قتل 31 شخصاً على الاقل وأصيب أكثر من 200 بجروح في قصف جوي شنته مقاتلة تابعة للجيش السوري على مدينة أعزاز التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في ريف حلب، فيما تواصلت المواجهات في محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق. وجاءت هذه التطورات الميدانية المتسارعة بعيد اعلان المعارضة السورية المسلحة أمس مسؤوليتها عن تفجير قالت إنه استهدف ضباطا في قيادة أركان الجيش السوري قرب الفندق الذي يقيم فيه مراقبو الأممالمتحدة في دمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس "تم توثيق استشهاد 23 مواطنا حتى اللحظة بينهم اطفال ونساء اثر قصف تعرض له الحي المجاور لسجن اعزاز والذي كان يضم شعبة حزب البعث"، لافتا الى ان "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود اكثر من 200 جريح بعضهم في حالة خطرة ووجود مواطنين تحت الانقاض". واشار عبدالرحمن الى "اصابة اربعة من اللبنانيين ال 11" الذين تحتجزهم احدى المجموعات المسلحة في المدينة "بجروح خطرة"، في حين اصيب السبعة الباقون "بجروح طفيفة". وكانت مجموعة مسلحة سورية خطفت في 22 أيار/مايو 11 لبنانيا كانوا يقومون بزيارة اماكن مقدسة في سورية. وافاد مراسل فرانس برس ان القصف اثار حالة هلع في مدينة اعزاز وسارع مئات الاشخاص معظمهم نساء واطفال مساء الاربعاء في اتجاه الحدود التركية المجاورة. وفي الموقع الذي تعرض للقصف، شاهد المراسل عشرات الاشخاص يبكون ويصرخون ويحاولون البحث بين الانقاض عن ناجين. واضاف ان القصف سوى نحو عشرة منازل بالارض وتحطمت جدران العديد من المنازل في محيط المكان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن نقلا عن ناشطين في اعزاز ان "طائرة ميغ اخترقت جدار الصوت تلاها مباشرة صاروخ استهدف الحي المجاور لسجن اعزاز"، مشيرا الى "دمار هائل نتيجة القصف". واضاف ان من بين القتلى "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وهناك جرحى من المختطفين اللبنانيين". ميدانيا ايضا، اوضح عبدالرحمن ان الاشتباكات في محيط مقر رئاسة الوزراء في دمشق اندلعت "بعد استهداف المقاتلين المعارضين للمقر بقذائف آر بي جي"، موضحا انه "ما زال غير معلوم ما اذا اصابت القذائف المبنى او سقطت حوله". واضاف ان الاشتباكات تدور "لجهة بساتين الاخلاص خلف مبنى مقر رئاسة الوزراء ومبنى السفارة الايرانية الجديد"، موضحا ان قوات الامن تقوم "بحرق البساتين في هذه المنطقة التي انطلقت منها قذائف الآر بي جي باتجاه مبنى السفارة الايرانية الجديد الذي ما زال قيد الانشاء". وافادت مراسلة وكالة فرانس برس في دمشق عن "سماع اصوات اشتباكات عنيفة واطلاق نار كثيف في بساتين الرازي الواقعة في المنطقة الممتدة خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء والمبنى الجديد للسفارة الايرانية". واضافت انها شاهدت "شاحنة عسكرية عليها مدفع رشاش صغير ومحملة بجنود الجيش النظامي تغادر منطقة الاشتباكات التي غطت سماءها سحب من الدخان الاسود". وفي مدينة حلب ، افاد مراسل فرانس برس في المنطقة ان القوات النظامية تحاول فتح جبهة جديدة من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة تمهيدا لاقتحام المدينة. وقال ابوعبيدة وهو قائد ميداني في الجيش الحر ل"فرانس برس ان "جيش الاسد يسعى لتطويق الجيش السوري الحر والدخول الى المدينة من جهة الجندول وصلاح الدين". من جهته، افاد عبدالرحمن فرانس برس ان "القصف يطال تقريبا كل الاحياء التي تقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين"، مشيرا الى ان "اشتباكات عنيفة تدور في سيف الدولة وصلاح الدين" بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. من جهة اخرى استطاع المقاتلون المعارضون في ادلب (شمال غرب) "السيطرة على ساحة معبر باب الهوى