يعتبر الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري من أشعر الشعراء وأبرزهم، ويعد من المتأثرين بأبي الطيب المتنبي ويتضح ذلك من خلال ما نقرأه من قصائده. لقد مر على الجواهري في حياته أحداث وتحولات مختلفة ساهمت في بناء شخصيته الشعرية، والحق يقال إن الجواهري يرغمك على قراءة شعره وإن الذي يقرأ شعره بتمعن يحس بأنه يستمع إلى الجواهري مباشرة. ويتميز الجواهري بحسن الإلقاء وجودة التعبير أثناء قراءته لشعره ومنظومه. ومن أعظم قصائده قصيدته الوجدانية العاطفية والتي نالت أعجاب الأدباء والشعراء والمثقفين والمتذوقين للشعر والتي عنون لها (بدجلة الخير) والتي نظمها في براغ عام 1962م وهو يمر بحالة نفسية اتضحت هذه الحالة من خلال أبيات القصيدة، وعدد أبياتها 173 بيتاً والتي يقول في مطلعها: حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين حييت سفحك ظمآنا ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين يا دجلة الخير يا نبعاً أفارقه على الكراهة بين الحين والحين إني وردت عيون الماء صافية نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني ومما لفت انتباهي أن كثيراً من الكتاب إذا تحدثوا عن العراق وعن أدب العراق فإنهم يذكرون ويتحدثون عن الجواهري وبلاغته وفصاحته وقصائده ومن أعظم القصائد التي يستشهدون بها على رقة وجودة شعر مهدي الجواهري قصيدة (يا دجلة الخير) وتعتبر من أشهر قصائده في الوطن العربي حتى أن بعض الشعراء كتبوا قصائد بنفس البحر الذي كتب الجواهري قصيدته ومنهم على سبيل المثال الدكتور زاهد محمد زهدي وعنوان قصيدته (يا كعبة الله) ويقول في مطلعها: أتيت حوضك ظمآناً لتسقيني يا كعبة الله يا مسرى الملايين يا مهبط الوحي في أرض يصوغ بها ذكر العقيدة يزكو كالرياحين ومما لاحظته أن بعض الكتاب في الزوايا الرياضية والزوايا المختلفة في وطننا الغالي يذكرون بعض أبيات هذه القصيدة في زواياهم إذا كان المقام مناسباً لذكرها استشهاداً لموضوع المقال. ولقد لاحظت أثناء قراءتي لقصيدة دجلة الخير أن هناك خطأ وقع في أحد أبيات القصيدة وهذا الخطأ واضح وقد سبب هذا الخطأ كسراً في البيت واختلالاً في الوزن واضطراباً في المعنى. وهذا الخطأ لم ألاحظ بالرغم من كثرة اطلاعي للزوايا الثقافية في المجلات والصحف المحلية أن أحداً قام بالتنبيه عليه أو أشار لوجوده بالرغم من كثرة المعجبين بالجواهري بوجه عام وبالقصيدة بوجه خاص. وقد تكرر هذا الخطأ فيما أعلم وظهر لي أربع مرات في ديوان الجواهري المنتشر في أرجاء الوطن العربي وطبع هذا الديوان تحت إشراف وزارة الإعلام العراقية وذلك في الجزء الخامس صفحة 85 في البيت رقم 17 من القصيدة، وكذلك تكرر الخطأ في القصيدة في كتاب (الجواهري في العيون من أشعاره) وهذا الكتاب من إنتاج دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر والخطأ في صحفة 429 في البيت 17 من القصيدة كذلك، ووقع الخطأ في كتاب (ذكرياتي) ومؤلفه الجواهري وهو من إصدار دار الرافدين في دمشق وطبع في عام 1991م والقصيدة في الجزء الثاني من الكتاب في الصفحة 393، ووقع الخطأ أيضاً في كتاب (مذكراتي) للجواهري ويحمل نفس مضمون كتاب ذكرياتي. ونص البيت الذي وقع فيه الخطأ: والساحب يأباه الزق ويكرهه والمنفق اليوم يفدى بالثلاثين وصوابه والساحب الزق يأباه ويكرهه والمنفق اليوم يفدى بالثلاثين ومرجعي في ذلك أمران: الأول: فقد استمعت إلى القصيدة من إلقاء الجواهري نفسه وبصوته. الثاني: كتاب قديم وعنوانه (بريد العودة) للجواهري وطبع عام 1969م أي قبل 35 سنة وذلك بمطبعة المعارف في بغداد وهذا الكتاب موجود لدي في مكتبتي الخاصة. هذا ما أحببت الإشارة إليه حفظاً لحق الجواهري وإيضاحاً وبياناً للصواب والله ولي التوفيق. سعد بن محمد الموينع