحلية من أجل دعم المصدرين في الوقت يتباطأ في الطلب الخارجي، وهو ما دعا كوريا الجنوبية إلى خفض سعر الفائدة للمرة الثانية في أربعة شهور اليوم. وخلال عام 2012 ارتفعت العملة الصينية 0.27% أمام الدولار ، فيما تشير التوقعات إلى انخفاضها كامل العام بنسبة 0.25% إلى 6.31. من جهة اخرى دعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد امس الدول الغربية الى الاستفادة من "الاندفاعة" التي ولدتها المصارف المركزية للتخفيف من الازمة الاقتصادية وذلك في اليوم الذي تعقد فيه كل من دول مجموعة السبع والبريكس قمتها المصغرة في العاصمة اليابانية. ولدى افتتاحها الجمعية السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، اعربت لاغارد مرة اخرى عن قلقها من "الغموض" الذي يلف الانتعاش الاقتصادي ودفع بصندوق النقد الدولي الى خفض توقعاته الاقتصادية. واعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في مؤتمر صحافي ان "التوصل الى انتعاش مستديم مهمة تزداد تعقيدا"، مركزة كما كان متوقعا على منطقة اليورو التي تبقى برأيها "مركز" الازمة. ووسط هذه الدوامة، ستتمكن اليونان من الاستفادة من مهلة اضافية مدتها عامان لتنقية حساباتها العامة، كما رات لاغارد، في الوقت الذي يجري فيه تطبيق العديد من برامج التقشف في اوروبا. وقالت لاغارد مبررة ذلك "بدلا من اجراء خفض مباشر وكبير (للعجز)، من المفضل احيانا منح مزيد من الوقت". وفي جدولها لاقتصاد العالم، لفتت لاغارد مع ذلك الى "انباء جيدة" مصدرها المصارف المركزية -- البنك المركزي الاوروبي في اوروبا والاحتياطي الفدرالي في الولاياتالمتحدة والبنك المركزي الياباني في اليابان -- التي وجهت "اشارات ايجابية" مع اجراءات الدعم الجديدة (شراء سندات وتليين الاجراءات النقدية...). واضافت كريستين لاغارد ان "ذلك ولد اندفاعة يتعين الاستفادة منها لان ذلك بحد ذاته ليس كافيا"، داعية الحكومات الى ان تنوب عن المصارف في اوروبا وانما كذلك في الولاياتالمتحدة حيث يلوح افق مأزق مالي من الان وحتى نهاية العام.