الحدودي القديمة" في سرمدا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي "تكبدت خسائر فادحة بالمعدات"، بحسب المرصد. في المقابل، اقتحمت القوات النظامية في درعا (جنوب) بلدة طفس بعد "قصف واشتباكات عنيفة منذ عدة ايام وبدأت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع احراق منازل في البلدة"، بحسب المرصد ايضا. وحصدت اعمال العنف في سورياة أمس 85 قتيلاً منهم 61 مدنياً وسبعة من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى 17 من القوات النظامية. وفي وقت سابق، اعلن التلفزيون السوري في شريط اخباري وقوع "انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق"، مضيفا ان "الانباء تشير الى ثلاثة جرحى". واوضح في وقت لاحق ان "الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الاركان العامة". واكد ان ايا من اعضاء وفد الاممالمتحدة لم يصب بأذى. واعلن الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين منشقين عن الجيش السوري ومدنيين مسلحين، مسؤوليته عن التفجير مؤكدا انه استهدف مقر الاركان العامة في دمشق. سياسيا، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء الغرب الى عدم "تخريب" اتفاق جنيف حول مبادىء انتقال سياسي في سوريا اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والاممالمتحدة كوفي انان في نهاية حزيران/يونيو. وفي جنيف، اتهم تقرير جديد للجنة تحقيق دولية القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها (الشبيحة) بارتكاب جرائم ضد الانسانية، كما اتهم المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب لكن بدرجة اقل من النظام. في بيروت، تعرض عشرات المواطنين السوريين للخطف أمس كما تم الاعتداء على بعض ممتلكاتهم ومحالهم في مناطق متفرقة من العاصمة اللبنانية ومحيطها من قبل اهالي اللبنانيين الشيعة الذين تختطفهم في سورية مجموعة مسلحة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. وافادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية انه بعد بث تقارير اعلامية تفيد بمقتل بعض اللبنانيين ال11 المختطفين في سورية في القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة اعزاز في ريف حلب "نزل عدد من اهالي واقارب وجيران هؤلاء الى الشوارع وبدأوا بالتعرض للسوريين وممتلكاتهم"، وتحديدا في منطقة التيرو بين منطقتي حي السلم والشويفات جنوببيروت. ولفتت الوكالة الى "ظهور مسلح في منطقة حي السلم والشويفات - التيرو (القريبة من الحي)"، مشيرة الى ان "التعديات شملت تكسير محلات وعربات للبيع وخطف عشرات السوريين". وافاد رئيس رابطة آل المقداد، إحدى اكبر العشائر الشيعية في لبنان، حاتم المقداد وكالة فرانس برس ان "المجلس العسكري في العائلة سيواصل خطف السوريين في لبنان حتى استرداد ابن العائلة حسان المقداد المخطوف في سوريا". وبحسب تقارير اعلامية، تبنت مجموعة مسلحة قالت انها تنتمي للجيش السوري الحر الاثنين الماضي خطف المواطن اللبناني حسان المقداد الذي ظهر في تسجيل فيديو مصابا بكدمات في الوجه. ولفت المقداد الى ان عدد المختطفين السوريين الذين تحتجزهم العائلة حاليا وجرى اختطافهم في بيروت والبقاع "يبلغ 33 شخصا وهو مرشح للارتفاع حتى يصل الى 50 مع حلول الصباح"، لافتا الى ان "احد هؤلا نقيب في الجيش الحر جرى اختطافه من احد المستشفيات اثناء تلقيه العلاج من اصابته". وأكد أن ما تقوم به العائلة "لا يرتبط أبداً بما يقوم به أقارب المخطوفين ال11"، مشدداً على ان "ما نريده هو عودة حسان المقداد لا أكثر". سوري يعرض شظايا قنبلة أمام جثمان طفل قتل في القصف الوحشي الجوي على أعزاز. (أ.ف.ب) عائلات سورية تفر من مدينة أعزاز قرب حلب هرباً من القصف. (أ.ف.ب) مواطن سوري يبكي أمام منازل دمرت بفعل القصف الجوي. (رويترز)