قرأت ان الهيئة السعودية للمهندسين سوف تصدر كتاباً عن بناء المسكن «خطوة خطوة في بناء المسكن» ومثل تلك الكتب موجودة في ارفف المكتبات عن كيفية بناء المنزل وهي الكتب التي يكتبها غير المتخصص لغير المتخصص ، أما ان يصدر هذا الكتاب من الهيئة السعودية للمهندسين فهو امر في غاية العجب . فما هو الدافع على جر الناس ان يقوموا بالبناء بأنفسهم ويعيشوا التجربة المرة في بناء المسكن وهي بمثل هذه المواد. اعتقد ان المسكن لو كان كما هو في السابق من مواد محلية سهلة لكان من الممكن قبول تلك التجربة ولكن ان تكون تلك المباني خرسانية ولها تصاميم انشائية وقبل ذلك معمارية فذلك في غاية الخطورة. والعجب انني اطلعت على كتاب لغير متخصص يشرح فيه المؤلف عدد «الكانات» التي يمكن لك ان تضعها في الاعمدة وعدد الاسياخ وكأنه تخرج للتو من أحد أقسام الهندسة المدنية. انه لامر في غاية العجب ان نجعل الشعب كله مقاولين!!. لقد تعرفت في هذه الحياة على مدرسين يقموا بتعليم الصبية صباحا وفي المساء يلبس ثوب الهندسة في تجارب مريرة مع صناعة الانشاءات التي لا يحسن الا ارقام الهواتف للنجار والبناء والمليص والسباك ليقول لهم «انتا فيه يجي بكرا فيه شغل انا». وبدلا من ان نطالب الهيئة السعودية للمهندسين ان تضع حداً لهذا الامر نفاجئ بانها تشارك هي الاخرى في صب الزيت على النار ليصبح العمار فعلا قطعة من نار وتعلم المواطن كيف يتعذب خطوة بخطوة!!.