استكمالاً لحديثنا الأسبوع الماضي حول مدى صحة ما يثار عن تأثير عقار الفياجرا وغيره من أدوية الضعف الجنسي كسيالس وليفيترا نشير هنا إلى مقالة نشرت في مجلة الأمراض العصبية البصرية عرض الدكتور بوميسرنز وزملاؤه 7 حالات لرجال تراوحت أعمارهم بين 50 و69 سنة الذين أصيبوا بعد تناول عقار فياغرا لعجزهم الجنسي ناهيك أن جميع هؤلاء الرجال كانوا يعانون من إحدى الأمراض الأخرى المسؤولة عن عجزهم الجنسي التي قد تسبب تصلباً في الشرايين كفرط الضغط الدموي بداء السكري وزيادة مستوى الكوليستيرول في الدم وكانوا يتميزون بنسبة ضيقة بين لجف وقرص العين الذي يعتبر معياراً صغيراً للتثلم الدائري حيث يتصل العصب بالعين مما يشير على أن الأوعية والأعصاب مخرومة في مساحة ضيقة خلف العين. وأوضح هؤلاء الاخصائيون أن الفياغرا ينظم إفراز مادة كيماوية في الجسم قد تسبب تقلص الشرايين مما قد يؤثر على جريان الدم الطبيعي إلى عصب العين خصوصاً عند هؤلاء الأشخاص المصابين خلقة بنسبة ضيقة بين لجف وقرص العين وأن حدوث اعتلال اقفاري أمامي غير شرياني للعصب البصري خلال بضع ساعات بعد تناول الفياغرا لدى 14 رجلاً يوحي بوجود ترابط بينهما، وأكدوا أنه من الضروري الاستفسار عن أية اضطرابات في النظر مثل وصف أحد هؤلاء العقاقير للعجز الجنسي وتحذير المرضى من احتمال حدوث خلل في النظر مع استعمالهم. وأما الدكتور رمزي حجار الأستاذ المساعد في الطب الداخلي وأمراض الشيخوخة في جامعة ميسوري في الولاياتالمتحدة فقد أبدى تحفظه حول ترابط الخلل النظري أو فقدان النظر مع استعمال تلك العقاقير ولكنه شدد على أهمية إدراك احتمال حدوثهما من قبل الأطباء والمرضى، وأوضح أنه رغم أن هنالك حالات نادرة جداً من أصل ملايين الوصفات التي استعملت عالمياً إلا أن عددها قد يزداد في المستقبل بعد التنبيه عن احتمال حدوثها ووافق الكثير من الاخصائيين على تلك النظرية إلا أنهم شددوا أنه رغم أن نسبة حدوث تلك الحالة النظرية ضئيلة جداً إلا أنه يتوجب على أي طبيب قبل وصفه إحدى العقار المنشطة جنسياً التحري عن عدم إصابة المريض بحالة وراثية تدعى التهاب الشبكية الصباغي، أو غيرها من الآفات الشبكية التي تشمل تنكس البقعة الشبكية واعتلال الشبكية نتيجة داء السكري تحت إشراف طبيب العيون الذي قد يشارك في المعالجة في بعض تلك الحالات واكتشاف أي خلل قد يطرأ في النظر بعد استعمال إحدى تلك العقاقير كالفياغرا والسياليس وليفيترا رغم أن تأثيرها على العين لا يزال غامضاً ونسبته إذا ما حصل ضئيلة جداً مقابل نتائجها الممتازة في معالجة العجز الجنسي على المدى الطويل، وسلامة استعمالها من قبل الملايين من المرضى في كل أنحاء العالم. والجدير بالذكر أنه من الضروري تأكيد ترابط تلك العقاقير مع حدوث الاضطرابات النظرية بدراسات دقيقة ومتقدمة قبل الجزم عند تأثرهما وخلف القلق لدى المرضى حول احتمال الإصابة بها، وهو لا يزال غير مؤكد، ويعوق استعمالهم لتلك المعالجة الناجحة والسليمة لاستعادة طاقتهم الجنسية والتمتع بحياة رغيدة وممتعة.