عادت الأوضاع في دمشق للاشتعال مجدداً مع انفجار كبير في مرآب للسيارات تابع لقيادة الجيش السوري ومطل على فندق «داما روز» الذي تقيم فيه بعثة المراقبين الدوليين، بالتزامن مع التجمع العسكري الصباحي اليومي لعشرات الجنود. وقال مصدر عسكري إن الانفجار أدى إلى «كتلة نارية ضخمة خلفت عموداً من الدخان الأسود» نبع من الصهريج الذي كان مركوناً في المرآب. وأدى الانفجار إلى اقتلاع الغطاء الخلفي للصهريج «ما يدل على أن الانفجار وقع نتيجة عبوة ناسفة وضعت في خزانه الخلفي»، بحسب المصدر نفسه. فيما أفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري بأن «الانفجار وقع بالقرب من مرآب هيئة الأركان العامة». وأكدت الناطقة باسم البعثة الدولية جولييت توما لفرانس برس أن «أياً من أعضاء البعثة لم يصب بأذى بسبب الانفجار». في موازاة ذلك، شهد محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد بأن الاشتباكات تدور «في جهة بساتين الإخلاص خلف مبنى مقر رئاسة الوزراء ومبنى السفارة الإيرانية الجديد»، مشيراً إلى إطلاق معارضين قذائف «أر بي جي» باتجاه مبنى السفارة الإيرانية الجديد الذي ما زال قيد الإنشاء. وفي الجزء الشمالي من دمشق قال نشطاء إنهم سمعوا دوي انفجار كبير. وأوضح تسجيل فيديو بثه اتحاد شباب سورية نيراناً وأعمدة دخان تتصاعد من المنطقة قرب ساحة العباسيين. وانفجرت قنبلة في وسط دمشق قرب عدد من المباني العسكرية وفندق يقيم به مراقبو الأممالمتحدة مما أسفر عن إصابة ثلاثة وتصاعد عمود من الدخان الأسود في السماء فوق العاصمة. ولم تحدث إصابات بين العاملين في الأممالمتحدة بسبب الانفجار الذي وقع بعد أربعة أسابيع بالضبط من تفجير أسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد منهم صهره آصف شوكت. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية للصحافيين في مكان الحادث «هذا عمل إجرامي آخر يدل على الهجمة التي تتعرض لها سورية وعلى الطبيعة الإجرامية والمتوحشة للأطراف التي تقوم بهذه الهجمة ولمن يدعمه من الداخل والخارج». وتابع «شهدنا اليوم محاولة أخرى من هذه المجموعات الإرهابية المسلحة من اجل إحداث دمار كبير وإيقاع عدد كبير من القتلى في مكان معروف جيداً (إشارة إلى مقر المراقبين) وعن سابق تصور وتصميم». وأضاف محذراً «تمكن الإرهاب من استهداف مراقبي الأممالمتحدة، يعني انه يمكن أن يضرب في أي مكان». وغطى الرماد والغبار صفاً من سيارات الأممالمتحدة المتوقفة في مكان مجاور. وكانت فاليري أموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة مجتمعة مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي في دمشق عندما وقع الانفجار. ورغم أن الانفجار وقع قرب الفندق لم يتضح المكان المستهدف من التفجير بالتحديد. فالمنطقة تضم أيضاً نادياً لضباط الجيش ومبنى تابعاً لحزب البعث الحاكم كما أنه غير بعيد عن مركز قيادة الجيش. وكان التلفزيون السوري الرسمي اعلن في شريط إخباري وقوع «انفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بصهريج مازوت خلف فندق داما روز في دمشق»، مضيفاً أن «الأنباء تشير إلى ثلاثة جرحى» كحصيلة أولية. وأوضح التلفزيون في شريط إخباري لاحق أن «الانفجار وقع بالقرب من مرأب هيئة الأركان العامة». وأفادت مراسلة «فرانس برس» من العاصمة السورية نقلاً عن مصدر عسكري في مكان الحادث أن «خمسة أشخاص أصيبوا بجروح جراء الانفجار». وأشارت إلى أن «الكثير من سيارات الإسعاف» تتوجه إلى المكان الذي «تتصاعد منه سحب كثيفة من الدخان الأسود». وأعلن الجيش السوري الحر مسؤوليته عن التفجير، مؤكداً انه استهدف مقر الأركان العامة، بحسب ما أفاد احد الضباط القياديين في الجيش الحر لفرانس برس. وقال مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الرائد ماهر النعيمي إن «الجيش (السوري الحر) نفذ هذه العملية التي استهدفت اجتماعاً عسكرياً في مقر الأركان العامة»، موضحاً أن العملية عبارة عن «تفجيرين واحد داخل المقر والثاني خارجه». وأوضح النعيمي أن هذه العملية «خطط لها ضباط محترفون وحصلت في الساعة 8.05 (5.05 تغ) صباح امس بالضبط وقت حصول الاجتماع اليومي في المقر»، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع «يجمع شبيحة وضباطاً من الجيش وتوزع فيه المهمات اليومية». ولفت إلى أن المقر يضم «مخزناً للأسلحة والذخيرة والوقود». ورفض الكشف عن طريقة حصول التفجير أو ما إذا كان هناك تعاون من داخل المقر مع الجيش الحر. وقال إن لا حصيلة عن إصابات، لكنه أوضح انه أثناء حصول الاجتماع «يتواجد في المقر ما لا يقل عن 150 شخصاً بينهم 10 ضباط مسؤولين عن قمع التظاهرات». وفي هذا السياق، اعلن لواء «الحبيب المصطفى» التابع للجيش الحر على صفحته الرسمية على الفايسبوك انه «تم والحمد لله وضمن عملية نوعية مشتركة للواء الحبيب المصطفى ولواء أحفاد الرسول (التابع للجيش السوري الحر) استهداف مركز قيادة الأركان العسكرية ضمن العاصمة دمشق في منطقة ساحة الأمويين». وأعلن اللواء أن الهجوم «أدى إلى مقتل عدد كبير من شبيحة (الرئيس السوري بشار) الأسد والقيادات المتواجدة ضمن الاجتماع الصباحي الاعتيادي