أكد أستاذ الفقه وأصوله في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي أن الإقصاء مصطلح إعلامي، أكثر من كونه مصطلحاً علمياً، إذ يختلف الناس تختلف في تسمياته، مشيراً إلى أن الإقصاء مصطلح غير محدد، لكنه قد يصل إلى حد الإلغاء لدى عدد من الإقصائيين. وأضاف في حلقة من برنامج «للحوار بقية» أمس، التي يقدمها فهد السعوي على قناة «إم بي سي»: «الإقصاء غير موجود في المجتمع السعودي بصورة جلية، لكنه حاضر لدى الطبقات الثقافية المختلفة». ولفت إلى أن «التوجّه الشرعي في المملكة ليس تياراً، لأن جميع طبقات المجتمع تدخل فيه»، مشيراً إلى أن «الليبرالية» تمارس الإقصاء، «وهذا أمر طبيعي حتى وإن استطاع الليبراليون زعم الحرية». وعن تعرضه للإقصاء، قال السعيدي: «نعم، تعرضت للإقصاء، لأنني أمارسه ويمارسه عليْ». وفي القسم الثاني من البرنامج ظهر الكاتب السعودي في صحيفة «الحياة» سلطان العامر متحدثاً عن الإقصاء بقوله: «إن الحركات الإسلامية، تمارس الإقصاء، من خلال إلغاء المحاضرات والندوات الثقافية... من الذين يمثلون المجتمع الفئة الصغيرة التي تريد منع معرض الكتاب، أو الملايين الذين يشترون الكتب؟». وشدد على أن الإقصاء غير موجود في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ لا يستطيع أحد فيه أن يقصي الآخر. من جهته، ذكر مقدم البرنامج فهد السعوي أن البرنامج يعتمد على تعاطي المجتمع السعودي لمجموعة من الظواهر، سواء من خلال وجهة نظر فردية أم مؤسسية، أم حتى من خلال منتمي الإعلام الجديد ورواد شبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف: «يقدّم «للحوار بقية» رؤية اتجاهين مختلفين حول قضية ما، بحيث يستضيف في كل حلقة ضيفين، الأول ممن عُرفوا بطرحهم المتواصل حول قضيّة الحلقة، وضيف يمثّل شبكات التواصل الاجتماعي ليبيّن رؤيته هو وجماهير ساحات شبكات الإعلام الجديد حول تلك القضية، فهي تجربة جديدة أردنا إيجادها في البرنامج، لمزج رؤى الإعلام الجديد بالرؤية الاجتماعية السائدة، وفي كل الأحوال لن يخلو الأمر من وجود الجرأة في الطرح». وتابع: "من الضروري التعرّف على الواقع الفكري لدى المجتمع السعودي ونظرته لبعض القضايا التي تظهر لديه، خصوصاً مع وجود جيل جديد بات له حضوره الفعال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويتناول عبرها الكثير من القضايا بأساليب وآراء متنوّعة"، فيما يؤكد أن البرنامج سيعتمد بشكل كبير على هذه المواقع من خلال رصد آراء روادها والتواصل معهم للحديث عن كل حلقة طوال شهر رمضان. ويستبعد السعوي أن يمثّل برنامجه الجديد وجهة نظر معيّنة، بقوله: «لم أكن أطرح نفسي لأقدم برامج إفتاء مثلاً، ففي برامجي التي أنتجتها طريقة الحديث بوجهات نظر مختلفة، إضافة إلى أن الاستضافة في بعض البرامج لم تكن تقتصر على الدعاة وحسب، وإنما حتى المفكرين كان لهم حضورهم، وفي برنامج «للحوار بقية» تشكّل كل حلقة رسماً بذاتها، والمذيع راصد لخط التباين الذي يتخللها».