التوقّف المفاجئ للإعلامي فهد السعوي بعد ظهور متواصل امتدّ لستة أعوام، من الطبيعي أن تتبعه تساؤلات عدة حول الأسباب التي أدّت إلى ذلك، إلا أن السعوي اكتفى بالقول: «توقّفت لعام ونصف العام رغبةً في التقاط الأنفاس وإعطاء نفسي فرصة لمزيد من التفكير». فهد السعوي الذي ارتبط اسمه بالداعية الدكتور سلمان العودة من خلال برنامجي «الحياة كلمة» الذي كان يُبثّ كل يوم جمعة على قناة «إم بي سي» و«حجر الزاوية»، الذي كان يطلّ على المشاهدين في شهر رمضان، سيعود مجدداً إلى الشاشة ذاتها، بعد أن فسّر البعض غيابه وابتعاده الفترة الماضية إلى قرار يقضي بإيقافه، إذ يظهر عبر برنامجه الجديد «للحوار بقية»، الذي يعتبر أنه جاء بعد تفكير طويل لإنتاج فكرة جديدة ومختلفة عمّا قدّمه سابقاً. يقول السعوي: «حماستي كان لتقديم فكرة جديدة أكثر من أن أعود للشاشة فقط، خصوصاً أنني قدّمت برنامجي «حجر الزاوية» و«الحياة كلمة»، اللذين حققا جماهيرية ونجاحاً، وبالتالي ليس من المناسب أن أظهر ببرنامج جديد قد لا يصل لجزء من تلك الجماهيرية، لذا أردت التأني في التفكير ودراسة البرنامج المناسب للتقديم»، مبدياً عدم اهتمامه بتصنيف القنوات التي تبثّ برامجه بقدر اهتمامه بنسبة من يتابعون ما يقوم بطرحه. وأضاف أن البرنامج يعتمد على تعاطي المجتمع السعودي لمجموعة من الظواهر، سواء من خلال وجهة نظر فردية أم مؤسسية، أم حتى من خلال منتمي الإعلام الجديد ورواد شبكات التواصل الاجتماعي. وتابع: «يقدّم «للحوار بقية» رؤية اتجاهين مختلفين حول قضية ما، بحيث يستضيف في كل حلقة ضيفين، الأول ممن عُرفوا بطرحهم المتواصل حول قضيّة الحلقة، وضيف يمثّل شبكات التواصل الاجتماعي ليبيّن رؤيته هو وجماهير ساحات شبكات الإعلام الجديد حول تلك القضية، فهي تجربة جديدة أردنا إيجادها في البرنامج، لمزج رؤى الإعلام الجديد بالرؤية الاجتماعية السائدة، وفي كل الأحوال لن يخلو الأمر من وجود الجرأة في الطرح». ويعتبر مقدّم «للحوار بقية» أن من الضروري التعرّف على الواقع الفكري لدى المجتمع السعودي ونظرته لبعض القضايا التي تظهر لديه، خصوصاً مع وجود جيل جديد بات له حضوره الفعال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويتناول عبرها الكثير من القضايا بأساليب وآراء متنوّعة، فيما يؤكد أن البرنامج سيعتمد بشكل كبير على هذه المواقع من خلال رصد آراء روادها والتواصل معهم للحديث عن كل حلقة طوال شهر رمضان. ويستبعد السعوي أن يمثّل برنامجه الجديد وجهة نظر معيّنة، بقوله: «لم أكن أطرح نفسي لأقدم برامج إفتاء مثلاً، ففي برامجي التي أنتجتها طريقة الحديث بوجهات نظر مختلفة، إضافة إلى أن الاستضافة في بعض البرامج لم تكن تقتصر على الدعاة وحسب، وإنما حتى المفكرين كان لهم حضورهم، وفي برنامج «للحوار بقية» تشكّل كل حلقة رسماً بذاتها، والمذيع راصد لخط التباين الذي يتخللها». وحول سوق الإنتاج السعودي وقدرته على المنافسة القوية، يرى فهد أن السوق تفتقد للمبادرات القوية لأسباب عدة، لكنه يتأمل أن يزخر المستقبل بطفرة استثمارية من شأنها الإسهام في تقديم ما يُنتج محلياً بصورة مميّزة ووصول أكبر.