أنتج قرار وكالة الحدود البريطانية بسحب رخصة رعاية التأشيرات التي يعطيها حق قبول الطلاب من خارج دول الاتحاد الأوروبي والتي يستفيد منها الطلبة الأجانب المسجلون في جامعة لندن متروبوليتان نظراً لوجود مخالفات في اقامتهم ارتباكا كبيرا وملحوظا على الطلاب والأساتذة والأهالي على حد سواء. إذ سيؤثر هذا القرار على قرابة 2700 طالب أجنبي في جامعة لندن ميتروبوليتان منهم حوالي مئتي طالب سعودي. أصدر هذا القرار بعدما أكدت وزارة الداخلية البريطانية على أنها عثرت على أكثر من ربع الطلاب في تلك الجامعة ممن لا يحق لهم الإقامة على الأراضي البريطانية. وجاءت هذه المزاعم بعد فحص عينة عشوائية من ملفات الطلبة الأجانب في الجامعة، والتي تبين منها أن أكثر من ربع الطلبة لا يمتلكون حتى تصريحا بالإقامة في البلاد. كما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، انه اطلع على تفاصيلها وتأكد من حدوث «انتهاكات حقيقية» في الجامعة. لكنه في الوقت نفسه حرص على سمعة بريطانيا في استضافة الطلاب الأجانب، إذ قال أمام البرلمان البريطاني خلال جلسته "أريد أن أرى أبواب بريطانيا مفتوحة للطلاب" بناء على الإجراءات السلمية. ومن جانبها، أكدت وكالة الحدود البريطانية أن "نسبة كبيرة من الطلبة لا يجيدون اللغة الإنجليزية بصورة كافية، فضلا عن عدم وجود أي دليل يفيد بحضور نصف هؤلاء الذين تضمنتهم العينة للمحاضرات في الجامعة". أظهرت أرقام وكالة الحدود البريطانية أنه من بين الحالات ال101 التي تضمنتها العينة، هناك 26 طالبا قاموا بالدراسة في الجامعة في الفترة بين شهري ديسمبر ومايو على الرغم من أنهم لا يمتلكون تصريحا للإقامة في المملكة المتحدة. وأكدت عملية فحص سجلات 250 طالبا أن غياب الرقابة الكافية أدى إلى عدم وجود أي دليل على حضور 142 طالبا المحاضرات من الأساس. وعلاوة على ذلك أظهرت عملية فحص لسجلات الطلبة منذ مايو الماضي والخاصة باجتياز الطلبة لاختبار إلزامي للغة الإنجليزية والمؤهلات الأكاديمية التي حصلوا عليها أن 20 من أصل 50 طالبا تم فحص ملفاتهم قد حصلوا على تقييمات ضعيفة، وأن مستنداتهم كانت إما غير موجودة أو لم يتم التحقق منها. أسفر ارتباك وخوف الطلاب على مستقبلهم الدراسي عن مظاهرة طلابية أمام مقر الحكومة البريطانية في العاصمة لندن. خرج طلاب من الجامعة في مسيرة أمام وزارة الداخلية البريطانية للمطالبة بإلغاء القرار وحماية الطلاب المهددين بالترحيل. وشارك أساتذة وموظفون من الجامعة أيضا في التظاهرة التي طالبت ب "العدالة" وبرفع يد «الوكالة البريطانية للحدود» عن الجامعات البريطانية. وهذا القرار يشمل أيضاً الطلبة الملتحقين بالفعل بالجامعة والذين يمتلكون تأشيرات سليمة ومع هذا أمامهم 60 يوما للالتحاق بإحدى الجامعات أو الكليات الأخرى. وفي حال فشل الطلبة في القيام بذلك، يتعين عليهم حينها مغادرة البلاد طواعية، وإلا سيتم فصلهم إداريا. أما الطلبة الجدد الذين كانوا يتوقعون البدء في الدراسة في أوائل شهر أكتوبر والذين يمتلكون تأشيرات سليمة، فقد تم إلغاء هذه التأشيرات. مستقبل الطلبة السعوديين شرعت الملحقية الثقافية السعودية في لندن، في تشكيل لجنة لمتابعة مشكلة الطلبة السعوديين الدارسين في جامعة لندن متروبوليتان، إثر القرار الذي اتخذته وكالة الحدود البريطانية بإيقاف العمل بالتأشيرات الدراسية الصادرة عن الجامعة. عدد الطلاب الواقعين في المشكلة يبلغ نحو 154 طالبا وطالبة، وهناك طلاب آخرون لا يقعون في المشكلة ذاتها وهم طلاب مرحلة الماجستير المشارفون على التخرج، وطلاب السنة الثالثة في مرحلة البكالوريوس، أو المرافقون لأخواتهم أو زوجاتهم أو بناتهم. هذا وقد نقل بيان صدر عن الملحقية، تأكيد الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل، الملحق الثقافي السعودي في لندن، أن الملحقية ستساعد كل طالب، وتيسر أمر انتقاله إلى أي جامعة أخرى حسب الأنظمة المتبعة في بريطانيا. وقال: «إن الفريق المشكل لمعالجة الوضع سيدرس حالة كل طالب يدرس بالجامعة، ويعمل على مساعدته في الحصول على مقعد في جامعة أخرى، لمواصلة دراسته وإكمال مرحلته العلمية دون أن تتأثر حالته الدراسية، أو وضعه باعتباره طالبا مبتعثا مستمرا». وأضاف د. أبا الخيل "إن الملحقية تواصلت مع الطلبة عبر البريد الإلكتروني