احتفلت المملكة قيادة وشعباً بالذكرى الواحدة والثمانون لإعلان توحيد هذه البلاد المباركة، على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والذي أمضى أكثر من ثلاثين عاماً في نضال وجهاد لتوحيد بقاع هذه الوطن المترامي الأطراف، وبهذه المناسبة يسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولكافة أفراد الشعب السعودي. غني عن القول أن نجاح الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، في توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد يعد بمثابة تحقيق أول وحدة عربية في العصر الحديث، وكانت ثمار هذا العمل البطولي أن بدل الشتات والتقاتل والجوع والمرض بالوحدة والسلام والأمن والصحة والغنى. وفي هذه الذكرى العزيزة يحق لنا أن نكبر وقفات الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي لا يدخر جهداً إلاّ بذله لصالح المواطن ورفاهيته، وجميعنا يتذكر أوامره الكريمة التي تصب دوماً في مصلحة المواطن وتحسين أوضاعه، والتي استفاد منها كل مواطن ومواطنة، ولامست الجميع. أن هذه المناسبة فرصة لمراجعة مسيرتنا وانجازاتنا، بل ووضع الخطط وإطلاق البرامج والمشاريع النافعة التي من شأنها التطوير والارتقاء وإسعاد الإنسان السعودي لمستقبل أكثر إشراقاً. وإن هذا الوطن ينتظر منا الكثير لنقدمه حتى تستمر مسيرة الانجازات وتتواصل قفزات التنمية في كافة المجالات والقطاعات في ظل الدعم اللا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وانتهز الفرصة للتنويه بما يلقاه القطاع الصحي من اهتمام وعناية من خادم الحرمين الشريفين، فبفضل الله ثم بتوجيهاته ومتابعته، يتم افتتاح المراكز الصحية والمستشفيات والمشاريع الصحية الأخرى في كافة أرجاء وبقاع هذا الوطن الحبيب والتي تهدف لخدمة ورفاه المواطن السعودي، وما وجده قطاع الصحة من عناية وحرص تجلى في كثير من الشواهد من أهمها رصد الميزانيات التي تعد الأكبر، وتذليل الصعوبات والعقبات أمام نمو وتميز هذا القطاع سواء بتوفير الأجهزة والمعدات المتطورة إلى التعليم والتدريب للعنصر البشري مرورا ببناء المنشآت والمستشفيات والمشاريع الحيوية التي تستهدف العناية بإنسان هذا الوطن وتقدمه. ومن القطاعات الحكومية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين العناية والاهتمام، مجلس الخدمات الصحية، الذي يعمل على تطوير النظام الصحي وترابطه وتحسين أدائه، والذي أنشئ بالمرسوم الملكي رقم 11/م وتاريخ 23/3/1423ه يرأسه معالي وزير الصحة وبعضوية ممثلين عن الخدمات الصحية في كل من رئاسة الحرس الوطني، ووزارة الدفاع والطيران، ووزارة الداخلية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ووزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم، والقطاع الخاص مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وجمعية الهلال الأحمر السعودي، ومجلس الضمان الصحي، والهيئة العامة للغذاء والدواء. ويقوم المجلس بالتنسيق والتكامل بين الجهات الصحية في المملكة لضمان الوصول إلى مستوى صحي متميز، ونعمل في المجلس على وضع التنظيمات التي تضمن التنسيق والتكامل بين الجهات الصحية المختلفة في المملكة لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية بطريقة ميسرة ومأمونة بما يمنع الازدواجية وإهدار الموارد ويحقق العدالة في توزيع الخدمات الصحية، وكذلك العمل مع الجهات الصحية والقطاعات ذات العلاقة بما يضمن تنفيذ برامج وطنية تساهم في تعزيز الصحة، ويسعى مجلس الخدمات الصحية لتحقيق رؤيته في التنسيق والتكامل بين الجهات الصحية في المملكة بما يحقق تحسين الصحة وخفض معدلات المرض والعجز والوفاة، وهي الأهداف التي يحثنا عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وإننا في هذه المناسبة نجدد الوعد بالعمل الدؤوب المتواصل لتحقيق هذه الرؤية والرسالة لينعم إنسان هذا الوطن المعطاء بالسعادة والخير العميم في كافة ربوع وأجزاء مملكتنا الحبيبة. وكل عام والجميع بألف خير وسعادة والى الأمام لتحقيق المزيد من الانجازات والتطور. *الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية