إذ نستذكر اليوم نجاح الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، في توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد مما يعد بمثابة تحقيق أول وحدة عربية في العصر الحديث، فإننا نتوقف ونتأمل مسيرة الخير والنماء والانجازات الجبارة والكبيرة على مستوى الوطن منذ عهد المؤسس -رحمه الله- حيث دأبت المملكة العربية السعودية على مسابقة الزمن لتوفير العيش الكريم للمواطنين ويتجلى ذلك بكل وضوح من خلال الاهتمام بالمشاريع التنموية التي شهدتها المملكة والتي من شأنها أن ترتقي لطموحات المواطنين في كافة المجالات الاقتصادية والصحية والعلمية والتقنية وغيرها وحتى عهد النهضة الكبرى التي نعيشها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - سانده فيها إخوته الأوفياء الأمير سلطان والأمير نايف - رحمهما الله - . وسلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. ومن القطاعات التي أولاها خادم الحرمين الشريفين العناية والاهتمام القطاع الصحي وفي هذا المجال يقوم مجلس الخدمات الصحية بالتنسيق والتكامل بين الجهات الصحية في المملكة لضمان الوصول إلى مستوى صحي متميز، ويعمل على وضع التنظيمات التي تضمن التنسيق والتكامل بين الجهات الصحية المختلفة في المملكة لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية بطريقة ميسرة ومأمونة بما يمنع الازدواجية وإهدار الموارد ويحقق العدالة في توزيع الخدمات الصحية، وكذلك العمل مع الجهات الصحية والقطاعات ذات العلاقة بما يضمن تنفيذ برامج وطنية تساهم في تعزيز الصحة، ويسعى مجلس الخدمات الصحية لتحقيق رؤيته في التنسيق والتكامل بين الجهات الصحية في المملكة بما يحقق تحسين الصحة وخفض معدلات المرض والعجز والوفاة، وهي الأهداف التي يحثنا عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ومن أهم مهام واختصاصات المجلس قيامه بإعداد إستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة والتي اعتمدها مجلس الوزراء بقراره رقم (320) وتاريخ 17/9/1430 حيث تتمثل الرؤية التي تنطلق منها الإستراتيجية والرسالة التي تحملها في الوصول لتحقيق الهدف الصحي العام، وهو الوصول إلى أفضل مستوى صحي ممكن للسكان عن طريق تحسين الصحة وخفض معدلات المرض والعجز والوفاة وذلك برفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطن وضبط جودتها وحفظ حقوق المريض وتحقيق هدف النظام الصحي بضمان توفير الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة لجميع السكان، وتيسير الحصول عليها وتقديمها بطريقة عادلة وجيدة ومأمونة من خلال التوزيع المتوازن للخدمات الصحية جغرافياً وسكانيا وتيسير الحصول عليها واللامركزية في إدارة المنشآت الصحية كما تتضمن إستراتيجية الرعاية الصحية إنشاء مركز وطني للمعلومات الصحية ومركز وطني للبحوث الصحية وتضم تحت مظلتها مشاريع تقنية ستساعد في تحسين الخدمات الصحية في المملكة بإذن الله منها تطبيق الترميز الدولي للأمراض والذي يهدف للعمل على تحسين التوثيق الطبي ، وإعداد نظام للتعاملات المالية مبني على التشخيص الطبي للمريض . وفي الختام أود أن ارفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، وللأسرة الحاكمة والشعب السعودي. بمناسبة احتفالنا بذكرى تأسيس وطننا الحبيب، المملكة العربية السعودية، ومرور اثنين وثمانين عاما، منذ إعلان مملكتنا الحديثة على تراب هذه الأرض المباركة. *الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية