جمع الناقد البصير الدكتور جابر عصفور الكثرة مع التجويد فيما يكتب في الدرس النقدي.. والذي يشرع فيه المؤلف جملة من أسئلة التفكير ليمنحك فرصة الاستنباط وإعمال العقل، حيث فتن عصفور بالكتابة عن مرحلة التنوير ورموزها واستهوته الكتابة عن التراث النقدي وبرع فيه وعشق البحث والتقصي في مرحلة عنفوان الشعر الحديث وأعلامه. واليوم يصدر كتابه الهام (عوالم شعرية معاصرة) الذي صدر عنه سلسلة كتاب العربي الكويتية متضمناً دراسات فاحصة مستنيرة لأهم شعراء القصيدة الجديدة في العالم العربي وهم: صلاح عبدالصبور وأمل دنقل ومحمود درويش، على الرغم أنه قد تناولهم في كتابات سابقة إلا أن هذه التجارب الشعرية محفزة للكتابة بما تحمله من عوالم إبداعية باذخة ناهيك عن قدرة جابر عصفور على استخراج ملامح جديد من هذا التجارب تختلف عما سبق أن كتبه من قبل، وهذه خصيصة تفرد بها الدكتور جابر عصفور. يقول د. عصفور في مقدمه كتابه: أعود إلى ملاذ الشعر لأتفيأ ظلاله، فهو الفضاء النقدي الذي بدأت منه ممارساتي في النقد الأدبي ومن خلال هذه الممارسات ما يرفدها من خبرة نقدية نظرية تشكلت طريقتي في القراءة على النحو الذي سوف يراه القارئ في هذا الكتاب، وحسبي أن أقول لهذا القارئ إنني لا أتحمس إلا للنص الشعري الذي يمتعني والذي تتحول قراءتي له وكتابتي إلى عملية متعة خاصة، أرجو أن تنتقل عدواها مني إلى القارئ. أما مضامين الكتاب فقد وقف مؤلفه عند تجربة عبدالصبور وفي ذكرى رحيله ورحلته الشعرية وفرحته المنقوصة لاستقبال ديوانه (أقول لكم) وعالم عبدالصبور.. فيما توقف عند تجربة أمل دنقل من خلال دواوينه "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" و"تعليق على ما حدث" و"العهد الآتي" و"أوراق الغرفة 8" وغيرها.. في حين يستظهر عوالم جديدة من تجربة الشاعر محمود درويش من خلال ديوان "عشاق من فلسطين" و"العصافير تموت في الجليل" و"آخر الليل" و"لا تعتذر عما فعلت" و"مديح الظل العالي" وصولا إلى ديوان "أثر الفراشة".