كشفت نتائج دراسة مسحية حديثة صدرت مؤخراً عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المشكلة في هدر استهلاك الطاقة بالمملكة تعود بالدرجة الأولى إلى القصور المعرفي لدى المواطنين بطرق الترشيد المثلى. واتضح من خلال نتائج هذه الدراسة التي أجريت على عينة عشوائية بلغت أربعة آلاف مواطن ومواطنة من مختلف مناطق المملكة، مدى حاجة المجتمع لتكثيف حملات ورسائل التوعية بترشيد استهلاك الطاقة، مع التركيز على الجوانب المعرفية في حملات التوعية الإعلامية التي تنفذها الجهات المعنية بشؤون استهلاك الطاقة في المملكة. وأوصت الدراسة التي أعدها أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور عبداللطيف العوفي المتخصص في الحملات الإعلامية بضرورة استخدام الإعلام الجديد في برامج وحملات التوعية، حيث أضحى انتشاره كبيراً بين كافة فئات المجتمع وشرائحه العمرية. وقد بينت الدراسة انتشار الانترنت في المجتمع السعودي بنسبة 83%، كما أفاد 53% من أفراد عينة الدراسة باستخدامهم الفيسبوك بشكل يومي، بينما بلغ عدد مستخدمي التويتر 45% يومياً. وأشار الباحث إلى أن ما يقارب نصف العينة المبحوثة لا يعرفون وقت ذروة استهلاك الكهرباء في المملكة، حيث تعد هذه نسبة عالية تحتاج إلى تضمينها في برامج التوعية، كما يرى ما يقارب 51% بان استهلاكهم للكهرباء في منازلهم يعد مرتفعاً، ويؤمن 64% من أفراد العينة بأهمية استخدام العزل الحراري عند البناء. وحول أحد أهم المؤشرات المعرفية في هذه الدراسة وهي بطاقات كفاءة الطاقة التي يمكن عن طريقها معرفة مدى استهلاك الجهاز أو الآلة للكهرباء، اتضح أن 72% من الجمهور لا يعرف ماهية البطاقة وأهميتها ولا دورها في تحديد حالة الجهاز وكفاءته في استهلاك الطاقة، مقابل 28% فقط يعرفون ماهيتها ودورها في تعريف المستهلك بكفاءة الجهاز. وفيما يتعلق باستخدام وسائل وطرق الترشيد، بينت الدراسة أن ما يقارب من 57% يحرصون بشكل عملي على ترشيد الطاقة، مقابل 20% لا يفعلون ذلك، و24% لا يعرفون. وأكد 43% أنهم قاموا بعمليات العزل الحراري عند بنائهم لبيوتهم مقابل 19% لم يفعلوا ذلك، كما بين 56% من أفراد العينة أنهم لا يتركون مكيف الهواء في وضع التشغيل إذا كانوا خارج الغرفة مقابل 33% يتركونه في وضع التشغيل. وكشف العديد من أرباب المنازل عن معاناتهم من ارتفاع فاتورة الكهرباء شهرياً على الرغم من مطالبتهم لزوجاتهم وأولادهم بترشيد الكهرباء، كما يحرص 51% على متابعة صيانة الأجهزة الكهربائية في المنزل. كما ذكر 55% منهم أنه ينظر عند شراء الأجهزة للسعر والصناعة دون آي شي آخر، في حين يعتمد 43% من العينة على أقوال البائع وتسويقه لبضاعته. ودللت الدراسة على الأهمية البالغة والدور الكبير للأم في قضية التوعية بترشيد استهلاك الطاقة والدور المحوري الذي تلعبه في المنزل، إذ ذكرت العديد من ربات المنازل اللاتي أجبن على الاستبيان حرصهن ومتابعتهن بأنفسهن عملية إطفاء المكيفات والإضاءة بنسب 81% و 79% على التوالي. كما أكد 79% منهن على مطالبتهن الأولاد بترشيد استهلاك الطاقة، وأفصح 70% أنهن يراقبن الخدم المنزلي في كيفية استخدام الطاقة . وأوصت الدراسة بضرورة تجديد وتحديد الأنظمة واللوائح والقوانين الخاصة بترشيد الطاقة بما يخدم المجتمع، وذلك عطفاً على تجارب الدول الأخرى، كما أنه من الأهمية إعطاء المواصفات والمقاييس عناية خاصة في الأجهزة بالشكل الذي يسهم في ترشيد الطاقة. مع الاهتمام بوضع برامج تدريبية لترشيد الطاقة موجهة للجهات الحكومية والقطاع الخاص، فضلاً عن حث الجهات المختلفة على الاهتمام بإحداث إدارات تختص بترشيد الطاقة مع توضيح العوائد المادية التي تتحقق لدى الجهات التي تعتمد هذا التوجه.