للقيادة». كما أعلنت جماعة تطلق على نفسها لواء أحفاد الرسول مسؤوليتها عن التفجير الذي قالت إنه أسفر عن مقتل 50 جندياً. وكثيراً ما تعلن جماعات مختلفة لمقاتلي المعارضة مسؤوليتها عن هجمات ولا يتضح عادة الجهة الفعلية المسؤولة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان بأن «انفجاراً عنيفاً هز دمشق صباحاً ناجماً عن انفجار صهريج مازوت خلف فندق داما روز (مريديان سابقاً) ويعتقد أن مديره قريب مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان». كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان بأن «انفجاراً ضخماً هز العاصمة دمشق ودخان اسود كثيف يشاهد في سماء العاصمة». في موازاة ذلك شهد محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري. وأوضح المرصد أن الاشتباكات اندلعت «بعد استهداف المقاتلين المعارضين للمقر بقذائف آر بي جي»، موضحاً انه «ما زال غير معلوم ما إذا أصابت القذائف المبنى أو سقطت حوله». وأضاف أن الاشتباكات تدور «من جهة بساتين الإخلاص خلف مبنى مقر رئاسة الوزراء ومبنى السفار الإيرانية الجديد»، موضحاً أن قوات الأمن تقوم «بحرق البساتين في هذه المنطقة التي انطلقت منها قذائف آر بي جي باتجاه مبنى السفارة الإيرانية الجديد الذي ما زال قيد الإنشاء». وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس في دمشق عن «سماع أصوات اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف في بساتين الرازي الواقعة في المنطقة الممتدة خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء والمبنى الجديد للسفارة الإيرانية». وذكرت أنها شاهدت «شاحنة عسكرية عليها مدفع رشاش صغير ومحملة بجنود الجيش النظامي تغادر منطقة الاشتباكات التي غطت سماءها سحب من الدخان الأسود». أفادت بأن قوات الأمن تقوم بالتحقق من هويات الأشخاص المتوجهين إلى منطقة البساتين. وفي هذا الإطار، اكد مصدر امني في دمشق لفرانس برس «حصول اشتباكات خلف مقر رئاسة مجلس الوزراء»، مشيراً إلى أن مبنى السفارة الإيرانية الجديد يبعد نحو مئة متر عن المقر. وذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري أن «الجهات المختصة تداهم وكراً للإرهابيين المرتزقة في بساتين الرازي بالمزة وتقتل أعداداً منهم وتلقي القبض على آخرين». وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن «دوي انفجار ضخم في منطقة المزة وسط انتشار أمني كثيف عند مفرق الطواحين مترافق مع إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات النظام المتمركزة عند حاجز المتحلق وبالقرب من مسجدي الإخلاص والنذير». وفي حلب، شهدت أحياء المدينة وخصوصاً سيف الدولة وصلاح الدين والسكري عمليات قصف من قبل القوات النظامية، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في حي سيف الدولة، وذلك غداة يوم شهد مقتل 151 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولفت المرصد إلى انه في مدينة حلب «تتعرض أحياء سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة». وفي ريف حلب، أوضح المرصد أن «الاشتباكات العنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين يحاولون السيطرة على سد تشرين»، لافتاً إلى أن «تجمعات مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة تتعرض للقصف من خلال المروحيات». وأفاد عن مقتل مدني في قرية كفرحمرة اثر القصف الذي تعرضت له القرية في ريف حلب. وتحدث ناشطون وحقوقيون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح نتيجة قصف شنه الطيران الحربي السوري على مدينة أعزاز التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في ريف حلب. وقال المرصد السوري في بيان أن «عشرات الشهداء والجرحى سقطوا اثر القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة أعزاز»، في حين نقل مراسل فرانس برس في المنطقة عن شهود أن ما لا يقل عن 10 منازل سويت بالأرض. وقال المرصد نقلاً عن ناشطين في أعزاز إن «طائرة ميغ اخترقت جدار الصوت تلاها مباشرة صاروخ استهدف الحي المجاور لسن أعزاز»، مشيراً إلى «دمار هائل نتيجة القصف». وأضاف أن من بين القتلى «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وهناك جرحى من المختطفين اللبنانيين ال 11» الذين تحتجزهم إحدى المجموعات المسلحة في المدينة. وقال شهود لمراسل فرانس برس إن طائرة حربية أطلقت صاروخاً باتجاه احد أحياء مدينة أعزاز «مدمرة منطقة بمساحة 800 متر مربع»، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 10 منازل سويت بالأرض. ولفت إلى انه تم انتشال خمس جثث بينما لا يزال ما لا يقال عن 15 شخصاً محتجزاً تحت الأنقاض. وأوضح أن السكان يبحثون عن الضحايا بين الأنقاض. وذكر الشاهد أبو عمر، وهو مهندس في العقد الخامس، من مكان الحادث أن القصف استهدف «منطقة مدنية»، مضيفاً أن «كل هذه البيوت كانت تعج بالنساء والأطفال الذين كانوا ينامون خلال الصيام». وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون طفلة ميتة تظهر يدها من بين الأنقاض، بينما يتجمع عدد من الأهالي فوق الأنقاض وهم ينتشلون جثة من بين الركام.