في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، تقدمها الرئيس المصري محمد مرسي والقائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير حسين طنطاوي، ودعت مصر ظهر امس ضحايا الهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر متطرفة مساء الاحد ضد نقطة عسكرية على الحدود الشرقية، أثناء تناولهم لطعام الإفطار. وأسفر الهجوم عن استشهاد 16 من افراد قوة حرس الحدود، وإصابة سبعة خلال أدائهم واجبهم. وبدأت الجنازة، التي نظمتها القوات المسلحة عقب صلاة الظهر من مسجد آل رشدان بمدينة نصر، بحضور رئيس الاركان الفريق سامي عنان رئيس وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار الضباط وأعضاء المجلس العسكري. الى ذلك بدأت النيابة العسكرية التحقيقات في حادث الاعتداء على نقطة رفح الحدودية، الذي راح ضحيته 16 من أبناء القوات المسلحة. وانتقلت النيابة إلى موقع الحادث لمعاينة آثار الحادث بالتوازي مع عمل الفرق الأمنية لتمشيط سيناء لتعقب الجناة والمحرضين. كما قام أعضاء من النيابة العسكرية بزيارة المصابين بالمستشفى والاستماع لشهاداتهم. في الوقت نفسه تفقد الرئيس المصري محمد مرسي، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان، ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين ومدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي منطقة الحدود مع إسرائيل في شمال سيناء. وذكرت مصادر أمنية أن الرئيس المصري ومرافقيه توجهوا فور وصولهم إلى مدينة رفح، حيث موقع الهجوم الذي وقع على أفراد من الجيش المصري، وتم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة لم يسبق لها مثيل بالمكان. كانت القوات المسلحة المصرية أكدت في بيان قدرتها على استعادة الأمن والاستقرار في سيناء في أقرب وقت، مشيرة إلى أن الهجوم في رفح أسفر عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًا وإصابة سبعة آخرين. وتسلمت السلطات المصرية 5 جثث لمشاركين في الهجوم، وقالت مصادر إن الجثث متفحمة تماما بسبب قصف الطيران الإسرائيلي لها، مشيرة إلى أنه يتم حاليا إجراء تحليل «دي إن إيه» لها. الى ذلك كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عن سحب عناصر المخابرات العامة المصرية من معبر رفح قبل أسابيع، عقب انتخاب الرئيس محمد مرسي وأدائه اليمين الدستورية، وتسليم مهمتها في مراقبة الدخول والخروج إلى الأمن الوطني. وقالت المصادر إن المعبر تم تسليمه إلى عناصر الأمن الوطني وجرى تجميد عمل مكتب المخابرات العامة فيه، ولم يتم إرسال عناصر جديدة حتى الآن للقيام بنفس مهام العناصر التي تم سحبها. وأوضحت المصادر أن عمليات العبور أصبحت تتم دون قيود أو شروط منذ أسابيع حتى على الأشخاص في المرحلة السنية ما بين 20 و40 عاما، والتي كانت تتم بعد إجراءات تشرف عليها سلطات الأمن المصري. وكان مكتب المخابرات العامة في المعبر هو الذي يسيطر على الشق الأمني في عمليات الدخول والخروج من وإلى مصر، وكان مسؤولا عن تطبيق الشروط والقيود على عمليات العبور. واتخذ الرئيس محمد مرسي إجراءات عدة لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، منها تسهيل المرور للفلسطينيين عبر معبر رفح وتعيين عدد أكبر من المراقبين على الجانب الفلسطيني.