رأى الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سعد الدريهم، أن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليس محلاً للفتوى، معللاً ذلك بأن 140 حرفاً لا تكفي لشرح المسألة الفقهية. وقال الدريهم خلال ظهوره في برنامج «للحوار بقية»، الذي يقدمه فهد السعوي على قناة «إم بي سي» : «موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هو موقع للخواطر والفائدة، وليس للفتاوى والمسائل الفقهية المستعصية، لأن 140 حرفاً قد لا توصل المعلومة الشرعية للناس». وأضاف أن الناس فهموا تغريدته عن «الفرقة الناجية» بالخطأ، «أنا لم أكتب أن الفرقة الناجية هم أهل نجد، بل إن المغردين فسروها بحسب فهمهم، وعدت بتصحيحها في تغريدة أخرى»، مشيراً إلى أن وسائل التواصل المختلفة سهلت الوصول إلى الفتوى، لكن تلك الوسائل أضعفت هيبة بعض المشايخ. وذكر أن هناك أشخاصاً يبحثون عن العلماء للحصول على الفتوى منهم شخصياً، وآخرون لا يأخذون حلول المسائل الفقهية إلا من أهل الثقة فقط، مؤكداً أن العلماء يراعون المجتمع في إصدار فتاواهم، فإن كان يتقبلها الناس أخرجها. وعن تشكيك الناس في الفتاوى، قال: «يعود تشكيك الناس في الفتوى إلى قلة اطلاعهم على الأمور الفقهية، ما يجعلهم يبحثون عنها لدى أكثر من مفتٍ». وفي الجزء الثاني من الحلقة، أكد المدوّن عبدالمجيد البلوي أن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جعل من الناس مشاركين في صناعة الفتوى، وكسر احتكار المعلومة الفقهية، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تصنع واقعاً غير محدود، بل تكشف الواقع. وقال البلوي: «تويتر جزء من ظاهرة الإعلام الجديد وامتداد لظاهرة الإنترنت، والتطور الذي قادته الثورة المعلوماتية على التواصل بين الناس، وهذا التطور التقني أثر في النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتأثيرها ليس في بلد محدد بل في كثير من البلدان، ولو نظرنا إلى الواقع قبل ثورة الإنترنت، كيف كان تفاعل الناس مع الفتوى؟ وهل كان ذلك الواقع من صناعة طبيعية أم من نتيجة لظروف في ذاك الزمن؟ وربما تكون هيبة الفتوى أكثر من اللازم، وسابقاً كانت الدولة الحديثة الشمولية لديها القدرة على فرض أشخاص معنيين على الناس يستمعون لهم، وكانت الفتوى تأتي بشكل مركزي، إذ كانت المؤسسة المركزية للفتوى تتولى إصدارها للناس». وأضاف: أن الناس كانوا لا يستطيعون الوصول إلى المعلومة بشكل حر، كون المعلومة الفقهية تصل إليهم بشكل مقنن، لكن مع الثورة المعلوماتية الحديثة أعطت الناس قوة ومنحتهم قدرة، على أن يصلوا إلى المعلومة الفقهية من دون الارتباط إلى شخص معين. وبرنامج «للحوار بقية» يقدم رؤية اتجاهين مختلفين حول قضية ما، إذ يستضيف في كل حلقة ضيفين، الأول ممن عُرفوا بطرحهم المتواصل حول قضيّة الحلقة، والثاني يمثّل شبكات التواصل الاجتماعي، ليبيّن رؤيته هو وجماهير ساحات شبكات الإعلام الجديد حول تلك القضية.