يسابق المذيع فهد السعوي الوقت وهو يحاور ضيفيه في برنامجه الرمضاني "للحوار بقية"، إذ أن المساحة التلفزيونية المتاح له التحرك فيها، لا تتجاوز 22 دقيقة، يحاول فيها السعوي، الذي يعود لشاشة MBC بعد انقطاع دام عامين كاملين، أن يضغط موضوع الحلقة الكبير داخل صندوق الوقت الضيق، وغالباً يمر هذا الوقت قبل أن يصل موضوع الحلقة إلى مبتغاه، مجسداً -وإن في شكل قسري- حقيقة أن "للحوار بقية" فعلاً. لكن السعوي نجح في طرح تساؤلات كبيرة، وخاض في مناطق لم يسبق له الخوض فيها، وكشف عن وجه وضاء لمحاور تلفزيوني جيد، يستقي إثارته المنشودة من أفكار ضيوفه وليس من نبش خصوصياتهم وتقليب أرشيف آرائهم ما ظهر منها وما بطن. ويحسب للسعوي الذي ظل 6 سنوات رفيقاً تلفزيونياً للدكتور الشيخ سلمان العودة في برنامجي "الحياة كلمة" و"حجر الزاوية"، أنه خلع عباءته القديمة، لكن ظل مخلصاً لأدواته التلفزيونية كمقدم هادئ، يجاذب ضيوفه أطراف الحوار في سلاسة تحيط بها ابتسامات محبة كثيرة، ولا مكان فيها للاقتصاص أو الاقتناص. ويركز البرنامج الذي يستضيف شخصين كل حلقة على تعاطي المجتمع السعودي لمجموعة من الظواهر، سواء من خلال وجهة نظر فردية أو مؤسسية، أو حتى من خلال منتمي الإعلام الجديد ورواد شبكات التواصل الاجتماعي، ويقدّم "للحوار بقية" رؤية اتجاهين مختلفين حول قضية ما، بحيث يستضيف في كل حلقة ضيفين، الأول ممن عُرفوا بطرحهم المتواصل حول قضيّة الحلقة، و ضيف يمثّل شبكات التواصل الاجتماعي ليبيّن رؤيته هو وجماهير ساحات شبكات الإعلام الجديد حول تلك القضية، وهي تجربة جديدة في اتجاه مزج رؤى الإعلام الجديد بالرؤية الاجتماعية السائدة.