لإبلاغهم بما يتوجب عليهم إجراؤه، ويشمل ذلك تحديد المعلومات والمستندات التي قد تتطلبها عملية مساعدتهم في الحصول على مقاعد في جامعات أخرى لمواصلة دراستهم". اعتماد 11 جامعة لتحويل المبتعثين.. والمباحثات مستمرة مع جامعات أخرى لقبول الطلبة ولفت الملحق الثقافي إلى تواصل فوري، وقت ورود النبأ لدى الملحقية، مشيرا إلى أنه بحث مع مدير جامعة لندن متروبوليتان أوضاع الطلبة السعوديين الدارسين في الجامعة، وسبل التعامل مع قرار الوكالة البريطانية. وأشار البيان إلى: "الترتيب لاجتماعات مع بعض المسؤولين في الجامعة لمواصلة بحث الحلول الممكنة لكافة الطلبة السعوديين". وبين الدكتور أبا الخيل أن الملحقية تتواصل مع كل من وزارة التعليم العالي وسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن لمساعدة كل طالب وإنهاء إجراءاته مع الجامعة وتيسير أمر انتقاله إلى أي جامعة أخرى حسب الأنظمة المتبعة في بريطانيا وبما يحقق له الاطمئنان وسهولة الانتقال. فريق الملحقية ينجز 50 قبولاً وصرح د. أبا الخيل أن الفريق المكلف بمعالجة أوضاع المبتعثين والمبتعثات في جامعة لندن ميتروبوليتان يواصل عمله الذي يتمثل في الاتصال المباشر بالمبتعثين في تلك الجامعة الذين كان الكثير منهم يقضون إجازتهم السنوية في المملكة لإشعارهم بما ينبغي عليهم فعله، وإعداد ملف خاص بكل مبتعث ومبتعثة من أجل تقديمه إلى الجامعات التي يمكن الطالب الانتقال إليها. بالاضافة الى التواصل مع الجامعات البريطانية في لندن لتيسير انتقال المبتعثين والمبتعثات إليها حسب رغباتهم وبما يتناسب مع تخصصاتهم من خلال إحصائية تفصيلية تشمل الأعداد والتخصصات والمراحل الدراسية، وإنشاء بريد إليكتروني خاص بالدارسين في الجامعة للتواصل المباشر مع الملحقية ([email protected]). واكد الملحق أنه خلال عشرة أيام من العمل المتواصل نهاراً وليلاً عقد عدد من الاجتماعات مع الجامعات التي يمكن انتقال الطلبة إليها بمعدل جامعتين في اليوم الواحد وذلك من خلال الزيارات الميدانية المتبادلة بين الملحقية وتلك الجامعات. وقد تم اعتماد إحدى عشرة جامعة شكلت الدفعة الأولى من الجامعات التي اتفق على تحويل المبتعثين بجامعة لندن ميتروبوليتان إليها. وأضاف الدكتور أبا الخيل أن الملحقية أنجزت حتى يوم الإثنين الماضي 50 قبولاً من أصل 174 مازالت الجامعات البريطانية تدرسها. وتأمل الملحقية في الحصول على القبول في أسرع وقت ممكن ليتمكن الطلاب من الالتحاق بالدراسة قبل بداية الفصل الدراسي الذي يبدأ عادة في أواخر شهر سبتمبر الحالي أو بداية أكتوبر القادم. وختم الدكتور فيصل تصريحه بأن الملحقية على استعداد لتفعيل جميع ما لديها من صلاحيات لتخطي هذه العقبة بأقل الخسائر لأبنائنا وبناتنا المبتعثين وتحقيق مآربهم، كما تمنى لجميع المبتعثين عاماً دراسياً مليئاً بالإنجاز والنجاح. الجدير بالذكر أن الملحق الثقافي قد دعا إلى اجتماع مع المبتعثين والمبتعثات الدارسين بجامعة لندن متروبوليتان يوم الجمعة الماضي في الملحقية، وقد حضره العشرات منهم حيث شرح فيه طريقة عمل الفريق المشكل لمعالجة أوضاعهم وكيفية التواصل معه كما شمل حواراً بين المبتعثين والمبتعثات من جهة والملحق الثقافي والفريق من جهة أخرى. وفي آخر التطورات في إطار العمل على معالجة أوضاع المبتعثين في جامعة لندن ميتروبوليتان التقى الملحق الثقافي يوم الإثنين الماضي مدير المجلس البريطاني في الرياض والمستشار الثقافي بالمجلس أدريان تشاديك في الملحقية بلندن. تضمن اللقاء جهود التواصل المستمر وتبادل المعلومات والتعاون بين الملحقية والمجلس في إطار العمل على معالجة أوضاع الطلبة السعوديين المبتعثين في جامعة لندن ميتروبوليتان. وبين مدير المجلس البريطاني بأن وزارة التعليم العالي البريطانية قد أوجدت مكتباً لتدقيق الوثائق ومساعدة الطلبة الأجانب المتأثرين بالقرار في الحصول على قبول في الجامعات الأخرى. بعد اللقاء أفاد الدكتور فيصل أبا الخيل أن الملحقية تستفيد من جميع القنوات والوسائل المشروعة المتاحة لتسريع انتقال المبتعثين من تلك الجامعة مع ضمان مستوى تعليمي لا يقل عما كانوا يتمتعون به فيها حيث إن مشكلة الجامعة هي مخالفات تتعلق بالتأشيرات وليس بالمستوى العلمي لها. الملحق يجتمع بالطلبة احتجاجات في لندن ضد القرار